مزرعة الدموع بقلم مني سلامه
المحتويات
بعيد فإقترب من هانى ووضع يده على كتفه قائلا
انت مين يا ابنى انت
الټفت اليه هانى قائلا
أنا هانى شاكر
قال كرم ببرود
وأنا فيروز .. أيوة يعني انت مين يعني .. بتبيع ايه هنا فى المزرعة
قال هانى وقد شعر الإهانه
ايه ببيع دى .. أنا طالب
قال له كرم بسخريه
طب يلا على فصلك
فى الصباح توجهت مها الى مكان عمل عبد الحميد فى مخزن العلف .. اقتربت منه قائله
صباح الخير يا عم عبد الحميد
الټفت اليها عبد الحميد قائلا
صباح الخير يا بنتى
قالت مها
كنت عايزة أسأل هو العلف الجديد اللى طلبه البشمهندس أيمنوصل ولا لسه
قال عبد الحميد بحيره
معنديش فكرة يا بنتى ان فى علف جديد هيدخل المخزن محدش جبلى سيره
خلاص مش مشكلة يا عم عبد الحميد يمكن أنا اللى فهمت غلطت
ثم تظاهرت بأنها تهم بالإنصراف والتفتت اليه مرة أخرى قائله
صحبح يا عم عبد الحميد ازى الدكتورة ياسمين هتيجي الشغل النهاردة
قال عبد الحميد
الحمد لله يا بنتى كويسة .. وهى مبتغيبش أبدا ونزلت معايا الصبح يعني تلاقيها دلوقتى فى مكتبها أو بتتابع حالة من الحالات
أنا سألتك عليها لانى شيفاها حالها مش عاجبنى اليومين
دول
نظر اليها عبد الحميد قائلا
انتى صحبتها
أسرعت قائله
أيوة طبعا صحبتها ..ربنا يعلم أنا بحب ياسمين أد ايه بعتبرها زى
أختى .. أه والله يا عم عبد الحميد عشان كده عايزه أطمن عليها
قال عبد الحميد بأسى
يمكن بس هى متوترة شوية عشان قضيتها
قضية ايه
تنهد تنهيده عميقة ثم قال بصوت حزين
قضية طلاقها يا بنتى
ظهرت علامات الدهشة على وجهها .. لكنها تمالكت نفسها قائله بلهفه
أيوة أكيد الموضوع قالقها أوى
قال عبد الحميد
خلاص هانت كلها يومين وتخلص من المدعوء جوزها
سألته مها قائله
هو انتوا قرايب البشمهندس عمر
لا يا بنتى قرايبه ايه .. احنا فين وهو فين .. تقدرى تقولى معرفة من بعيد .. وهو الله يباركله جبنا هنا المزرعة عشان اللى ميتسماش مصطفى جوز ياسمين كان عايز يرجعها بيته ڠصب عنها
رفعت حاجبها وقالت بلوءم
وطبعا البشمهندس عمر جبها هنا عشان يخبيها منه
قال عبد الحميد
أيوة الله يباركله حمانا فى مزرعته وشغلنا فيها كمان
شكرا يا عم عبد الحميد .. شكرا أوى
ثم غادرت وتوجهت الى الاسطبلات حيث تعمل شيماء جذبتها من ذراعها وأخرجتها من المكان ووقفت فى مواجهتها .. قالت شيماء
ايه يا بنتى فى ايه انتى سحبه بقرة وراكى
قالت مها بتشفى
شوفتى مش قولتلك ان البت دى وراها سر هى وأهلها
سألتها شيماء قائله
بت مين
الدكتورة ياسمين
ثم استطردت مها قائله وعلامات الحقد على وجهها
طلعت يختى متجوزه .. وهربانه من جوزها .. وعمر أبو قلب رهيف مخبيها هى وأهلها هنا فى المزرعة عشان جوزها ميوصلهاش
ظهرت علامات الدهشة على وجه شيماء وهتفت قائله
مش ممكن !
أكدت مها قائله
أنا عمرى قولتلك حاجه وطلعت غلط
صمتت شيماء قليلا ثم قالت
يعني ايه مش فاهمة .. البشمهندس عمر ماله ومالها هى وجوزها
قالت مها بإبتسامه ساخرة
طبعا عايز حته من التورته .. أمال هيهربها من جوزها ليه ويجيبها هنا ويسكنها فى أوضة جنب بيته
بس يا مها البنت باين عليها محترمة
انتى بتغرك الأشكال دى .. شوية سهوكه وبصتين فى الأرض ونحنحه ودمعتين .. يعملوا من الفسيخ شربات وتبقى البت اللى محصلتش
قالت شيماء غير مصدقه
معقول .. ياسمين
أمال ليه مهتم بيها أوى كده .. ومشغلها هى وأهلها كمان .. خاصة انى عرفت انها لا قريبته ولا حاجه
يمكن بيعمل خير من غير ما يكون فى نيته حاجه وحشة
انتى هبله يا بنتى .. هو فى حد فى الزمن ده بيعمل خير كدة من الباب للطاق
نبهت مها على شيماء قائله
أوعى تجبيلها سيرة اننا عرفنا حاجه
ليه هتعملى ايه
ابتسمت بخبث قائله
هعملها مفاجأة محصلتش
فى يوم المحكمة فجرا .. ظلت ياسمين ساهره تصلى وتتضرع لربها أن يخلصها من زوجها .. وأن يسخر القاضى لصالحها .. انتهت من قراءه الأذكار وظلت تقرأ فى مصحفها حتى الشروق .. نهضت وارتدت ملابسها .. كانت فى حالة غريبة وكأنها لا تشعر بما حولها .. سمعت طرقات على باب الغرفة فنهضت ريهام وفتحت الباب .. دخل والدهما قائلا
ايه يا ياسمين خلصتى
قالت فى وجوم
أيوة يا بابا أنا جاهزة
عانقتها ريهام عناقا طويلا ثم نظرت اليها قائله
متخفيش ربنا معاكى ان شاء الله
خرجت ياسمين بصحبة والدها .. قال عبد الحميد
البشمهندس أيمن كلمنى امبارح وقالى هيوصلنا بعربيته
التفتت اليه ياسمين بدهشة قائله
وليه تعب نفسه
صمتت قليلا ثم قالت بضيق
ياربي .. أكيد سماح اللى قالتله
قال والدها شارحا
هو كتر خيره انه عايز يساعدنا يا بنتى
قالت بحنق
بس يا بابا احنا ممكن نروح لوحدنا .. ليه نتعبه فى سفر رايح جاى
اقتربا من بوابة المزرعة .. ولدهشتها وجدت أيمن واقفا بجوار سيارته وبصحبته ... عمر ... خفق قلبها لرؤيته .. نظر اليها بحنان جارف وكأنه يبث الطمأنينه فيها .. أشاحت بوجهها عنه .. الټفت أيمن اليهما قائلا
اتفضلوا
تذكر والدها أنه نسى احضار بطاقته فعاد لإحضارها .. قالت ياسمين ل أيمن بحرج
مفيش داعى يا بشمهندس أيمن
احنا ممكن نروح لوحدنا العربيات على الطريق بتعدى كتير من أدام المزرعة .. أنا عارفه ان سماح هى اللى قالت لحضرتك .. بس صدقنى مفيش داعى تتعب نفسك
نظر أيمن الى عمر ثم الى ياسمين قائلا
مش سماح اللى طلبت منى انى أكون معاكوا النهاردة
نظرت الى عمر الذى كان يتطلع اليها والإبتسامه على محياه .. أشاحت لوجهها عنه مرة أخرى .. وأسرعت بالجلوس داخل السيارة .. نظر اليها عمر وهى داخل السيارة ود لو اقترب منها وأمسك بيديها بين يديه وبث الطمأنينه فيها .. شعر بالألم لأنه لا يستطيع التخفيف عنها .. ولا أن يكون بقربها .. ركب ثلاثتهم وانطلقوا فى طريقهم ..نظر أيمن فى المرآة الى ياسمين الجالسه فى المقعد الخلفى قائلا
سماح كانت جايه معايا .. بس تعبت فجأه الصبح
قالت ياسمين بقلق
خير ملها
مفيش تعب بسيط
أخرجت ياسمين هاتفها لتتصل بصديقها فنبهها أيمن قائلا
مفيش شبكة على الطريق هنا .. هتلاقيها ضعيفه جدا
كانوا قد وصلوا القاهرة واقتربوا من مكان المحكمة حينما رن هاتف أيمن .. سمعت ياسمين أيمن يقول
أيوة
يا عمر .. أيوة لسه واصلين حالا .. لا قدمنا بتاع 10 دقايق كدة ونكون فى المحكمة .. لسه أصلا الجلسه عليها نص ساعه .. طيب حاضر .. حاضر .. حاضر .. خلاص متقلقش حاضر
أغلق أيمن الهاتف .. ورأته ياسمين عبر المرأة مبتسما.. وصلوا الى المحكمة واستقبلهم المحامى على الباب .. دخلوا جميعا ووصلوا الى المكتب الذى سيعقد فيه جلستها الأولى .. والتى تدعو الله أن تكون الأخيرة .. وأن يحكم بطلاقها ..
لم تجد أثرا ل مصطفى .. فقط محاميه كان موجود .. تساءلت لماذا لم يحضر .. أم أنه سيأتى بعد قليل .. ظلت تقرأ ما تحفظ من القرآن فى سرها .. وقفوا جميعا فى انتظار بدء الجلسه .
كان عمر يشعر بتوتر شديد .. أخذ يزرع شرفة المنزل مجيئا وذهابا .. استيقظ كرم من نومه وارتدى ملابسه للذهاب الى عمله .. وأثناء انصرافه لمح عمر داخل الشرفة فتوجه اليه قائلا
ايه يا عمر انت مش رايح المكتب ولا ايه
نظر اليه عمر دون أن يرد عليه .. وقف أمام سور الشرفة يمسكه بقبضتيه بقوة وكأنه يريد تحطيمه .. اقترب منه كرم وربت على كتفه قائلا
ايه يا عمر فى ايه
قال عمر دون أن ينظر اليه
معاد الجلسة دلوقتى يا كرم
متقلقش .. أيمن معاهم مش كده
أومأ عمر برأسه دون أن يتحدث .. نظر اليه كرم وابتسم فى حنو قائلا
هى تهمك للدرجة دى يا عمر
الټفت اليه عمر بسرعة وصمت قليلا ثم قال
تهمني .. لو القاضى محكملهاش بالطلاق يا كرم أنا ممكن أدورعلى جوزها ده وأقتله
ثم قال بحزم
مستحيل أسمحله ياخدها يا كرم
ثم استطرد قائلا
خاصة انها مش عايزاه
طمأنه صديقه قائلا
ان شاء الله هيتحكملها بالطلاق .. مستحيل يعني قاضى يسيبها مع واحد زى ده ڠصب عنها .. متقلقش
نظر اليه عمر قائلا بصوت مرتجف
بحبها يا كرم .. وعايزها ..
ثم تنهد بقوة قائلا
كون انها كانت متجوزة قبل كده دى حاجه وجعانى .. بس اللى هيوجعنى أكتر ..هو انى أتحرم منها .. متتصورش هى أد ايه مأثره فيا يا كرم .. شايفها جوهرة غالية أوى .. ممنوع لأى حد مهما كان انه يقرب منها .. حسسها غالية أوى وعالية أوى .. وھموت وأوصلها .. لما بشوفها يا كرم بحس انى بټخطف .. وقلبي معدش ملكى خلاص ..
نظر عمر الى كرم وقال بتصميم
بمجرد ما شهور العدة تخلص .. هطلبها من أبوها
ابتسم له كرم وربت على كتفه قائلا
ان شاء الله
حانت اللحظة التى انتظرتها ياسمين طويلا .. نظرت الى والدها قائله
بابا أنا خاېفة أوى
طمأنها والدها قائلا
متخفيش يا حبيبتى .. أنا واثق انك هتطلعى وتبشريني ان القاضى حكم لصالحك
مازال لا أثر ل مصطفى .. كانت سعيدة لعدم اضطرارها لرؤيته .. لكنها بعدما وقفت أمام القاضى وتحدث محاميه ..
علمت سر اختفائه .. أراد بذلك المماطله حتى يتم تأجيل النطق بالحكم لجلسه أخرى.. لكن محاميها الأستاذ شوقى كان بارعا للغاية واستطاع اقناع القاضى بأن اختفائه متعمد للمماطله .. وقرر القاضى اصدار الحكم فى نفس الجلسه
خرجت ياسمين من قاعة المحكمة واستقبلها والدها قائلا بلهفة
طمنيني يا بنتى
قائلة الحمدلله يا بابا .. خلصت منه
ابعدت رأسها ونظرت الى والدها وهتفت بسعادة
القاضى طلقنى منه
تبلل وجه عبد الحميد بالدموع وتعالت شهقاته بالبكاء وعانقها مرة أخرى مرددا
الحمدلله .. اللهم لك الحمد والشكر .. لو مكنش القاضى طلقك كنت هفضل شايل ذنبك طول عمرى .. الحمدلله
شعر أيمن بسعادة غامرة .. وأخرج هاتفه ليتصل ب عمر .. لكنه وجد عمر وقد سبقه بالإتصال .. رد عليه قائلا
تدفع كام وأقولك الحكم
صاح عنر پغضب
أيمن مش وقتك .. حكملها بإيه
ابتسم أيمن قائلا
طلقها منه
الحمدلله
أغلق عمر الهاتف وهو يشعر بسعادة بالغة .. ود لو كانت أمامه الآن .. ليرى السعادة المرسومة على وجهها .. وعينيها التى تشع بهجه وفرحه .. والابتسامه على ثغرها .. ود لو اعترف لها بحبه الآن .. وفى هذه اللحظة .. وده لو يخبرها .. بأنها ليست وحدها .. هو معها .. بقلبه .. وبكل كيانه .. لكنه يعلم بأنه مضطر لأن ينتظر..
تقدم أيمن مع المحامى و عبدالحميد للخروج من المحكمة وكانت ياسمين تسير خلفهم تبحث عن هاتفها فى حقيبتها .. حينما وجدت فجأة يدا تمسكها من ذراعها بقوة التفتت الى الخلف لتجد نفسها وجها لوجه مع .. مصطفى .. شلتها الصدمة عن الحركة .. والتفكير .. وجدته ينظر اليها بشراسة
متابعة القراءة