رواية رائعة بقلم فرح طارق

موقع أيام نيوز


عندك ايه بالظبط ده علاج ل..
قاطعته حور
القلب.
ومقولتليش ليه ومن امتى لما تعبتي المرة دي ولا من قبل ولا...
قاطعته قائلة وهي تنظر له بدهشة من أسئلته وملامحه المتلهفة والقلقة بآن واحد 
من وأنا صغيرة..
أكملت في محاولة لتغيير مجرى الحديث
ايه الخطة..
مقولتليش ليه
وهقولك ليه
نعم!
قالها وهو يعتدل يقف ويميل نحوها ويمسك ذراعيها واردف بنبرة أمرة

كل شيء يخصك فهو يخصني فاهمة
لأ مش فاهمة! 
حاولت نفض ذراعيها من قبضة يديه الحادة وأكملت 
لو سمحت دراعي وجعني!
احتدت قبضة يديه وهو يقترب منها أكثر ويعيد كلماته عليها
كلك تخصيني يا حور فاهمة 
نظرت له بتحد 
لأ مخصش حد
متخصيش حد لأنك تخصيني أنا وبس.
.
.
أنا آسف.
قالها وهو يدفن وجهه بعنقها بينما تحاول هي دفعه وهي تخبره ودموعها تنهمر على وجنتيها
ابعد عني يا فهد بكرهك صدقني بكرهك.
شدد من احتضانه لها بيد وهو يحاول أن يعيق حركتها وبيده الأخرى يمررها على رأسها في محاولة لتهدئتها..
بينما سكنت هي بين يديه ولازالت دموعها تنهمر وما زاد عليها ارتجافة وهي تخبره وسط دموعها
بكرهك يا فهد وبكرهو بكرهكوا كلكوا وبكره نفسي أنا تعبت اوي
أغمض عينيه پألم وهو يستمع لكلماتها المټألمة ولم يجيبها مقررا أن يساعدها على إخراج ما بداخلها..
لم تتحدث مرة أخرى واردف فهد بهدوء
كملي يا حور طلعي اللي جواك أنا سامعك أهو بتكرهيني صح
لأ.
ارتسمت ابتسامة مټألمة على شفتيه وهو يستمع لكلماتها التي لا تدل على شيء سوى عن صراعها الداخلي

فقط!
أتدري أن أسوأ ما يمكن أن يمر به المرء أن يكون بداخله صراعا غير قادرا على إخماده.. صراعا كالبركان في تزايد مستمر ولكنه يصل لذروة النهاية ويخمد مرة أخرى ببطيء مع انسحاب روحك حتى لا يخرج من داخلك ويجعلك تهدأ..! أم أن الأسوأ من ذلك بأنك غير قادرا على قول شيئا للتعبير عن صراعك الداخلي.. ف إخماده البطيء فور وصوله للحظة الإڼفجار بداخلك يكون كالاڼتحار داخلك! شعورا أشبه لشخصا أصم شاهدا على چريمة ما ولكنه غير قادرا على إخراج الكلمات من داخل للافصاح عن تلك الچريمة وهو طوال الوقت يرى القاټل أمام عينيه يتحرك بحرية.
شعر باستكانتها بين ذراعيه ف أبعدها عنه بقلق و وجد عينيها بدأت بالانغلاق..
هتف بقلق وهو يحاول أن يفيقها ولا يسمح لها بالاغماء الآن
حور ك..كملي كلامك أنا سامعك مش بتكرهيني ولا بتكرهيني عايزة ايه وأنا هعمله عشانك صدقيني بس قوليلي عايزة إيه واوعدك هعمله.
أكمل حديثه وهو يزيل خصلات شعرها للخلف 
واوعدك هنرجع مصر هترتاحي من كل ده هتبعدي عن كل الأڈى اللي حواليك مامتك رجعت واختك كمان! هتعيشي معاهم..
نظر لعينيها وأخذ نفسا بداخله وأكمل
أو معايا أنا يا حور..
اعتدلت في جلستها وهي تطالعه بتركيز بينما كان بداخله يريد اخبارها عن مشاعره وشيئا ما يقول له إنها لن تتحمل ذلك بتلك اللحظة! بل ما سيفعله سيزيد من تلك الصراعات داخلها..! ولكن ماذا إن كان سيريحها..
قطع حبل أفكاره وهو يجيب أسئلتها الي قرأها داخل عينيها التي تطالعه بفضول
تعيشي معايا نتجوز! نبني بيت أنا وانت وأسر نكمل سوى..
مد يده وجهها بين راحتي كفه وأكمل وابتسامة حاملة تشق عينيه قبل شفتيه
إيه رأيك.. نرجع سوى نتجوز تعيشي معايا باقي حياتك عارف إني شخص صعب صعب تفهميني وتقدري تتعاملي معايا وتفهمي ايه بيدور جوايا بس أنا فاهمك! وده كفاية عندي فاهم ايه جواك عايزة ايه بتفكري تقولي ايه والأهم إني فاهم فرق السن اللي بينا قد إيه! وده من أهم والأسباب اللي هتخليك متفهمنيش ! انت صغيرة ٢٣ سنة وأنا ٣٦ سنة كل ده هيحتاج منك تفكير كبير أوي!
أغمض عينيه وهو يخرج تنهيدة من داخله وأكمل 
مقولتش ده ليه لأن نتيجة اللي قولته هتزود كل شيء جواك الصراع اللي بيحصل بين مشاعرك وبتحاولي تسيطري عليه! كلامي ليك هيعمل صراع تاني لوحده! عايز دماغ وتفكير تاني بعيد عن كل شيء بيحصل حواليك! بس قلة كلامي بردوا كانت صراع لأني قدرت اخبي كل حاجة إلا غيرتي عليك!
اقترب منها وأكمل 
مش قادر أتخيل وافكر إنه معاك! بيكون معاك ف نفس الأوضة وأنا متكتف مش قادر أعمل حاجة! أنا منمتش من امبارح يا حور كل ما اجي أنام أفكر إنه بايت معاك ف نفس الأوضة وانت نايمة طب ممكن يستغل ويعمل حاجة لما جيت وشوفتك وانت نايمة هو فضل طول الليل شايفك كدة قدام عينيه باصص لملامحك قرب منك
كادت أن تتحدث ولكنه قاطعها وهو يضع يده على 
هسألك سؤال وتجاوبي دلوقت بصراحة ماشي
حركت رأسها بنعم وهي تعقد حاجبيها بتعجب بينما أردف فهد بتوتر وتردد مما سيقوله ولكن غيرته تحكمت به وهو يحسم أمره ويتسأل
متأكدة مكنتيش بتحلمي بأي حاجة لما دخلت الأوضة..
اڼفجرت حور ضاحكة لدرجة ادمعت عينيها بينما شاركها فهد بالضحك ليس لأجل شيء ولكن لضحكاتها التي اسرت قلبه والتي لأول مرة يراها منذ أكثر من شهر مضى!
بجد أنت مش معقول!
قالت كلماتها وهي تبتعد عنه وتنهض عن الفراش ونهض فهد خلفها وامسك ذراعها و هو يعيدها إليه
حور قولتلك أقدر اتحكم ف أي شيء إلا غيرتي عليك! تعبيراتك كانت تبين إنك ف حلم! أو..
قاطعته حور ببراءة
أو حسيت بوجودك مثلا .
تركته واقفا مكانه يحاول استيعاب ما قالته للتو وتركته وهي تفر من أمامه بخجل مما قالته ودلفت للمرحاض وأغلقت الباب خلفها..
وقفت خلف الباب وهي تضع يدها على صدرها لعله تهدأ نبضاته وهي تتذكر حديثه.. الذي يعني بأنه يحبها..! حقا كل ما مر كان من غيرته عليها..
ضاقت ملامحها وهي تتذكر أن كل ما قاله ولكنه لم يقل له أحبك! ولكنها حركت كتفيها ببراءة
بس قال بيغير! ازاي شخص هيغير وهو مش بيحب
خرجت بعد وقت و وجدته جالسا على الفراش شاردا بشيء ما ولكن ما لفت انتباهها ابتسامته التي تزين لحيته.
انتبه لها فهد ونهض من مكانه وهو يقف أمامها ويضع يده بجيوب بنطاله ونظرت هي له ليوضح فارق الطول الواضح بينهما..
ايه الخطة..
هتصدقيني لو قولتلك نسيتها.
ابتسمت وهي تبتلع ريقها بخجل بينما حمحم فهد بجدية وشرع في اخبارها بما سيفعلونه بالايام القادمة.
انتهى فهد من حديثه واردفت حور بتساؤل
يعني بعد بكرة الكلام ده.
آه ونرجع ويعدي شهر ونتجوز.
حمحمت بخجل وهتفت بخفوت
وبكرة وبعده فيه حفلة
آه وبلاش تلبسي أخضر !
طالعته بتعجب وأكمل فهد بغيرة
صدقيني لو ف مصر وشوفت البصات دي ليك كنت هرتكب چريمة معاهم كلهم! محدش ف الحفلة مكنش بيبص عليك!
وأنت كنت مركز معاهم كلهم
كنت مركز مع أي شيء يخصك يا حور.
أعادت حمحمتها بخجل وهي تخبره
مش هتمشي الوقت أتأخر وكمان عشان تنام.
قهقه فهد على خجلها واقترب منها وطبع قبلة على وجنتها وتوسعت عينيها مما حدث وابتعد فهد بانظاره ولكنه لازال قريبا من وجهها وابتسم على دهشتها مما فعله حقا تلك الفتاة ستصيبه ببرائتها تلك يوما..!
ترك فهد وسط ذهولها وغادر الغرفة وهو يشعر بأن الحياة باتت تبتسم له وكل شيء حوله تبسط أمامه والطرق تتفتح لتنفيذ خططه للرجوع باسرع وقت ممكن.
عودة لساعات مضت..
في مصر تحديدا فيلا اللواء كامل..
نزلت شقيقته الدرج واتجهت لغرفة الضيوف لترى ضيوف شقيقها اللذين جاؤا أمس ولكنها كانت نائمة.
ابتسمت وهي تتقدم نحوهم وهتفت بنبرة بشوشة
بعتذر عن امبارح بس للأسف أنا بنام بدري!
نهضت ليان و والدتها بتوتر وخجل وهتفت وفاء
ولا يهمك احنا اللي بنعتذر للقلق اللي عملناه ليكم.
تقدمت منها بإبتسامة قائلة بعتاب
ينفع اللي بتقوليه مفيش قلق خالص!
ثم نظرت لكامل وهتفت بتساؤل
أمال مامتهم فين..
احمر وجه وفاء بشدة وهي تشعر بحرارة من الخجل وابتسم كامل مجيبا على سؤال شقيقته مشيرا لوفاء
لأ دي الأم ودي بنتها وبنتها التانية هي اللي هترجع مع چيدا وفهد.
كامل متهزرش معايا..!
تدخلت ليان بالحديث موضحة 
لأ مش بيهزر دي ماما فعلا بس هي اتجوزت على صغير شوية ف تلاقيها قدي عادي.
مشيرة شقيقة كامل بمرح
آه مامي بس على صغير شوية!
ليان بضحك
بالظبط كدة.
بينما كانت وفاء تتمنى لو انشقت الأرض وابتلعتها من كثرة الخجل! ولمحت نظرات كامل لها التي اخجلتها أكثر!
نظرت مشيرة لأخيها قائلة بنبرة ماكرة وهي تفهم ما يحدث له وخاصة من نظراته تلك التي تفضحه ك مراهق معجب بأنثى لأول مرة بحياته
بس فعلا هيدوني ونس كبير أوي يا كامل لحد ما چيدا ترجع ونتونس كلنا.
أنهت كلماتها بمرح لتخفيف الجو المتوتر حولها وقاطعهم دلوف الخادمة تخبرهم

بأن الفطار قد جهز للتو..
أشار لهم كامل لغرفة الطعام
يلا عشان تفطروا وأنا للأسف عندي شغل واعوضها معاكم ع وجبة العشا.
أجابته شقيقته 
ربنا معاك يا حبيبي هنستناك ع العشا.
رحل كامل ودلف الجميع لغرفة الطعام وقضى الوقت في جو مرح واندماج بين ليان ومشيرة.
تركت مشيرة الطعام وهي تضحك بكثرة.
يخربيتك يا ليان بجد! مش قادرة من الضحك ولا عارفة أكل!
وفاء بمرح
لأ ليان وحور بناتي حكاياتهم حكايات اسمعيهم واضحكي للصبح.
ربنا يرجعلك حور بألف سلامة يا رب.
يا رب يا حبيبتي.
نظرت ليان لهاتفها بدهشة وهي تجد أن سيف بهاتفها مكالمة فيديو!
نهضت من مكانها وهي تستأذن منهم لتجيب على مكالمة زوجها لتتسأل مشيرة عن الأمر 
لأ دي حكاية طويلة أوي بليل نسهر نتسلى فيها لو حضرتك مش هتنامي يعني.
لو بنفس الضحك ف هسهر.
هتضحكي فيها متقلقيش.
قالتها ليان بمرح وهي تصعد للغرفة التي أصبحت تنام بها وكان الإتصال قد انقطع وأعاده سيف مرة أخرى..
فتحت المكالمة بتوتر وهتفت بنبرة خاڤتة
أخبارك إيه
بقيت كويس طالما شوفتك وانت
رمشت بعينيها في توتر و وجدته ينظر من الكاميرا بتركيز واردف بتساؤل
انت فين كدة..
اندهشت من قوة ملاحظته وأخبرته بما حدث معهم ليجيبها پغضب
ومقولتليش ليه
أنت ف أوروبا هتعمل ايه
هتصرف يا ليان! انت متعرفيش ايه اللي ممكن اقدر أعمله!
وهتعمل ايه
هبعت عربية توديكوا الفيلا بتاعتي اللي ف الغردقة وهملاها حراسة عليكم مفيش قطة تقدر تعدي ! اقفلي وابعتيلي عنوانك دلوقت وهبعت العربية عليه.
استنى بس!
مفيش بس مش هستنى وأنا عارف مراتي قاعدة ف بيت معرفش مين صحابه!
ده لوا..!
قالتها ببراءة ليجيبها سيف پغضب
صاحبه لوا وايه يعني أعرفه مثلا عشان لوا أسمح لمراتي تقعد معاه ف بيت واحد شايفة إني مش راجل مثلا!
سيف ده واحد قد بابا.. 
قالتها ببراءة مصطنعة تحاول اخفاء سعادتها بغيرته عليها ف مهما اختلف الأمر عزيزي ستظل حواء كما هي الغيرة وتكن هي الجانب الرابح أكثر من الحب ذاته!
ليان! آخر كلام ويتسمع ماشي
أجابته بعند وبداخلها يطالب المزيد لتلك الغيرة التي تراها قبل أن تشعر بها ! 
لأ يا سيف الراجل قدم مساعدة لينا !
أجابها سيف بلهجة أمرة لا تقبل النقاش
سلام يا ليان وساعتين بالكتير والعربية تكون عندك والعنوان يتبعت دلوقت ف رسالة.
مش معايا رصيد لأن ماما كانت خاېفة تسحب فلوس بالفيزا عمي يعرف مكانا بس هو كدة عرفه وكنت هروح ما اونكل كامل بقى أسحب بالفيزا فلوس.
اجابها سيف بهدوء ما
 

تم نسخ الرابط