عينيكي وطني وعنواني بقلم امل نصر

موقع أيام نيوز

على الكرسي وحاطط رجل على رجل واكنه منتظرني اخرجله عشان يشلني .. ياأما الاقيه واقف في بلكونة اؤضته اللي جامبي بكل برود وابتسامة مستفزة يقولي مساء الخير. 
لم تقوى سحر على كبت ضحكتها ..فهتفت عليها فجر مستنكرة 
شايفاني هافرقع وانهار وانتي بتضحكي عليا ياسحر 
قالت سحر بقلة حيلة 
يابنتي بصراحة انا مستغربة ومش عارفة اقولك ايه بس الظاهر كده ان شكله بيغيظك .. وباين اللعبة عجباه !
يغيظني !! ليه بقى بيني وبينه ايه عشان يغيظني ولا يفكر فيا اصلا 
مطت سحر شفتيها قائلة بتفكير 
بصراحة مش عارف 
.................................
بعدة طرقات خفيفة على باب المنزل المفتوح هتفت سميرة على صاحبته وهى تتقدم بخطواتها في الداخل بتردد 
ياام علاء .. انتي فين ياختي وسايبة الباب مفتوح 
جاءها الرد مباشرة من زهيرة الجالسة امام شاشة التلفاز بوسط المنزل 
تعالي ياحبيبتى انا موجودة هنا قصادك على طول..ادخلي يام فجر انتي مش غريبة .
يووه .. هو انتي موجودة هنا والنبى ماكنت واخدة بالي. 
قالتها سميرة بابتسامة بشوشة وهي تتقدم نحو المرأة وتابعت 
الف هنا يااختي انك سيبتي السرير وخرجتي من الاؤصة ..ايوه كده احين
دي الحركة بركة والقعدة في السرير تجيب العيا .
لوحت لها زهيرة بيدها قائلة بابتسامة
الله يهنيكي ياحبيبتى.. تعالي هنا اقعدي جمبي هنا ياام فجر .
جلست سميرة امامها على اقرب المقاعد .. وهي تسأل مندهشة 
طب والباب ياام علاء سايباه مفتوح ليه 
بابتسامة ودودة اجابتها زهيرة 
انا اللي قولت لعلاء يسيب الباب مفتوح ..ماانا عارفاكي هاتيجي تطمني عليا في الوقت ده زي كل يوم .. انتي خلاص عودتيني على سؤالك عني.. ربنا مايحرمني منك ياغالية .. وتفرحي باسم النبي حارسها فجر هي وبقية اخواتها .
تمتمت سميرة بتمني 
يارب ..يارب ياام علاء ..انتي ادعيلها بس ربنا يهديها..دي العرسان رايحة جاية عليها وهي اللي منشفة راسها وتاعبة قلبي معاها ..نفسي بقى افرح بيها واشيل عيالها. 
قطبت زهيرة بدهشة سائلة
طب وهي ايه اللي مانعها عن الجواز دي حتى زي القمر وباين عليها هادية كدة 
هادية قوي يااختي وزي النسمة كمان ..دي الوحيدة في عيالي اللي ماتعبتنيش لا صغيرة ولا كبيرة .. غير بس في دي ! 
خليها زي ابني علاء .. ماهو انا كمان نفسي افرح بيه وكل مااكلمه..يقولي لما الاقي بنت الحلال ياماما..اهو على الحال دا بقالوا سنين..من ساعة مافاتحني بالجواز على واحدة جارتنا وابوه رفض وبعدها يااختي قفل السيرة دي نهائي..بس فالح يلاوعني في الكلام كل ما افتح معاه السيرة !!
...................................
مش هو ده اللي كنت مستنيه منك ياعلاء ..مش هو ده .
صاح بها غاضبا امام صديقه الذي كان يتعامل معه بهدوء وهو يسحبه من ذراعه ليجلسه على احدى المقاعد البلاستيكية المصطفة امام المحل
اهدى شوية واقعد ياعم ..انت هاتعمل عقلك بعقل عيل صغير 
ياعني الواض يقل أدبه عليا ياعلاء وانت ياصاحبي ماتجبش حقي !
زفر علاء مطولا بتعب امام صديقه المصر بقوة على عقاپ الفتى فقال 
يعني اعمل ايه بس ياسعد اكتر من كده عشان ترضى زعقت للولد وشديت عليه قدامك ..لا وأمرته كمان يجيبلك شاي مخصوص من القهوة اللي في اخر الميدان ..ايه اللي فاضل تاني بقى اطرده يعني
همس بتردد 
ويعني هو لو ساب الشغل عندك مش هايلاقي غيره 
قال علاء بعتاب 
لا ياسعد مش لدرجادي.. انت عايزني اقطع عيشه عشان بس اتنك في الكلام معاك او باصلك نظرة مش ولابد ..دا عيل مكملش ١٧ سنة واحنا كبار كفاية اننا نفوت ..فوت بقى يابني وفك .. دا انا قطعت سكتي في مشوار مهم لمهندس الديكور وجتلك جري .. دا بقى مايعرفكش معزتك عندي. 
ابتسم سعد بزاوية فمه بملامح مغلفة لا تظهر أي تعبير بما يعتمل داخله
اللي يسمعك بتقول كده يقول ان جتلي جري على رجليك مش بعربية. 
اه ياسعد مدام هزرت يبقى فكيت .. ايوة كده ياعم خلينا نقعد مع بعض على رواقة ونعيد بقى قعادتنا الحلوة .
ربت بكفه على ذراع علاء ببعض المرح قائلا 
ماشي ياعم نفك عشان خاطرك .. بس في الأول بقى نحب نبارك ونهني ..بسم ماشاء الله المحل شكله

يبهر ويفتح النفس .. مبروك ياعم ويجعلها ان شاء الله عتبة خير .
تهللت اسارير علاء بفرح يقول 
الله يبارك فيك يابو الصحاب ويسمع منك يارب ..دا انا دافع فيه لحد دلوقتي ډم قلبي ونفسي بقى المشروع ينجح واعوض الفلوس اللي صرفتها فيه .. ولسه كمان عايز ادفع قدهم تاني. 
قال الاخيرة وهو يخرج نوته ورقية من سترته وتابع 
شوف ياباشا اشرب انت اشرب الساقع ..على ما انا بصيت شوية على حسبة الطلبات اللي هنا دي وحسبت تمنهم. 
تناول سعد زجاجة المياه الغازيه يحتسي منها وانكفئ علاء ينظر فى النوته بتركيز قطعه سعد بالسؤال 
الا انت ماقولتليش ياعلاء .. ماشاء الله يعني انت جبت تكلفة المحل ده منين بعد ما سيبت والدك والشغل معاه 
رفع اليه رأسه يجيب ولكنه الټفت على من تلوح له بكفها من مسافة قريبة بابتسامة رائعة 
الله ينور ياعم علاء.
رد بابتسامة هو الاخر ملوحا بكفه ..فالټفت بعد ذلك يجيب صديقه الذي تسمرت عيناه على الفتاة 
طبعا ياباشا ده من فلوسي اللى حوشتها السنين اللي فاتت من شغلي مع ابويا .
عاد اليه سعد برأسه وكأنه لم يسمع ماقيل سابقا..سائلا بذهول 
مين دي ياعلاء
نظر علاء نحو الفتاة التي عبرت للجهة الأخرى من الرصيف فأجاب على السؤال رغم دهشته 
دي شروق بنت جيرانا في السكن الجديد .
ردد سعد وهو يتابعها بعيناه 
يانهار ابيض ..دي شبها جامد ياجدع. 
رفع علاء عيناه مرة أخرى عن الدفتر مستفسرا
شبه مين
شبه مين ! معقولة ماخدتش بالك منها ياعلاء دي نفس الملامح وتدويرة الوش الابيض المنور دا غير الج.......
بس ياسعد .
صاح بها مقاطعا بحدة وقد تحولت ملامحه الى الشكل مخيف فتابع پغضب 
إنهي الكلام في الموضوع ده ياسعد لأن انا نسيته من زمان ..وياريت تاخد بالك كويس من كلامك معايا بعد كده .. عشان اللي بتتكلم عليها دي تبقى جارتي ومش المعلم علاء اللي هايبص لجارته بالشكل ده !!!
...
صدحت أصوات ألأغاني العالية بقوة تصم الاذان وعلقت اعقاد الإنارة ذا الأشكال والألوان المختلفة اعلى المبنى وجانبيه .. لتنبئ الجميع بافتتاح محل المعلم علاء ادهم المصري للأدوات الصحية .. يتلقى التهانى من أشخاص بعضهم يعلمهم و اخرين لا يعلمهم .. كان يرتدي حلة بالون الازرق القاتم على جسده الرياضي الطويل فزادته بهاءا وجمالا ..يوزع البسمات على الوجوه المباركة كما يوزع الزجاجات الغازية والمشروبات الأخرى .. ولكن تظل عيناه عالقة بشرفتها التي هجرتها من ايام ..عسى ان تطل برأسها عليه فتشاركه فرحته ولو بوجهها العابس الجامد ..فيكفيه رؤيتها من بعيد رغم اشتياقه المضني لرؤية عيناها التى علقت بذهنه وأصبحت تتخلل أحلامه من وقت ان راها بهذا القرب داخل منزله.. لكم يتمنى رؤيته الان لكم يشتااااق .
معلم علاء .
اجفل منتبها على صوت شقيقه الصغير وهو يقترب منه بضحكة صافية فاتحا ذراعيه 
حبيب قلبي ..الف مبروووك. 
الله يبارك ياغالي .. وحشتنى ياض.
وانت اكتر والنعمة .
تابع وعيناه تدور يمينا ويسار .. داخل المحل وخارجه 
بس ايه ياعم الحلاوة دي ياعم لحقت تعمل الحاجات دي كلها امتى 
طبعا ما انت غايب عن زيارة والدتك بقالك اكتر من اسبوع.. هاتعرف منين بقى 
يابني اضطريت اسافر الغردقة عشان مشكلة حصلت مع الوفد السياحي .. ما انت عارف الشركة ومشاكلها. 
غمز بعيناه يقول بمشاكسة 
ايوه ياباشا فكرتني بالسياح بقى والنسوان الحلوة .
طب وانت تعرف عن اخوك كدة برضوا ياريس.. أنا مايملاش عيني غير بنت بلدي .
حيبي انت حسحس تربية اخوك بجد ياض .
لف عليه بزراعه يدفعه للأمام قائلا 
تعالى بقى افرجك على المحل من الداخل عشان تشوف اخوك وافكاره الجامدة دا انت هاتنبهر .
.......................
مش ناوية بقى تقومي و تتفرجي
دي الدنيا هيلمان بره .
رفعت عيناها عن شاشة التلفاز وهي جالسة على الاريكة الاثيرة ..قائلة بسأم 
مش قايمة ولا زفت .. يعني هاشوف الهنا...اهي زيطة وخلاص. 
زيطة وخلاص !
اقتربت منها فدنت اليها برأسها تسألها 
في ايه يابنتي انتي مقفلة كده ليه بقولك هيلمان ناس رايحة وجاية وانوار ملعلطة فى الميدان كله .. دا بابا قاعد هناك وسط الرجالة اللي بتهني وماما من العصر مع الست زهيرة بتساعدها وواقفة معاها فى استقبال الستات اللي بتهنيها ولا ابراهيم دا كمان هو واصحابه بيرقصوا مهرجانات ولا اكنهم فى فرح بلدي .. 
زفرت حانقة قبل ان تعود ببصرها ناحية التلفاز مرة أخرى 
ربنا يفرح الكل ياستي ..انا مالي بقى 
مطت شروق شفتيها وهي تتحرك للأبتعاد بخطواتها 
براحتك ياأختى .. على العموم انا رايحة اتفرج من بلكونة اؤضتك وبرضوا هارجع واحكيلك.. عشان اغيظك. 
تنهدت بيأس من تلهف شقيقتها وابويها لحضور الافتتاح العظيم ورؤيته مع اصرار والدتها المستمر على رأسها بضرورة الذهاب للجارة أم المحروس لتهنئتها والعمل بالأصول...وكأنها تهتم ..فلتذهب الأصول الى الچحيم .. فهي ابدا لن تعيد دخولها هذا البيت كما حجبت نفسها عن النظر بالشرفة رغم صعوبة القرار عليها .. ولكن يكفي ألا تلتقي بوجهه البغيض .
...............................
بين أجواء المرح ورقص الفتيان الصغار والنتقل بين

الأفراد المهنئين انشغل علاء قليلا عما يدور بعقله ويحتل فكره ..اما حسين فقد اتخذ موقعا جيدا بجانب المحل وهو ينظر فى الأعلى لشروق التي احتلت شرفة شقيقتها وهى تتابع الحفل بابتسامة رائعة مثلها.. فجأة اعتدل بوقفته حينما وقعت عيناه على اخر شخص توقع حضوره فى هذه المناسبة ..بوجه قلق تابع اباه وهو يخرج من سيارته ويتقدم نحو اخيه الذي سمرته المفاجأة هو الاخر فوقف جامدا امام ابيه الذي قطع السكون بينهم
حسين باشا .
انتفض مجفلا.. فتبسم مرحبا بابن حارته وصديق اخيه الصدوق ..صافحه بحرارة قائلا 
أهلا...ازيك ياسعد ..ليك وحشة والله .
ياراجل.. هو انا لو واحشك فعلا ماتجيش بقى تعدي عليا ولو مرة واحدة حتى وتسأل .
مشاغل ياعمنا ماانت عارف الشركة بقى والظروف اللى مرينا بيها في الأيام اللى فاتت .
اومأ برأسه موافقا
عارف ياحسين عارف.. بس اهي الظروف ابتدت تتحسن زي ما انا شايف اهو .
لوح برأسه ناحية ادهم وهو يتحدث بحميمية مع ولده علاء ..فتبسم حسين وقال 
بصراحة انا نفسي ما كنتش متوقع مجيته هنا بنفسه عشان يبارك لعلاء ..بس دا الحاج ادهم المصري. يعني ماحدش نهائي هايفهم دماغه .
اومأ سعد برأسه مرة ثانية قبل ان يتحرك مستئذنا
طب عن إذنك بقى اروح اسلم انا على الاتنين .
بعد أن تركه سعد وذهب بعيدا عنه ..رفع رأسه ناحية الشرفة مرة أخرى ليعود ببصره اليها ولكن اصابته خيبة أمل حينما لم يجدها.. ليفاجأ پصرخة من جهة قريبة لامرأة غريبة وهرولة من الرجال بصخب ناحيتها مع توقف مجموعة من السيارت واصوات تصيح باصطدام سيارة لطفل ..وقبل ان يدرك ماحدث جيدا تفاجأ پصرخة صادرة منها وهي
تم نسخ الرابط