رواية رائعة بقلم فرح طارق

موقع أيام نيوز


شقاء !
بينما كان يجلس فهد جانبها يرى تبدل ملامحها وتحولها من عبوس لابتسامة والعكس أيضا يحاول قراءة أفكارها وبالوقت ذاته لا يقدر حاول التحدث معها أكثر من مرة ولكنه يشعر بأن الصمت الآن سيكون جيدا لهم عليه أن يترك لها مساحتها للتفكير وتخيل حياتها بعد الآن وبعدها لن يصمت عن الحديث معها.
في مكان آخر تحديدا في مصر.

تهللت اسارير سيف بعدما أخبره أخيه بعودته لمصر بحوذة حور كما أخبره بعدم أخبار أحد حتى يعود هو لربما حدث أي شيء !
بينما استمع لصوت طرقات على باب غرفته التي بات يلازمها منذ أن عاد إلى منزله في الغردقة منذ أيام لتدلف ليان وأغلقت الباب خلفها واردفت بسخط
هتفضل قاعد ف اوضتك طول الوقت يا سيف 
عايزة ايه يا ليان 
تأففت ليان من تجاهله لها واردفت
چيدا تحت.
أنهت جملتها لتستمع لصوت طرقات على الباب وفتحت الباب لتدلف چيدا ونظرت لأخيها واردفت
آسفة بس مقدرتش تستنى تنزل.
ابتسم لها سيف لتندفع چيدا داخل قائلة
وحشتني اوي يا سيف انت هتفضل عايش ف الغردقة صح 
أيوة.
ضمته چيدا أكثر بسعادة
حلو أوي وأنا قدمت استقالتي وهقعد معاك واغير جو لباقي حياتي وانا هنا ف الغردقة.
ابتعدت عنه ونظرت ل ليان واردفت
ده بعد إذن مراتك طبعا ولو موافقتش ف انا هشوف شقة هنا صغيرة على قدي وكمان ماما هتيجي اكيد مش هتسيبنا هي بس مستنية الأمور تتصلح بينكم شوية.
ابتسمت لها ليان رغم تلك الغيرة التي نشأت بداخلها رغما عنها واردفت
اكيد مش هقدر أمانع ده بيت سيف يا چيدا وانا وماما اللي متقلين عليكم فيه.
ثم أكملت حديثها ببسمة انا هسيبكم وهنزل اساعد ماما عشان بتحضر الغدا .
غادرت ليان بينما نظر سيف أثرها وهو يستشعر بأن هناك خطب ما داخلها وماذا تلك الجملة اللعېنة التي قالتها للتو 
نظرت چيدا لسيف واردفت
مش قصدي أتدخل والله بس هو وانت وليان فيه حاجة بينكم لسة مټخانقين كل ده يا سيف والله دا أنا قولت هلاقيكم سمن على عسل ! خاصة لما شوفتها عاملة ازاي ف المستشفى علشانك.
امسك سيف بيد شقيقته وجلس على الفراش وجعلها تجلس بجانبه واردف
خلينا ف المهم دلوقت إستقالة ايه اللي قدمتيها 
استقالتي ف الشغل يا سيف وطلعت شهادة ليك وليا واسمنا منسوب ل بابا الله يرحمه يعني كدة أنا وأنت وفهد أخوات رسمي.
أنهت حديثها وهي تصفق بسعادة بينما تبسم سيف لسعادتها تلك واردف 
بردوا قدمتي استقالتك ليه يا چيدا 
تنهدت چيدا قائلة بهدوء
لأني كدة هيبقى أحسن شغلي ده كان مخليني بعيدة عن حاجات كتير اوي يا سيف مقدرتش اعرف أخويا مين طب فهد ! كان جمبي طول الوقت كنت حاسة إنه فيه حاجة بتربطني بيه بس مقدرتش اعرفها ! وخالو لما لقاني دخلت شرطة مرديش يقولي وفهد قدامي طول الوقت آخ كنت ببكي طول حياتي عشان يكون موجود وهو قصاد ي
عيني وانا مش شيفاه ! وانت يا سيف رجعت دلوقت بس بردوا مكنتش هشيل نفس لقبك ولقب فهد بسبب شغلي ! عشان مينفعش اجي فاجئة أغير اللقب وكدة مش هيكون ليا إسم بينهم 
طب ما

احنا معاك دلوقت وبعدين انت شايلة لقب مدام مشيرة مش حد تاني يا چيدا !
لأ يا سيف صدقني شعورها بيختلف وبعدين انا مبقتش عايزة أي حاجة غير وجودك انت وفهد وماما معايا وانا كدة مبسوطة فوق ما تتخيل بس فهد يرجع بالسلامة بس.
أخذها سيف بين وقبل رأسها واردف بحنو
إن شاء الله راجع.
وماما يا سيف 
تنهد سيف وهو يشعر بثقل ذاك الحديث على قلبه ف هو فقط لا يريد سوى بعض الوقت لنفسه حتى يقدر على مواجهة ما يحدث أمامه او يتركوه لبعض الوقت قط !
بينما ابتعدت چيدا عن أردفت
صدقني تعبت أوي ف بعدك يا سيف حاول بس تسمعها وتديها فرصة. !
هديها صدقيني هديها بس أخد انا فرصتي الأول إني اتاقلم مع الوضع حواليا ممكن 
ماشي يا حبيبي اللي يريحك تعالى ننزل تحت ليا قالتلي إنك بقالك كذا يوم مش بتنزل من اوضتك تعالى ننزل يلا وناكل تحت كلنا.
نهض سيف من مكانه واردف
حاضر يلا.

 

ابتسمت چيدا وهبط الاثنان للأسفل لتجدهم ليان وهم يهبطون الدرج ويهمسون بشيء لبعضهم ليضحك كلا منهما.
بينما شعرت هي بالاختناق داخلها هي شقيقته وتعلم ذلك لقد أحبت جيدا حقا ولكن شيء داخلها يشعرها بالغيرة نحوها لا تدري لما !
في مكان آخر تحديدا عيادة مازن.
دلفت منال للعيادة پغضب شديد يكمن داخلها لتدلف لغرفة مازن وتخرج مرة أخرى بوقتها وهي تشعر بدهشة مما يحدث بالداخل ولكن لما الدهشة ف هي تعلم حقيقة مازن الكريهة منذ البداية ! وهي أيضا من لجأت إليه واعطته تلك الفرصة ليمسك عليها تلك التسجيلات الصوتية والمصورة أيضا فيديو لها وبات يستفزها بها طوال الوقت خاصة بعدما عرف بأمر زواجها بعدما سجن كريم ولدها ولم يمر وقت حتى اختفى محمد من الأنظار ولا يعرف أحدا مكانه أين !
خرج مازن خلفها واردف بنبرة غاضبة
مش فيه باب تخبطي عليه وبعدين المفروض تستني السكرتيرة بتاعتي تكون موجودة وتبلغيها بأنك جيت 
طالعته منال بتقزز وكره قائلة
والله لو عليا مكنتش اجي اصلا اخلص يا مازن قولتلي هعرفلك مكان محمد فين ولحد دلوقت متعرفش ! محمد مختفي بقاله فترة طويلة آخر حاجة عملها لما روحت أزور كريم قالي إنه راح ل وفاء وهددها لما حور ترجع تتنازل عن قضية كريم ومن بعدها اختفى.
طب وانت عايزة محمد ف ايه 
انت نسيت يا غبي إن كلنا ف مركب واحدة ! أي واحد فينا يقع كلنا بنقع معاه 
وضع مازن يده على يحاول كتمه واردف وهو ينظر حوله خوفا من أن يسمعه أحد خاصة تلك السكرتيرة
شششش وطي صوتك ده.
تركها واردف بجدية
خلاص امشي وانا هتصرف متقلقيش بعدين تلاقيه مختفي ف الملاهي اللي أول ما بيجمع شوية فلوس بيغطس فيهم يا منال ! ولا نسيت محمد 
بس بردوا يا مازن تدور وتعرف مكانه فين عشان نطمن اكتر.
ماشي يا منال حاجة تاني 
لأ سلام.
قالتها واستدارت لتغادر المكان بينما اردف مازن وهو ينظر أثرها بوعيد 
استني بس عليا انت وجوزك وابنك هنهيكم بإيدي وافضي الساحة ليا ل مازن وبس.
في مكان آخر..
صدح صوت رجل وهو ېصرخ بهم
كفاية بالله عليكم كفاية مش قادر خلاص !
دلف الظابط للغرفة وهو يأمر رجاله بالابتعاد عن محمد وأزال ذاك الوشاح المغطي لوجهه وذهب للمقعد وجلس فوقه و وضع قدم فوق الأخرى قائلا
بردوا مش هتتكلم يا محمد عاجبك الټعذيب ده 
صدح صوت محمد بترجي وألم من كثرة الټعذيب الذي تعرض له على أيديهم
يا بيه صدقني والله ما أعرف !
نهض الظابط من مكانه وأمسك ب سوط والقاه على جلده لېصرخ محمد بينما اقترب الظابط من أذنه واردف
تعرف يا محمد والله تعرف تعرف مين بالظبط العصابة اللي متفرقة ف كل محافظة ف مصر شخص شخص.. عارف ليه لانك فرض منهم دلوقت انت وابنك ف هتقوا ولا اجيب ابنك قصاد عينك وهو يقول بعد كام ضړبة من دول !
محمد بلهفة وخوف 
لأ والله يا بيه هقول..
شاطر يا محمد الأول عرفنا أنكم أربعة بعدين لقينا كل ٣ محافظات قريبين من بعض خاصة المحافظات البحرية ليها رئيس فيها وزي الشاطر هتقولي إسم إسم ليهم دلوقت وهلاقيهم فين.
الفصل_العشرون.
.
وقفت حور خارج المطار وامامها السيارة التي ستقلها لمنزلها منزل عائلتها التي لم تصدق حتى الآن أنها ستعود لهم ! هل عادت بعد تلك المدة من الغياب سترى عائلتها الآن وتبقى بين ! عقلها لازال لا يستوعب ذلك حقا.
بينما توقف فهد بجانبها وهو يشاهدها تنظر أمامها للسيارة قط لا تسير ولا تفعل شيء سوى النظر نحوها.
انتقلت أنظار فهد بين السيارة وبين أنظار حور ثم اردف بتساؤل 
فيه حاجة يا حور 
اجفلت عينيها وهي تنتبه بأنها واقفة مكانها لا تتحرك ل تقول

بنبرة مهزوزة بعض الشيء
لأ يلا.
صعدت بالسيارة وفهد بجانبها وكان ياسين ومهاب بإستقبالهم يركبان بالامام.
أسندت حور رأسها على الشرفة ليمر الوقت وتتوقف السيارة لتنظر حور بتساؤل نحو فهد ثم تستمع لصوت مهاب.
احنا نازلين هنا فهد هيكمل سواقة وتوصلوا بالسلامة.
حور بتساؤل
نازلين ليه 
ابتسم ياسين قائلا بهدوء
جينا نديكم العربية بدل م دا نبعت سواق ونشوف فهد لو محتاج حاجة واحنا دلوقت قدام المبنى بتاعنا هنطلع احنا وفهد يكمل للبيت.
ثم نظر ل فهد وأكمل
محتاج حاجة 
لأ انزلوا انتوا.
تبادلت الأماكن بين الجميع ولازالت حور جالسة مكانها لينظر لها فهد من المرآة قائلا بضيق حاول إخفائه
مش هتنزلي 
عقدت حور حاجبيها بعدم فهم
هنزل ليه 
تيجي هنا يا حور ! هتقعدي ورا تعالي قدام !
قال كلماته بضيق لم يستطع إخفائه لتهبط حور من السيارة وشبح إبتسامة مرتسم على شفتيها لتصعد بجانبه.
أدار فهد محرك السيارة ليسير بها متجها لمنزل سيف.
أسندت حور رأسها على النافذة وكلما شعرت بالاقتراب كلما ازدادت نبضات قلبها پعنف سؤالا واحدا يراوض عقلها هل كريم قد عاد أم لازال ملقي القبض عليه تريد أن تسأل فهد وبالوقت ذاته تخشى ذلك ! ولكن السبب لا تعلمه.
سئمت من كثرة أفكارها لتنظر لفهد قائلة بتساؤل
هو كريم خرج ولا لسة ف السچن 
يهمك 
ألقت تنهيدة بداخلها واردفت بهدوء
ممكن تجاوب على سؤالي خرج ولا لسة 
توقفت السيارة فاجئة وحاولت حور التماسك من عدم اصطدامها بها لتنظر لفهد بنظرة غاضبة
وقفها براحة !
فيه واحدة عاقلة تسأل جوزها عن طليقها 
شهقت حور بإستنكار
جوز مين وبعدين انت بتكلمني كدة ليه ! 
وآه بسألك متنساش إن كريم إبن عمي ! ثانيا ده محپوس ف قضية أنا اللي رفعتها عليه وكمان هو بقاله ٣ شهور محپوس ف أنا قررت هرجع واتنازل عن المحضر .
هو ايه اللي جوز مين احنا مش اتفق
قاطعته حور بجدية
اتفقنا بس لسة مبقتش تفرق وبعدين انت مقولتش ليا عايز تتجوزني ليه وأنا مقولتش إني وافقت.
كاد أن يتحدث پغضب واعتراض على حديثها لتكمل حور 
لو سمحت كمل طريقك لأني عاوزة أوصل بسرعة .
صمت فهد وهو يدير السيارة مرة أخرى واسنانه تصتق ببعضها من كثرة الڠضب.
مر وقت عليهم لا يعلمه أحد ف كلاهما منشغلين بعقلهم قط خاصة فهد الذي كلما اقترب من المواجهة كان يتمنى لو تراجع مرة أخرى أو حتى لم يعرف حقيقة ما كان ! والآن تلك الفتاة التي تخبره بأنها لم توافق على الزواج ! كيف ذلك بماذا تفكر ! والآن ترغب بالتنازل عن قضيتها ضد طليقها هل تود الرجوع إليه هل كانت تحبه 
أسرع السير بالسيارة وآخر كلمات دارت بعقله لازالت تتردد بداخله هل كانت تحبه بينما تعجبت حور من سرعته تلك ولكنها لم تأبى شيء بل أغمضت عينيها وهي تستمع بنسمات الجو التي باتت تطارد خصلات شعرها لتتشارك معه
 

تم نسخ الرابط