الدهاشنه بقلم ايه رفعت
المحتويات
أحدا سواها قالت
_أنا كنت متأكدة إنك المناسبة ليه والحمد الله شكي كان في محله..
تغلب على وجهها خجل جعلها ترمش بجفنيها بارتباك فرسمت ابتسامة مشرقة على وجهها وقبل أن تتحرك من محلها دنت منها ريم ونواره ليتبادلن تهنئتها بالخطبة ومن ثم تقدمت كلا منهن بالهدايا القيمة وكادت بالجلوس لجوارهن لولا انها سمعت صوت والدها القائل
تطلعت للخلف باستغراب فلم يكن بمقدورها رؤية فهد حينما ولجت فأسرعت اليه لتبادله السلام وهي تردد بحرج
_مخدتش بالي من حضرتك والله..
ربت على كفة يدها برفق
_ولا يهمك يا بتي.
ثم تابع بمزح
_بس مؤكد انك خدتي بالك من العريس سلمي عليه أهو كلتها يومين ويبقى جوزك..
_الكبير جيه بنفسه اهنه عشان هنكتب كتب كتابكم مع بدر ابن عمه بمصر كمان يومين...
خفق قلبها سريعا وخاصة حينما تابعت رواية
_احنا ان شاء الله هننزل مصر من الصبح ومعانا طبعاتسنيم ووالدتها ومرات خالها عشان نجهز العفش والذي منه ده بعد اذنك يا عم فضل طبعا...
_بنتكم وبقت مسؤوليتكم من دلوقتي يا هانم..
ردت عليه بابتسامة صغيرة
_ربنا يديم الود والمحبة بينا يارب..
تطلعت ريم تجاه آسر الشارد بها ثم لكزته برفق وهو تشير له ساخرة
_مش هتلبسها الشبكة ولا أيه يا عريس شكلك اكده مانتش معانا..
أخرج آسر العلبة القطيفة الحمراء من الحقيبة الصغيرة الموضوعة لجواره ثم نهض ليقترب منها مشيرا لها بأن ترفع يديها سهمت نظراتها به قليلا وقوفه لجوارها جعلها تلتمس طوله وجسده الممتد من الأعلى بالعضلات دنت منهما رواية لتساعد ابنها بفتح العلبة ثم قدمت له الدبلة أولا فقربها منها منتظرا أن تمد يدها اليه ولكنها كانت شاردة للغاية ابتسم آسر لها ثم قال بصوت منخفض
ضيقيت عينيها بذهول
_ها!
ضحك بصوت وهو يشير بعينيه على يدها فتطلعت تلقائيا لما يشير اليه فوجدته يحمل الدبلة بين يديه وينتظرها أن ترفع يدها توترت معالمها لحماقتها فرفعت يدها تجاهه سريعا ليضع الدبلة بين يدها ومن ثم قدمت له رواية أربع من الغوايش الثقيلة ليضعهما بيدها ومن ثم وضعت رواية السلسال الكبير حول رقبتها لټحتضنها بفرحة ومازالت عينيها بذاك اللقاء العابر الذي طال فيما بينهما وكأن العالم معزول من حولهما افاقت من شرودها الذي لم تتذكر عدده على صوت فهد الذي وضع علبة سوداء بين يدها قبل ان يقول
اجابته بامتنان
_الله يبارك في حضرتك..
أصرت عليها رواية ان تفتح هدية فهد فتفاجئت بطقم من الألماس الصافي عبارة عن عقد ثمين للغاية وأسورة وخاتم في غاية الجمال تلقائيا رفعت عينيها تجاهه قائلة پصدمة
_بس ده كتير اوي يا عمي..
رد عليها بابتسامة هادئة
_مفيش حاجة كتيرة عليكي انتي بقيتي زي بنتي...
_هنستأذن احنا بقا يا عم فضل وبكره ان شاء الله هنعدي ناخد تسنيم والجماعة وأنت ابقى الحقنا على هناك..
هم بالنهوض وهو يخبره باستياء
_ما لسه بدري يا كبير السهرة طويلة..
أجابه قائلا
_لا معلش أنته خابر زين باللي ورايا وان كان على السهرة هياخدها العريس مع عروسته..
نهضت والدتها لتلحقهما بالخروج وهي تردد
_على دماغنا والله.. آسر بقى كيف ولدي اللي مجبتوش..
ربتت رواية على كتفها بحنان
_تسلمي يا غالية..
غادر فهد بصحبتهن ففرغت الغرفة بهما ترك آسر مقعده ليجلس على المقعد المجاور لها ليتابعها بنظرة مهتمة لحقها قوله
_اللون ده جميل أوي عليكي..
احمرت وجنتها وباستحياء قالت
_وأنت كمان..
ابتسم وهو يلقي نظرة متفحصة على قميصه الأسود فرفع حاجبيه بمرح
_قولي بقا أن أنتي قلدتيني ولبستي نفس اللون..
أخفت بيدها ضحكتها ثم قالت
_وليه متقولش ان انت اللي قلدتني! أنا لبسة من أربع ساعات فاتوا على فكرة..
انعقد لسانها فقرصته بخجل حينما باحت بذاتها عن تلهفها للقاء به فأخفضت عينيها أرضا باستحياء تحرر صوته الرخيم بعد لحظة من الصمت
_أنا كنت بعد الدقايق عشان أشوفك يا تسنيم..
ثم تابع بقول
_في حاجات كتير نفسي أحكيلك عنها بس مع أول فرصة هنقعد ونتكلم براحتنا عشان تعرفيني أكتر..
أومأت برأسها له بخفة ثم قالت بارتباك ملحوظ
_وأنا كمان عايزة اتكلم معاك في حاجة مهمة..
اعتدل آسر بجلسته وهو يتساءل باهتمام
_حاجة أيه دي يا تسنيم اتكلمي.
اطبقت على أصابعها بقوة علها تتماسك قليلا فراقبها بحرص وآذنيه تنصت لما ستقول باهتمام يشعر بأنه على وشك التأكد من شكوكه التي روادته منذ استلام تلك الرسالة الوضيعة ولكنه ليس بالأحمق الذي يصدق شيئا سيء هكذا بحق الفتاة التي أغرم بها وبأخلاقها لذا شك على الفور بأن هناك من يحبها ويود الارتباط بها لذا حينما علم بأمر خطبتها ود أن يوقعه في فخ من صنعه وبات كشف أمر هذا المجهول يشغله بحدا كبير لذا ظن بأنها ستخبره به..
عبثت بحجابها كمحاولة منها للفرار من نظراته المهتمة بها فتوتر قولها
_مش دلوقتي في الوقت المناسب..
لم يريد أن يضغط عليها بالحديث وخاصة حينما حملت كوب العصير وقدمتها له بابتسامة أفتكت به
_اتفضل..
تناوله منها وبدأ بارتشافه وهو يبحث عن طريقة تحثها عن الحديث بذاك الامر دون أن تستاء من ذلك لذا قال بخبث
_أكيد حور قالتلك ان أنا وماسةكنا هنرتبط ومحصلش نصيب..
مجرد الحديث عن فتاة أخرى أمامها أحزنها ولكنها تماسكت وأجابته بصدق
_أيوه فعلا كانت قالتلي حاجة زي دي..
هز رأسه بهدوء وهو يردف
_كنت بحبها من وأنا صغير وهي كمان كانت متعلقة بيا ويمكن ده اللي خلاني أفهم الامور بشكل غلط وأفتكر انها بتبادلني نفس الشعور..
وضعت كوب العصير عن يدها ثم سألته بلهفة
_أكيد اتوجعت!
ابتسم لرغبتها الصريحة بمعرفة ما يحمله قلبه بتلك اللحظة فأجابها بذكاء استخدمه باجابته الصريحة
_لو قولتلك لا هبقى بكدب عليكي وده مش طبعي يا تسنيم...
والتقط نفسا مطولا قبل أن يستطرد
_ايوه اتوجعت وأخدت فترة عشان أقدر استوعب ان اللي حصل ده كان خير ليا..
وبدأ بشرح الامور من وجهة نظره الخاصة
_يعني اني عرفت الحقيقة في التوقيت ده أفضل الف مرة من لما أتجوزها واتفاجئ انها بتحب شخص تاني بعد الجواز..والشخص ده يبقى أخويا ومن أقرب اصدقائي..
سعدت لقوله الصريح فأيدته قائلة
_معاك حق ۏجع أهون من ۏجع تاني أكبر..
تنحنح آسر قبل أن يضيف سؤاله الماكر بغمزة عينيه البنية
_طب وأنت يا ريس مكنش ليك سكة في الحب ولا أيه
ابتسمت على طريقته بطرح السؤال ولكن سرعان ما اجابته بجدية تامة
_لا عمري ما أعجبت بحد عشان أوصل لمرحلة الحب..
ثم أضافت قائلة
_يمكن لأني ملقتش الانسان اللي كنت بحلم بيه لأن في الأخر المواصفات دي بتبقى في فارس الاحلام اللي عمر ما أي بنت هتلاقيه في الحقيقة لاننا بني آدمين والبني آدم مليان عيوب..
اقترب بوجهه منها وعينيه تستهدفها لا محالة
_لا هتلاقيه يا تسنيم وقدامك..
وتابع بهمسه الساهم لرغباتها دون جهدا منه
_يمكن فيا عيوب بس صدقيني عمري ما هسمح للعيوب دي أنها تطولك او
تأثر عليكي..
ڠرقت الكلمات فلم تعد تحمل ما ينفعها بتلك اللحظة آسرها وآسر قلبها بات قريبا منها بدرجة لم تتوقعها يوما مازالت تتذكر ذاك اليوم الذي قابلته به وبالرغم من أن موقفه يتمثل بالشهامة والرجولة الا أنها لم تستريح له ببداية الامر وها هو يتملك مشاعرها وأحاسيسها وفوقهما قلبها العذري تمنت لو تمكن بحبه من كسر ظلاما سئمت من العيش به ودت لو انتشالها من أوجاع ذكرياتها البائسة تطلعت له بنظرة لمعت بدمعة الخذلان والانكسار فمنحها نظرة شغف وحب طوفها كالرداء الثقيل في برد قارص انقطعت تلك اللحظات الثمينة حينما ولجت والدتها بصحبة خالها الذي وصل من الخارج للتو فما أن رأته حتى احتدت حدقتيها بازدراء وخاصة حينما جلس مقابلهما ليبدأ بالحديث بصوته الكريه
_أمك قالتلي انكم هتكتبوا الكتاب بعد يومين متسربعين على أيه القيامة هتقوم!
طريقته بالحديث أثارت ڠضبها فقالت والدتها بالنيابة عنها
_ومنستعجلش ليه عريسها بيحبها ومستعجل..
نقلت نظراته تجاه آسر الذي يتابع ما يقول ببرود وصمت لحق به فقال عباس باستياء رغم حديثه الماكر
_مقولناش حاجة بس برضك الصبر حلو ولا هو كان يعرفها قبل كده وبيكلموا بعض...
انفرجت شفتيها في صدمة فاستطرد بخبث
_أصل بنات اليومين دول ما مقضينها تعارف على الانترنت وبعد كده بيتجوزوا...
كادت شقيقته أن تعنفه على ما قال ولكن سبقها آسر حينما قال
_أديك قولتلها بنات اليومين دول اللي تسنيم عمرها ما هتكون واحدة منهم...
واسترسل حديثه بنظرة حادة وحديث يفوقه مكر ودهاء
_الناس طباع ومش شرط الطبع يكون مرتبط بسن صغير وعلى الموضة ولا سن كبير ومن أيام سيدي وسيدك زي ما في ناس يا خال استغفر الله العظيم بتعيب في عرضها والشيطان لعب في عقولهم لدرجة انهم بيلفقوا كلام زور وفي دماغهم إنهم شياطين وهتأثر على واحد عقله يوزنهم ويوزن ألعايبهم ونهايتهم بتبقى معروفة ... الناس فعلا مبقتش بتحب الخير لغيرها.
رسالته كانت واضحة لمن تبدل وجهه لألف لون حتى أن المياه التي يرتشفها توقفت في فمه من صدمة الحديث تلذي بدى غريبا نوعا ما لتسنيم ووالدتها ابتلع عباس ريقه بصعوبة وهو يجاهد بالحديث المتقطع
_عندك حق.. ربنا يهدي.
ارتشف آسر عصيره وهو يجيبه بتلذذ عجيب
_هيهدي مهو لو ربنا مهدهمش بيبعت أمثالنا زيي أنا وأنت كده نربيهم ونعلمهم الأصول.. ولا أيه
لعق شفتيه الجافة پخوف شديد ليجيبه بتوتر
_آآه... آآ.... عندك حق..
ونهض عن مقعده ليشير لشقيقته بتخبط
_أنا هطلع اريح جتتي شوية عما تحضريلي العشا يا فاطمه..
أومأت برأسها وهي تهم بالنهوض
_عنيا ياخويا..
وخرجت خلفه على الفور فما أن خرجوا سويا حتى تساءلتتسنيم بدهشة
_أنت كنت تقصد أيه بكلامك ده
منحها ابتسامة جذابة وهو يجيبها
_لا أبدا مفيش أنا كنت بدردش مع الخال شوية..
ضحكت على طريقته المستهزأة بالحديث وإن كان يغمرها الفرح لرؤيته يتصبب عرقا خوفا من آسر راق لها الامر كثيرا وباتت على يقين بأنه سيكون حمى وسند لها كما ظنت نهض آسر عن مقعده ثم عدل قميصه وهو يشير لها بحزن
_الوقت إتاخر لازم أرجع البيت أشوفك بكره بإذن الله..
نهضت هي الاخرى ثم قالت
_ان شاء الله...
ولحقت به للاسفل حتى وصلت لباب المنزل فاستدار اليها ليودعها بمشاكسة
_مش عارف من غيرك كنت هعرف باب الخروج ازاي..
ضحكت بصوت مسموع ثم قالت
_أي خدمة..
غمز لها بعشق
_خدماتك مردودة لوقتا لاحق..
ابتسمت فاستطرد بمكر
_ولحد ما بكره يجي ما تقدميلي خدمة كمان وتقوليلي حبتيني في اليومين دول ولا لسه في طريق طويل وحواراته أطول ونفسي هيتقطع!
تعالت ضحكاتها فحاولت ان تبدو ثابتة وهي تشير اليه
_مع السلامة يا بشمهندس..
لوى فمه باستياء
_لا كده وضحت... بس لعلمك بقا أنا عندي صبر و خلقي طويل واعجبك اوي..
همست على استحياء
_هنشوف..
ابتسم هو الأخر قبل ان يودعها بجدية
_تصبحي على خير..
بخجل اجابته
_وأنت من أهله..
غادر تلك المرة تاركا ابتسامتها تنير وجهها مثلما يفعل كل مرة فصعدت لغرفتها لترتمي على الفراش هائمة بكلماته المعسولة أيعقل أن يجمع الرجل بين الجدية
متابعة القراءة