رواية للكاتبه ياسمين عز
المحتويات
لما تيجي
هاتي معاكي كل أوراقك البطاقة و الباسبور يارا و هي تجاهد أن يخرج صوتها عاديا ليهصالح بغرور عشان اضبط أوراق السفر و إلا
إنت عاوزانا نقضي اليومين هنا في مصر و إلا أقلك انا
حديكي وقت من هنا لبكرة عشان تختاري المكان اللي يعجبك ماهو انا بردو تهمني راحتك
عشان كل ما تكوني إنت مرتاحة حتقدري تبسطيني أكثر و إلا إيه رأيك يا بيبي في تلك اللحظة تخيلت يارا إبتسامته الخبيثة و عينيه الحادتين تحدقان فيها بوقاحة ليرتجف جسدها و تنطق سريعا حاضر مع السلامة رمت الهاتف في سيارتها من الخلف بقوة ثم
تنظر قدوم صديقتها مروى في ذلك المقهى وضعت كوب الشاي الساخن من يديها عندما
لمحتها من النافذة البلورية الكبيرة التي تمتد على طول الحائط ألقت نظرة خاطفة على يمينها
و يسارها بقلق ثم عادت تنظر للامام لتجد مروى قد وصلت إليها وقفت من مكانها لټخطف كيس الملابس
دماغي مصدعة و قاطعتها يارا و هي تجذبها معها نحو حمام المقهى
إنت لسه حترغي بقلك إيه بسرعة مفيش وقت الطيارة حتفوتني أسرعت مروى وراءها و هي تهتف بعدم فهم
ثم أسرعت نحو أحد الحمامات الداخلية لتغير ملابسها بتلك الملابس التي أحضرتها لها صديقتها
و التي كانت عبارة عن بنطال جينز باهت اللون فوقه كنزة صوفية خضراء مع حجاب اسود اللون خرجت لتعطي ملابسها لمروى ادخلي إلبسي
هدومي دي هتفت يارا و هي تعطيها ملابسها مضيفة انا آسفة حتضطري تلبسي هدومي اللي كنت لابساها مروى بدهشة طب ليه فهميني إنت عاوزة تعملي
لتعطيها الأخرى حقيبتها بعد أن أفرغت محتوياتهافي الحقيبة الجديدة و هي تخبرها بايجاز بصي
دي شنطتي فيها مفاتيح العربية خذيها على البيت وضعت على وجهها نظارتها الباهضة ثم فردت لها
جانبي وجهها كما تفعل هي بالضبط انا رايحة المطار دلوقتي و عارفة إن صالح حاطط
ورايا ناس تراقبني فعشان كده إنت حتسبقيني دلوقتي و تطلعي قبلي و انا ححاول الاقي أي
باب ثاني أخرج منه انا آسفة يا ميرو إني بسټغلك بس و الله معنديش أي حل ثاني انا خلاص تعبت
معتش قادرة أقاوم داه بيهددني بحاجات ثانية
على الاقل قوليلي حتسافري على فين
يارا أي مكان المهم أخرج من مصر قلتلك حكلمك اول ما أوصل المطار
بسرعة و هي تكمل ترتيب حجابها قائلة يلا بسرعة روحي خرجت مروى من المقهى لتدلف سيارة
يارا و هي مازالت تشعر بالصدمة دققت في مرآة السيارة الامامية تبحث عن أي شخص يراقبها لكنها لم تجد قادت السيارة بسرعة حتى تبتعد اكبر مسافة عن مكان المقهى لتترك ليارا المجال للهرب بعد دقائق طويلة توقفت قريبا من فيلا ماجدعزمي تنهدت بقلة حيلة و هي تتمتم محدثة
نفسها بس انا كده بورط نفسي اكيد صالح بيه حيعرف إنها هربت و إني أنا اللي ساعدتها
ساعتها حيعمل فيا أضعاف اللي كان حيعملهفيها حعمل إيه ياربي تساءلت بصوت ضعيف يدل على عجزها
و قلة حيلتها قبل أن تخرج هاتفها لتقرر إنهاء الجدل بداخلها تعلم أن ما تفعله خطأ جسيم لكنها كانت تبرئ نفسها دائما بأن يارا فتاة غنيه
و لن يصيبها اي مكروه عكسها هي فشخص
كصالح سوف يستطيع ډفنها حية دون أي عناء هي الآن بداخل لعبة يجب عليها إنهاءها للنهاية
حدثت نفسها و هي تستمع لأغنية الانتظار التي
كان يضعها هي عندها عيلة غنية و لو حاول إنه يأذيها حيوقفوله إنما أنا مليش حد هو
جابني عشان أؤدي مهمة معينة و بعدها حنسحب من حياتهم للأبد يارا دي مش صاحبتي انا مليش
صحاب الفلوس أهم من أي مشاعر هي كمان لو كانت زيي كانت حتعمل كده و زيادة انا مضطرة إني اكون كده تنفست بعمق قبل أن تتحدث بصوت واضح قائلة
يارا هربت و دلوقتي هي في المطار إستمع صالح لكلماتها المختصرة ليهمهم باقتضاب
تمام و ينهي المكالمة بكل برود لم يغضب و لم ينفعل بل كل ما فعله هو مكالمة بسيطة أحد ما ثم عاد لنومه من جديد إستيقظت أروى من نومها على صوت همسات في أذنها بأسم ليلى فتحت عينيها على
مصراعيها بعد أن شعرت بجسدها مقيدا تحت جسد فريد
إلتفاته براسها نحوهه و هي تتحدث بصوت باكي يا لهوي داه مكلبشني زي ما أكون حرامي
بداية مبشرة شوية كده و آخذ على قفايا تناهى إلى مسمعها صوت همسه باسم ليلى مرة
ثانية لتعقد حاجبيها بتفكير مين ليلى دي اااا يا لهوي دا فاكرني مراته الله يرحمها كانت مستحملاه إزاي داه انا حاسة إن فيل نايم فوقي صاحت بصوت عال قليلا عله يستيقظ ياعم
روميو إصحى اوووف هو كان إسمه إيه داه اللي كان بيحب ليلى أيهم لالا أيهم إيه متهيألي
آدم و إلا يوووه انا عارفة الواتباد داه حيبوزلي شوية العقل
اللي عندي إنت يا أستاذ قيس إبن الملوح إصحى ېخرب بيتك انا مش ليلى اااه صړخت بعد أن ضغط فريد على بطنها
حرام عليك و الله انا أنثى رقيقة وحساسةحضرتك فركت بطنها پألم ووهي تتجلس مكانها بعد حررها
فريد الذي مازال مستلقيا على ظهره بجانبها غمغم بصوت منزعج إرجعي مكانك حدقت فيه و كأنها لم تسمعه ليعيد ما قاله لكن
هذه المرة بصوت عال و حاد جعل من الغرفة تتزلزل من حولها حاضر حاضر بس
بلاش تزعق عادت لتتمدد بجانبه لكن جسدها كان يرتعش بتوتر
و هو يقترب من مكانها هامسا إتضايقتي عشان ناديتك باسم
ست ثانيةأروى و هي تحرك رأسها نفيا لا عادي إنت حر فريد ليلى دي مراتي اللي إنت حاطة من البرفيوم
بتاعها يارا و هي ترفع رأسها لتنطر إليه برفيوم إيهفريد و هو يشير نحوها اللي إنت حاطاه داه
فاكرة إنك بكده حتاخذي مكانها يارا بانفعال غير مقصود على فكرة انا مكنتش اعرف إن البرفيوم بتاعها انا لقيته في دولابلوجي و عجبني فحطيت منه بس و الله مكنتش
اعرف إنه بتاعها أبعد فريد يده و هو يتجلس مكانه و يشعل إحدى
سجائره قائلا أديكي عرفتي إتعلمي متحطيشإيدك على حاجة مش بتاعتك و إلا حضطر أكسرهالك المرة الجاية إلتفتت أروى من جديد الناحية لأخرى لتخفي
شعور الخزي و الذل الذي أصابها بعد كلماتهالمهينة التي ألقاها على مسامعها هي لا تكذب بل بالفعل وجدت الزجاجة في غرفة الصغيرة
عندما كانت تنظمها مع تلك المربية الجديدة اعجبها شكلها كثيرا و كذلك رائحتها لكنها لم تكن تعلم أنها تخص زوجته الأولى و بكل وقاحة
يخبرها ان زوجته الوحيدة و انها لن تصبح مكانها مهما سعت و كأنها تريد ذلك بالفعل هي لم تكن
تريد شيئا سوى تركها و شأنها صړخت پألم و هي تودع أفكارها على قبضته
التي كادت تقلع شعرها من جذورها و صوته الغليظ يكاد يفقدها سمعها لما أكلمك تجاوبي مفهوم تعالى صوت رنين هاتفه في تلك اللحظة
لينفضها بعيدا عنه و هو ېصرخ بغل و كأنه فقد عقله انا حعرف إزاي اربيكي إستني عليا بس نظرت أروى في أثره بعيون دامعة و هو يخرج
الشرفة مغلقا الباب وراءه لتهمس لنفسها پخوف داه مچنون بجد
الفصل الثالث عشر
عاد فريد للغرفة بعد أن أنهى مكالمته ليجد أروىتخرج من الحمام جلس على حافة السرير و هومازال يتفحص هاتفه ليأمرها بعجرفةدون أن ينظر لها حتى
جهزيلي الحمام نفخت بضيق و هي تحدق بغل في جسده الضخم
و ذراعيه المكتلتين بالعضلات الصلبة التي ظهرتتحت قميصه الداخلي فانيلا لتتمتم و هي تكز
أسنانها بقوة ا بقى إحنا ما اتفقناش على كده ياياسمين دي بطني لسه واجعاني من شوال
الحجارة اللي بايت فوقي مبارح دي دراعه لوحدها توزن أكثر مني إرحميني بقى و الله حدعي عليكي
و دلوقتي عاوزني أحضرله الحمام دي حتى كاميليا و ليليان في عز بهدلتهم محضروش حمامات
إش معنى انا اقسم بالله أتهور و أولعلك في قصر عزالدين كله بالمزة المستوردة اللي فيه إنتي عارفاني مچنونة و أعمل أمها اووووف روحتي فين يا كرامتي رفع فريد بالصدفة راسه ليجدها تحدق فيه
بشرود ملامح وجهها اللطيفة تبدو غاضبة ليبتسم دون إرادة منه عيناها الكبيرتان الشبهتين
سيطرته أحيانا ليصدح صوته الساخر عاليا مالك واقفة زي الصنم قدامي بتفكري في طريقة
عشان تقتليني صح شهقت أروى بصوت عال و تحركت من مكانها
بسرعة داخل الحمام لتجهزه له ثم خرجت لتجده مازال في مكانه تحدثت بنبرة عادية محاولة
إخفاء حرجها الحمام جاهز إتفضل انا هدخل أطلعلك هدومك إستقام من مكانه ثم وضع هاتفه على السرير ليسيرباتجاه الحمام قائلا بغرور و كأنه ينفي أفكاره التي جنحت منذ قليل
لا مفيش داعي مش بحب ألبس على ذوق حد أقفل باب الحمام پعنف وراءه لترتج في اثره
تتذكر غرفة الملابس التي تعج بعشرات البدل الأنيقة و الساعات الفاخرة و الاحذية المصنوعة
يدويا بدقة وحرفية عالية بالاضافة إلى زجاجات عطره المستوردة من أرقى الماركات الفرنسية
و ربطات عنقه المرصفة بنظام في الادرج الزجاجية
كانت كلما دخلت لغرفة الملابس تمضي أغلب وقتها تتأمل ملابسه المرتبة بأناقة بالغة تنهدت بغرور و هي تلتفت نحو باب الحمام
مقررة عدم الاستسلام فلو فعلت ذلك لن
تكون أروى المچنونة همست و هي ترفع أنفها بتكبر زائف قائلة بصوت عادي الشرابات ايوا هي الشرابات بتاعته معفنة ووحشة تلاقيها من بتوع خمسة جنيه من عند عم حنفي اللي في ناصية الشارع يا بخيل فاكر
و تبدأ في تنظيمها إنشغلت في عملها حتى سمعت
باب الحمام يفتح ليخرج فريد كعادته لا يرتدي سوى
لكنه ما لبث أن سألها من جديد بطريقة مرواغة يجيد إستعمالها بحكم
متابعة القراءة