رواية رائعة بقلم فرح طارق

موقع أيام نيوز


ببعضهم
عندك حق أنا هروح ليه.
بعد وقت توقفت سيارة محمد إمام منزل مازن الخاص ونزل من السيارة واتجه للداخل وهو يقف أمام بيته..
بينما في الداخل تأفف مازن وهو يبتعد عن تلك الفتاة من واردفت بتساؤل
مين هيجيلك دلوقت يا روحي
مش

عارف هروح اشوف.
نهض مازن من جانبها وهو يرتدي ملابسه على عجلة من سرعة رنين الجرس وخرج من الغرفة متجها للباب ليفتحه ويجد محمد بالخارج.

ابتسم مازن بسمة جانبية وهو يشير إليه بالدلوف ليدخل محمد ويجلس على الأريكة بغرفة الضيوف ودخل مازن خلفه..
جلس مازن قائلا بتساؤل
خير يا محمد
لوى محمد بسخرية وكاد أن يتحدث ولكن قاطعه مازن
عارف إن دخلتك دي لمصلحة ف ادخل فيه على طول.
بنتي فين
أنهي فيهم
قالها مازن بسخرية وهو يرجع للخلف ويستند بظهره على ظهر الأريكة ويضع قدم فوق الأخرى..
حور يا مازن حور فين طب بلاش دي زي ما دخلت ابني السچن أكيد عندك طريقة يخرج بيها.
واي المقابل
عقد محمد حاجبيه بدهشة وهتف بتساؤل
مقابل ايه
أيوة هخرج ابنك وايه المقابل لده هقولك أنا..
مراتك.
منال!
تؤ تؤ شغل مخك معاياا هي منال دلوقت مراتك
نهض محمد من مكانه وهو يمسك مازن من ملابسه قائلا پغضب
أنت بتقول ايه يا ابن ال 
وضع مازن يديه على يد محمد هاتفا ببرود
زي ما سمعت مقابل خروج ابنك هتعمل الشيء البسيط ده ومتقلقش هي ليلة وكل واحد يروح لحاله وابنك يخرج وخلصت على كدة قولت ايه
دفعه محمد على الأريكة وهو يلكمه بحدة وبصق عليه بتقزز وهتف بحدة
أنا هعتبر إنك مقولتش حاجة لأن صدقني يوم ما اعتبر هيكون آخر نفس ليك على وش الأرض.
تركه وغادر المكان پغضب ليرجع مازن رأسه وهو يضحك بسخرية وتآوة بۏجع من أثر اللكمة لتقدم الفتاة نحوه بهلع
ايه اللي حصلك
مازن ولازال على نفس جلسته يستند برأسه على ظهر الأريكة
خدي الفلوس من على الطرابيزة وتاخدي بعضك وتختفي من هنا.
طالعته بتردد من تركه بتلك الحالة ليأتيه صوته الحازم
يلا.
تركته وهي تغادر على عجلة من أمرها ليتعمق مازن بتفكيره وهو يحسم القرار بداخله قائلا بشړ.
وحياة أمي يا محمد لادفعك تمن القلم ده غالي أوي.
في مكان آخر تحديدا فيلا اللواء كامل.
حمحم قبل أن يدلف للغرفة لتعتدل وفاء بجلستها وهي تخفض رأسها بخجل وتعدل حجابها فوق رأسها ليدخل كامل ويجدها تجلس مع أخته يتشاورون ببعض الأحاديث النسائية..
جلس كامل على الأريكة أمامهم وهتف بجدية
فهد بدأ وفي تنفيذ المهمة وكلها يومين ويرجع مع حور.
تهللت اسارير سعادتها وعينيها تدمع قائلة في سعادة
بجد وهي كويسة
ابتسم لها كامل مطمنا إياها
الحمدلله فهد طول الوقت عينيه عليها متقلقيش.
الحمدلله يا رب ألف حمد وشكر ليك.
مشيرة بسعادة
إن شاء الله ترجع بألف سلامة.
كامل بمرح
باين أنكم اندمجتوا سوى
مشيرة وهي تنظر لأخيها بخبث
طبعا أنا حساها بقيت مننا خلاص.
ضحك كامل بشدة وهو يفهم مغزى شقيقته من الحديث ليلتفت الجميع لقدوم ليان قائلة بضيق
هو التكييف بيفضل يطفي كتير
كامل بتذكر
آه أنا نسيت خالص اصلحه طب مقولتيش ليه من الأول!
ما هو أنا اتحرجت بصراحة بس من امبارح الجو حر أوي وهو يعتبر فاصل من امبارح.
ابتسم لها كامل وهو يشعر بأنها نسخة من والدتها بكل شيء حقا كم تمنى بحياته أن يكون له اطفال من صلبه هي أمنيته ستتحقق لا يهم إن يكونوا أبنائها فقط ف يكفي شعوره بالأبوة معهم! هو دائما من أول مرة رآهم بها وهو يشعر بأنهم الملزم بهم وبسلامتهم و إعادة كل شيء بحياتهم طبيعيا من جديد.
حاضر هتصل بالصيانة دلوقت يجوا يشوفوا الموضوع ده اقعدي معاهم هنا وإن شاء الله يتصلح بسرعة.
التف لصوت وفاء القائلة في خفوت
مش عارفين نقول لحضرتك ايه استقبلتنا في بيتك وبتعاملنا كإننا ملزمين منك ف كل حاجة و..
قاطعها كامل بجدية
ما انتوا فعلا ملزمين مني وف كل حاجة!
احمر وجه وفاء بخجل لتضيف شقيقته في محاولة لتخفيف الأمر
آه يا وفاء انا لسة كنت بقولك إني حسيتك أختي الصغيرة وليان بنتي بالظبط و واثقة إن حور لما ترجع هيكون نفس الشيء ف ليه الشكر دلوقت 
ابتسمت لها وفاء بامتنان ليضيف كامل
أنا هروح أكلم الصيانة وهطلع على المبنى.
تركهم كامل وغادر لتبتسم شقيقته وهي تتمنى أن يكمل الأمر لنهايته وينصف القدر أخيها تلك المرة ف حبه لوفاء واضحا بكل شيء دعت من قلبها أن يحدث ما يتمنى.
مشيرة بتذكر 
صح يا وفاء كنت هنسى خالص بس الحمدلله افتكرت كامل حجزلك عند دكتورة وهنروح انا وانت نطمن على الحمل هو اتحرج يقولك ده بنفسه بس يا بنتي لازم تطمني ع اللي ف بطنك وتشوفيه كويس ولا لأ!
كادت أن تعترض وفاء ولكن قاطعتها مشيرة
حبيبتي دي روح عايشة جواك يعني هو لو برة دلوقت وعلى ايدك مش هتهتمي بيه طب هو عايش بس الفرق انه جوة ولازم تطمني عليه! مينفعش تقعدي الشهور دي من غير حتى ما تروحي مرة واحدة ف الشهر لدكتورة تطمنك عليه!
ليان وهي تتثأب من كثرة رغبتها بالنوم
أيوة يا ماما طنط مشيرة معاها حق لازم تطمني عليه.
وفاء وهي تستسلم لرغبتهم ولكنها تشعر بالخجل لأن من اهتم بذلك هو كامل كيف جاء ذلك بباله! بل وهو من حجز لها عند الطبيبة
نهضت مشيرة من مكانها 
أنا هطلع اوضتي أريح حبة لأني متعودة بنام شوية ف نص اليوم وتعالي معايا يا ليان أدام تكييفك بايظ لحد ما يتصلح.
نهضت ليان بلهفة قائلة في سعادة
عليا النعمة انت جامدة.
ضحكت مشيرة وهي تأخذها معها للأعلى لتنهض وفاء خلفهم لتحضر شيئا تتناوله ف هي تشعر بالجوع الشديد.
دلف للمطبخ لتجد الخادمة تأتي ناحيتها مسرعة 
اامريني يا هانم.
ابتسمت لها وفاء قائلة في محبة
بلاش هانم دي! وايه أامرك دي بس أنا جعانة وداخلة أكل.
قالت الخادمة في محبة لتلك السيدة
طيب تحبي تاكلي ايه حاجة معينة اعملهالك
مش عارفة بس حتى لو هنعمل ف هاتي عصير أو أي حاجة أحسن حاسة بهبوط جامد.
أسرعت الخادمة بلهفة تحضر لها مقعد تجلس عليه وبعدها أحضرت لها كوب عصير لتتناوله وفاء من يدها وتشربه.
الخادمة بقلق
أحسن دلوقت أنا هحضرلك أكل ف السريع كدة تاكلي وإن شاء الرحمن الهبوط يروح.
ابتسمت لها وفاء قائلة بامتنان
شكرا ليك ومعلش هتعبك معايا
اتجهت الخادمة لتحضر الطعام وهي تتحدث معها
تعب ايه بس يا مدام يكفي أن حضرتك من طرف الأستاذ كامل اللي غيره مغرقنا كلنا والله ما حد فينا وقع غير لما ساعدنا ربنا يبارك ليه ويرزقه بواحدة تشيله جوة عينيها لأنه عمره ما كان يستاهل اللي حصل.
تساءلت وفاء بفضول 
وايه اللي حصل
مراته قصدي طليقته الله يهديها طلقها هو البيه عرف إن ربنا مش هيرزقه بأطفال ف كتر ألف خيره بلغ مراته بده تقوم بنت ال تيجي قصاد كل الخدم واخته تقول سرهم وتطلب الطلاق منه! طب هي قليلة الأصل والرباية كانت تطلب بينهم وبين بعض زي ما عرفها بده بينهم وبين بعض ليه تفشي بسرهم وتعمل كدة! 
من يوميها ومشيرة هانم طلبت مننا كل واحدة فينا تكون ق مكانها وطول ما هو موجود منخرجش من المطبخ والصراحة عندها حق.. أنا قولت هتمشينا كلنا

وتجيب طقم خدم جديد بس الله يبارك فيها سابتنا عشان أكل العيش.
نظرت الخادمة لوفاء الشاردة بحديثها
معايا يا مدام..
انتبهت لها وفاء وقالت 
آه يا حبيبتي معاك.
تقدمت الخادمة ناحيتها و وضعت الصحون على الطاولة أمامها وقالت في محبة
الأكل أهو كلي واتغذي كويس عشان اللي ف بطنك ويا رب تقومي بألف سلامة حضرتك كلي والبيه خرج من الڤيلا ف أنا هخرج اظبط المكان برة قبل ما يرجع عن اذنك.
تركتها وسط شرودها وغادرت لتفكر وفاء بحديثها وسؤال واحد يتردد بداخلها...هل كل ما يفعله لأنها تحمل طفل بداخلها اهتمامه وحجز لها موعد مع الطبيبة لتطمئن على طفلها ف هذا كان اهتمام غير عادي! لتتذكر جملته حينما قال لها ما انتوا فعلا ملزمين مني وف كل حالها ماذا كان يقصد بتلك هل يقصد ما فهمته للتو!
بدأت وفاء بتناول الطعام ولازال عقلها يفكر بما قالته الخادمة ويربطه بما يفعله كامل معها الآن.
في مساء اليوم دلف سيف لغرفة مايكل ولم يجده بالداخل ليلفت انتباهه الحاسوب الخاص به موضوع على المكتب وعليه صورة حور ليدقق النظر ليجدها غرفة حور ومن الواضح أنها تصور بداخلها الآن..!
استمع سيف لصوت المياه المتدفق بداخل المرحاض ليخرج من الغرفة وهو يهاتف فهد قائلا 
فهد أرجع من كل حاجة بسرعة مايكل حاطط كاميرات مراقبة ف أوضة حور.
..
الفصل_الخامس_عشر
تجمد فهد مكانه وهو يستمع لتنبيه سيف له وأن كل شيء منكشف منذ البداية!
اخيرا قطع صمته بصوت صارم وحاد
الخطة كلها هتتغير.
مايكل مش مضمون دلوقت! والمكان اللي هنتقابل فيه لازم يكون متأمن كويس وكدة هو عرف إني معاك.
ارتسمت بسمة جانبية على شفتيه مجيبا بثقة
متقلقش يا سيف حاطط لكل شيء إحتمال وهظبط وهبعتلك لوكيشن بالمكان.
استرد حديثه بتساؤل
مايكل فين دلوقت
ف اوضته لما دخلت كان بيستحمى.
تمام وحور معايا.
فرغ فاهه پصدمة لما قاله فهد 
معاك ازاي مايكل مراقبك! ده اكيد خدتها ازاي وروحت بيها فين وحصل ايه! وعملت ده امتى اصلا
سيف أكيد مش هشرحلك دلوقت! وثانيا أنا ظابط شرطة ودي مش كلمة بقولها عيائة! لما اجي اطلع مهمة لازم أعرف دماغ الشخص اللي هتعامل معاه هتكون إزاي واحط ليها جميع الإحتمالات!
سيف بإعجاب بحديثه
عندك حق هنتقابل امتى وفين
هتنزل دلوقت هتلاقي عربية ف ضهر الفندق اركبها وكلمني سلام.
أغلق فهد مع سيف وهو يعود بذاكرته للماضي..
انتبه لها فهد ونهض من مكانه وهو يقف أمامها ويضع يده بجيوب بنطاله ونظرت هي له ليوضح فارق الطول الواضح بينهما..
ايه الخطة..
هتصدقيني لو قولتلك نسيتها.
ابتسمت وهي تبتلع ريقها بخجل بينما حمحم فهد بجدية وشرع في اخبارها بما سيفعلونه بالايام القادمة.
انتهى فهد من حديثه واردفت حور بتساؤل
يعني بعد بكرة الكلام ده.
آه ونرجع ويعدي شهر ونتجوز.
حمحمت بخجل وهتفت بخفوت
وبكرة وبعده فيه حفلة
آه وبلاش تلبسي أخضر !
طالعته بتعجب وأكمل فهد بغيرة
صدقيني لو ف مصر وشوفت البصات دي ليك كنت هرتكب چريمة معاهم كلهم! محدش ف الحفلة مكنش بيبص عليك!
وأنت كنت مركز معاهم كلهم
كنت مركز مع أي شيء يخصك يا حور.
أعادت حمحمتها بخجل وهي تخبره
مش هتمشي الوقت أتأخر وكمان عشان تنام.
قهقه فهد على خجلها واقترب منها وطبع قبلة على وجنتها وتوسعت عينيها مما حدث وابتعد فهد بانظاره ولكنه لازال قريبا من وجهها وابتسم على دهشتها مما فعله حقا تلك الفتاة ستصيبه ببرائتها تلك يوما..!
ترك فهد وسط ذهولها وغادر الغرفة وهو يشعر بأن الحياة باتت تبتسم له وكل شيء حوله تبسط أمامه والطرق تتفتح لتنفيذ خططه للرجوع باسرع وقت ممكن.
بينما امسكت حور بتلك الورقة التي وضعها فهد بيدها قبل أن يغادر الغرفة وفتحتها وشرعت بقرأة ما بها..
حوريتي..
كل الكلام اللي قولته ليك
 

تم نسخ الرابط