رواية كاملة لروز آمين
المحتويات
ولا إيه يا حضرة المحاسب
إبتسم ليجيبها بحفاوة تأثرا بملاطفتها له
في النقطة دي معاك حقبس بما إني الراجل فلازم أبدأ بالسؤال وأطمن على أحوالك ولا إيه يا أستاذة
اومأت بموافقة لتسأله بما يشغل بالها وبال الجميع منذ أن تم تعيينه معهم بالشركة
هو حضرتك قريب باشمهندس أحمد الزين!
هز رأسه لينطق نافيا
غريبة قوي نطقتها بتعجب ليسألها بجبين مقطب
إيه الغريب في كده ولا هي الشركة عاملة التعيينات حكر على شباب عيلة الزين وأنا معرفش!
ضحكت بجاذبية لفتت إنتباهه لتجيبه على تساؤله الفكاهي
مقصدش طبعاإحنا كلنا إفتكرناك قريب الباشمهندس لأنه مهتم بيك لدرجة إنه وصلك بنفسه لمكتبك أول يومكمان إختار لك مكتب مميز في الشركةبس كده
أنا هوضح لك سبب الإهتمام دهببساطة كده إختي تبقى مرات فؤاد علام إبن أخو الباشمهندس
إتسعت عينين الفتاة لتسأله بذهول ظهر بعينيها
تقصد سيادة المستشار فؤاد علام إبن المستشار علام زين الدين!
أوما لها بإيجاب لينطق ببساطة
بالظبط كده
نطقت الفتاه بحبور ظهر فوق ملامحها
واسترسلت بصدق نال استحسانه
ناس محترمة جدا وأكيد أختك حد مميز علشان فؤاد علام يختارها تكون مراته
تطلع إليها معاتبا إياها بافتعال وهو يقول بمداعبة
ابتسمت لتسأله بمشاكسة
طبيعي لأن مفيش أحاديث مشتركة ببنا علشان نتكلم فيها
وصلا إلى الكافيتيريا ليتحركا إلى إحدى الطاولات وتحدث وهو يشير لها بالجلوس
طب ما تيجي نخلق لنفسنا أحاديث مشتركةمش يمكن دماغنا تطلع واحدة ونوحد أفكارنا ونلمها على بعض بدل مهي مشتتة وكل فكرة تايهة في طريق لوحدها
هتاكلي إيه
أملت عليه ما ستتناوله من طعام فأبلغ به العامل وبدأ يتحدثان ليبحثا معا عن النقاط المشتركة بينهما ليستكشف كلا منهما الأخر بعدما اكتشف كلاهما انجذابه للأخر
عصرا
داخل فيلا أحمد زين الدين كانوا يصطفون حول مائدة الطعام يتناولون وجبة الغداءأحمد
سميحة منزلتش لحد الوقت ليه!
أجابته بلامبالاة
هي قالت للشغالة نازلة وراكي
ما هي إلا ثواني وكانت تهبط من أعلى الدرج بمرح وسرعة مرتدية ثيابا يبدوا من هيأتها أنها على كامل إستعدادها للخروجوصلت إلى أبيها لتميل على وجنته واضعة قبلة وهي تقول بسعادة
هاي داد
نظر لهيأتها ولحقيبة اليد التي تحملها ليسألها متعجبا
رايحة فين!
نطقت بحبور ظهر فوق ملامحها
رايحة عند عمو علام هقضي اليوم عندهم ويمكن أبات مع فريال
تحدثت نجوى بلامبالاة
إقعدي إتغدي قبل ما تمشي
نطقت بهدوء
مليش نفس يا مامهبقى أكل حاجة خفيفة بالليل معاهم
أخذ أحمد نفسا عميقا كي يستطيع ظبط إنفعالاته من اسلوب ابنته وتصرفاتها التي أصبحت مستفزة لأبعد الحدود بشأن زياراتها المتكررة لمنزل عمها وتعمدها استفزاز مشاعر زوجة فؤاد بالتحديد وهذا ما لمسه يوم التجمع العائلي بالمزرعة تحدث بنبرة صوت حازمة
إقعدي إتغدي يا سميحةوبالنسبة لزيارة بيت عمك أجليها ونبقى نزورهم أي يوم تاني أنا وإنت
طالعته باستنكار لتنطق بصوت معترض
وليه ما أروحش النهاردة زي ما خططت ليومي!
نطق بحدة ظهرت بنبرات صوته
علشان مينفعش تروحي للناس بيتها كل شوية كل واحد عنده حياته الخاصة وأكيد محدش بيرتاح لما حد يقتحم عليه بيته ويقيد حريته فيه
تذمرت ومطت شفتيها للأمام لتقاطعه نجوى بطريقة مستفزة
إنت بقيت غريب قوي يا أحمد وحقيقي مبقتش قادرة أفهمك
طالعها بجبين مقطب غير مستوعبا هجومها لتسترسل مفسرة لتذكيره بطريقة استهجانية
إنت مش طول عمرك بتقول لأولادك لازم تروحوا تزوروا عمكم وتقربوا من ولادهوطول الوقت كنت بتكلمهم عن القيم الإنسانية الجميلة وصلة الرحم والكلام الكبير اللي طول عمرك بتسمعهولنا لحد ما حفظناه
واسترسلت باستهجان
إيه اللي جد خلاك تمنع سو وتديها محاضرة في إحترام القواعد الأساسية للزيارات المنزلية والعائلية والكلام الكبير اللي أنا مش فاهمة معظمه ده
احتدت ملامحه وظهر الڠضب على محياه لينطق بصرامة
كلامي اللي مش عاجبك ده محاولة أخيرة لإنقاذ كرامة بنتي اللي مصرة إنها تهدرها بغبائهايعني كلامي وتصرفي ده لمصلحتها يا هانم
أخذت تقلب عينيها بضجر يوحي لعدم تقبلها لحديثه فطالما رأته رجل الخطابات الفارغة ليتابع هو بحدة تحت ألم وحزن سميحة
هو أنت حاسة بحاجة ولا شايفة حد في البيت ده غير نفسك إقعدي مع بنتك وقومي بدورك كأم ولو لمرة واحدة في حياتك
امتعضت ملامحها وقد بدا عليها الإنزعاج وهي تنظر لزوجة بسام التي انتفضت واقفة لتنطق بانسحاب وهي توجه حديثها إلى زوجها لتعفي الجميع الحرج
أنا طالعة أوضتي يا بسام
أومأ لها باستحسان لتصرفها الراقيوما أن صعدت حتى اڼفجرت نجوى بحدة ترجع لتقليل زوجها من شأنها أمام زوجة نجلها
عاجبك الفضايح ديمرات إبنك تقول علينا إيه!
هتف بعصبية وحدة ظهرت بعينيه
علشان تعرفي إنك مغيبة ومش عايشة معانا على أرض الواقع مرات إبنك عارفة وشايفة كل حاجة ومش هي بس يا مدام كل اللي حوالينا ملاحظين جري بنت أحمد زين الدين ورا إبن عمها ورمي روحها عليه ومحاولة تطفيش مراته وإثارة غيرته
ظهر التوتر أكثر على ملامحها لتنطق بصوت مرتبك تنفي به إتهام والدها عنها
إيه الكلام اللي حضرتك بتقوله ده يا داددي إهانة أنا لا يمكن أقبلها
طالعها بحدة ليهتف بعصبية
إنت فاكرة إن أنا مبسوط وأنا بواجهك بالكلام دهده أنا قلبي بيتقطع عليك وكاتم في نفسي من يوم اللي حصل وشفته بعيني في المزرعة
ليتابع پغضب عارم لو خرج لأحرق
الاخضر واليابس
بس خلاص يا سميحةمش هقدر أسكت أكتر من كدة وأنا شايفك بتهيني كرامتك وتمرمغي بإسمي في الأرض
تابع پقهر ظهر بصوته المټألم
كنت ساكت وبقول بكره تعقل وتعرف مصلحتها فيندي دكتورة وعقلها كبير وأكيد هتراجع نفسها وتعرف غلطها وتتراجع عنه بس للأسف كل شوية بتزيدي في الخيبة وبتثبتي لي أنا قد إيه فشلت في تربيتك
تحرك بسام ليجاور والده لينطق بهلع ظهر بعينيه عندما رأى حدة والده الهائلة
أرجوك يا بابا إهدىحضرتك كده ممكن تتعب
ارتمى على مقعده من جديد ليقول پانكسار
تعب إيه ونيلة إيه اللي بتفكر فيهم في وسط الخيبة اللي إحنا فيها دي يا بسام
هزت رأسها بدموع لينطق بصرامة وهو يشير لها نحو الدرج
إطلعي على أوضتك وأخر مرة هنبهك فيها للموضوع ده
واسترسل بحدة
وتفكري بشكل جدي في موضوع خطوبتك من مازن الجيارواخر الإسبوع ده تديني الأوكيه علشان أبعت لأبوه الموافقة
أغمضت عينها فى ألم ثم فتحهما من جديد لتنهمر دموعها فوق وجنتيها ثم هرولت تصعد الدرج الټفت أحمد لزوجته التي تشعر بالخجل بعد أن قام زوجها بتعرية روحها وأظهر فشل قيادتها لاسرتها وبالتحديد ابنتهاتحدث بصرامة بالغة
تصرفات بنتك من النهاردة مسؤليتكأي غلطة ليها إنت اللي هتتحاسبي عليها قدامي
واسترسل موبخا إياها وهو يرمقها بازدراء
وفوقي بقى لبيتك شوية وإنزلي من قصر وهمك العالي وعيشي معانا على أرض الواقع
نطق كلماته الحادة ليندفع كالإعصار إلى غرفته تحت صدمة نجوى التي تحدثت لنجلها بذهول
باباك شكله إتجنن خلاص يا بسام
أجابها الشاب بنفي تضامنا مع تصرف والده الصحيح
بالعكس يا مامااللي عمله بابا مع سميحة صح جدابس للأسفمتأخر قوي
في الحادية عشر ظهرا من اليوم التالي
خرجت من حجرتها متأنقة ترتدي ثوبا رائعا أظهر جمالها واناقتها وقامت بوضع القليل من مساحيق الزينة لتجعلها أيقونة جمال رغم شحوب وجهها قليلا بفضل الحملفقد هاتفتها لارا أيمن وأخبرتها أنها ستأتي اليوم لزيارتها كي تطمئن عليها هي والصغيرتوجهت صوب الدرج لتهبط منه بهدوء وهي تستند على درابزين السلم الزجاجي لتلحق بها فريال التي كانت تحمل صغيرها وتهبط للطابق الارضيضحكت لتنطق بمشاكسة لزوجة شقيقها
من أولها نازلة تستندي على الدرابزين زي العواجيز أمال لما توصلي للشهر السابع هتعملي إيه
إلتفتت تناظر تلك اللطيفة التي تمتلك روحا دعابية لم تكتشفها سوى بعشرتها ثم تحدثت وهي تأخذ نفسها بصعوبة
والله ما فاهمة إيه اللي بيحصل لي ده يا فيري أنا فعلا حاسة إن بقى عندي تمانين سنةمع إني حملت في يوسف والوضع كان طبيعي جدا
رفعت قامتها لأعلى لتنطق مفخمة من شأن شقيقها
وإنت عاوزة تساوي حملك في يوسف بحملك في إبن فؤاد علام نحن نختلف عن الأخرون يا أستاذة
أطلقت إيثار ضحكة عالية لتتابع الأخرى بوقاحة
نصيحة بس خفوا من الچاكوزي وتوابعهقولي له عيب وياريت يحترم الحدث ويدي له وقاره وقيمته
نطقت من بين ضحكاتها وهي تتابع النزول
يا بنتي حرام عليك مش قادرة أضحك
ثم تابعت وهي تتطلع إلى الصغير بنظرة حنون
إبقى سيبي لي فؤاد
علشان ابص له وأجيب بيبي قمر زيه
أجابتها بتحيز لشقيقها الغالي
بصي للنسخة الأصلية اللي عندك وإنت تجيبي بيبي ملوش مثيل
ابتسمت بسعادة وتحدثت باستحسان
عجباني قوي علاقتك إنت وفؤاد
بدون تفكير نطقت بعينين سعيدتين
ده بابا التاني وانا أمه التانية
ابتسمت وظهر الالم بعينيها حين تذكرت جحود أشقائها عليها وبعدهما كل البعد عن روحهاوصلت كلتاهما أسفل الدرج لتخرج عزة من المطبخ وبيدها حاملا كريستالي ملئ بأصناف متتعددة
من الفواكة لتقول بسعادة بالغة
لارا إتصلت بيوسف وقالت له إنها خلاص قربت على البوابة والشقي مستنيها هو وبيسان في الجنينة وعامل هوليلة
ابتسمت لها إيثار وتحدثت
ما هي كلمتني من شويةأنا هخرج استناها برة
تحدثت فريال إلى عزة بنبرة ودودة
حضرتي ضيافة كويسة تستقبلوها بيها يا عزة
نطقت بنبرة حماسية
أيوا يا هانمجهزت التربيزة اللي في الجنينة وحطيت عليها من جميع خيرات ربنا ربنا يوسع عليكم يا هانم
أومأت لها لتتحدث إلى إيثار
أنا هاجي أستقبلها معاك وبعدين هسيبكم علشان تتكلموا براحتكم
بعينين ممتنتين نطقت
ميرسي لذوقك يا فيريال
نطقت بنبرة هادئة
ميرسي على إيه ده بيتك يا بنتي
خرجت بجوار فريال ليقابلها صغيرها بحماس وسعادة
ماميلارا كلمتني وجاية حالا
بالكاد أكمل جملته لتلج سيارة لارا بعدما سمح لها حارس البوابة وبعد قليل ترجلت من السيارة ممسكة بيديها بعض الحقائب المملؤة بالهدايا للصغير الذي هرول عليها لتحتضنه بقوة بعدما ناولت ما تحمل بيديها إلى عزةباتت تزيده من التي أثارت حنق الصغيرة التي تتطلع على صديقها وهو معلقا بين أحضان تلك الفتاة الشقراءنطقت وهي تتحسس شعر رأسه
وحشتني يا وحش ياللي مبتسألش على لارا
كان يشدد من احتضانه لعنقها ليبتعد قليلا وهو يقول بطفولة
مامي هي اللي مش بترضى توديني عندك أنا قولت لها عاوز اروح عند لارا وجدو أيمن وهي اللي مش رضيت
نطقت وهي تتحرك به صوب التي انطلقت ضحكاتها على صغيرها الذي ألقى بالتهمة على عاتقها ليبرئ حاله
خلاص كده أخدت براءة ومامي هي اللي هتتعاقب
أفلتت الصغير من أحضانها لټحتضنها إيثار وهي تنطق بسعادة هائلة
وحشتيني قوي يا لارا
لو وحشتك بجد كنت جبتي چو وجيتي زورتينا قالتها بنبرة لائمة لتتابع مبررة
مش تستني لما العروسة تسيب تجهيزاتها للفرح وتيجي علشان تشوفك
نطقت بعينين معتذرتين
والله ڠصب عني يا لاراأنا حكيت ظروفي واللي حصل لي مؤخرا للباشمهندس في التليفونوبررت له خوف فؤاد عليا من الخروج
بابا وماما وكلنا مقدرين ظروفك
متابعة القراءة