رواية كاملة بقلم دعاء عبدالرحمن

موقع أيام نيوز

ودخلت عفاف مسرعة إلى ولدها جلست جواره تتحسسه بلهفة
عامل ايه يا حبيبى النهاردة.. أنا كنت ھموت واجيلك من بدرى بس ابوك منعنى
أخذ يد أمه وقبلها قائلا
الحمد لله يا ماما متقلقيش انا بقيت زى الحصان
أطل إيهاب برأسه إلى الداخل قائلا بابتسامة مرحة
صباح الخير يا مطعون
ضحك يوسف وهو يتحسس جرحه قائلا
بطل تضحكنى يا جدع انت حرام عليك .. الچرح بيألمنى لما بضحك
تبعته فرحة التى لحقت بأمها بجواره تطمئن عليه وقالت
ايمان وعبد الرحمن بره ومعاهم وفاء وجوزها
نظر حسين إلى إيهاب قائلا
خليهم يدخلوا يابنى
وقفت وفاء أمامه بعينين دامعتين وقالت بخجل
حمدلله على السلامة يا يوسف ربنا يقومك بالسلامة
قال بابتسامة صافية
الحمد لله يا وفاء انا كويس ..
بينما قال عماد بدهشة 
أنا مش عارف ايه اللى حصلكوا ده .. انت ووليد فى يوم واحد حاجة غريبة فعلا
قال عبد الرحمن مقاطعا
قدر الله وماشاء فعل ربنا يقومهم بالسلامة هما الاتنين
واستدرك قائلا
تعال معايا نجيب للچماعة دول حاجة يشربوها بدل ما يدعوا علينا ولا حاجة
نهضت وفاء قائلة
لا مفيش داعى يا عبد الرحمن احنا ماشين على طول
قال عبد الرحمن بتصميم 
لا مينفعش .. يالا يا أستاذ عماد
خرج عماد وعبد الرحمن وأغلق الأخير الباب خلفه فقالت وفاء
أنا عرفت اللى عملته مع وليد فى التحقيق يا يوسف.. حقيقى انت راجل أوى.. وطول عمرك شهم ... وانا عارفة انى موقفى صعب لأنى أخته لكن انت عارفنى كويس ..
ولم تستطع أن تتحدث أكثر وبدأت دموعها فى الحديث عنها فقالت عفاف
متعيطيش يابنتى .. انت طول عمرك قريبة مننا وعارفينك كويس واخوكى ربنا يسامحه ويسامحنا كلنا
قال يوسف مستكملا لحديث والدته
متعيطيش يا وفاء دموعك غالية عندى.. وانت عارفة مكانتك عندى كويس مش محتاجة تتكلمى الكلام ده ..
نظرت له مريم نظرة ذات معنى وجلست بعيدا وهى تشعر بالحنق من كلماته لها بينما قالت إيمان
الحمد لله الدكتور طمنا قبل ما ندخلك وقالنا بالكتير يومين تلاتة وتخرج بالسلامة
ذهبت وفاء وزوجها وانصرف الجميع عند انتهاء الأوقات الرسمية للزيارة وبقيت مريم مرافقة له جلست على الفراش الآخر بجواره وفتحت المصحف وبدأت بالقراءة فى همس
جعل ينظر إليها وهى تقرأ وكلما واتته الفرصة ليقاطعها ويطلب منها العودة ټخونه شجاعته ويصمت فى تردد حتى انتهت ووضعت المصحف وقامت لصلاة العشاء وبعد أن انتهت من أذكار الصلاة ونهضت متجهة إلى فراشها مرة أخرى قال سريعا
مريم..
ألتفتت له فقال
ممكن تحطيلى المخدة ورا ظهرى ..عاوز اتعدل علشان اصلى انا كمان
ترددت لحظات فقال
خلاص لو هضايقك...
قالت متلعثمة 
لا.. مفيش مضايقة ولا حاجة
كان لابد أن تتخذ وضعا معينا لكى تستطيع أن تساعده على الإتكاء قليلا لتضع الوسادة خلف ظهره فابتعدت مرة أخرى مترددة فى ارتباك وخجل فقال لها 
طيب خلاص ارفعى السرير مش لازم مخدة
وعندما انتهى من صلاته التفتت إليه وقالت 
تحب انزلك السرير شوية
أبتسم وهو يحرك رأسه نفيا قائلا
لا متشكر.. انا اصلى مش جايلى نوم دلوقتى
تنحنحت فى حرج وهى تقول بارتباك
طبعا انت مش زعلان من وفاء .. صح
نظر إليها قائلا
وهزعل منها ليه وهى ذنبها أيه.. وفاء طول عمرها بنت كويسة أوى
شعرت بالحنق مرة أخرى وظهر ذلك على نبرة صوتها وهى تقول
اه ما انت قلتلها كده
ونظرت له نظرة جانبية وهى تستدرك قائلة
وأكتر من كده كمان
راوده أحساس بالسعادة عندما لمح الغيرة فى صوتها ونظر إليها بعمق يتأملها ويتفحص معالم وجهها المضطرب وقال بخفوت
قلتلها أيه مش فاكر
قالت باندفاع وهى تلوح بضجر
قلتلها دموعك غالية عليا أوى وانت عارفة مكانتك عندى كويس
منع الأبتسامة التى كانت تريد القفز على شفتيه حتى لا يقطع عليها استرسالها الحانق على كلماته لوفاء وقال بهدوء
ماهى فعلا طول عمرها ليها مكانة عندى
لم تلحظ استدراكه لها فقالت بضيق
ومتجوزتهاش ليه بقى لما بتحبها أوى كده
لم تستطع الأبتسامة الصبر أكثر
من هذا خدعته وقفزت على شفتيه رغما عنه وهو يقول
أنا قلت برضة أنى بحبها.. جبتى الكلام ده منين
رأت ابتسامته وشعرت بمراوغته فى الحديث فأشاحت بوجهها بعيدا ولم تجبه فأردف قائلا وهو يتفحصها بابتسامته العذبة
أنا محبتش غير واحدة بس ... وبدعى ربنا فى كل وقت انها تسامحنى وترضى ترجعلى تانى
سحبت غطاءها وهى تنظر بعيدا عنه وقالت باقتضاب
تصبح على خير
قال ببراءة مصطنعة 
يعنى هتسبينى متعلق كده .. طب نزليلى السرير الأول كده ظهرى هيوجعنى
نهضت مرة أخرى واتجهت إلى فراشه فقال مشاكسا
طب ممكن تظبطيلى المخدة دى تحت راسى.. مش مرتاح خالص
قالت وهى ترفع رأسه بيد وتحرك الوسادة
باليد الأخرى 
أنت شكلك بتدلع على فكرة
أمسك يدها وجذبها إليه برفق فشعرت بأنفاسه تلفح وجهها وهى تحاول الأعتدال ولكنه لم يسمح لها واستنشق عبيرها وقال بصوت رخيم
أنا رجعتك لعصمتى يا مريم
ثم فك أسر يدها فاعتدلت وقد شعرت بسخونة تسرى فى اوصالها اقشعر لها بدنها وكأن نبضات قلبها أخذت تبطئ شيئا فشيئا مما أشعرها بالدوار لكنها لم تغضب ولم تستنكر ما قاله خطت نحو فراشها وصعدت بصعوبة وتدثرت جملة واحدة منه جعلتها تذوب بعضها فى بعضها ونامت فى ثوان معدودة كأنها غابت عن الوعى
فى اليوم التالى فحصه الطبيب وقال بابتسامة 
والله أنت بطل يا يوسف .. ماشاء الله عليك
قال يوسف على الفور
هخرج أمتى طيب يا دكتور
أبتسم الطبيب وقال
مستعجل أوى كده ليه
قال يوسف بشغف
الله يخاليك يا دكتور أنا أصلى بكره القاعدة الطويلة دى وعاوز اروح بيتنا بقى
دون الطبيب ملاحظاته قائلا
خلاص خاليك النهاردة بس وروح
بكره الصبح لو عايز.. وقوم اتمشى لوالراقدة مزهقاك اوى كده
زم شفتيه تبرما ثم قال
طب مينفعش اروح اتمشى فى بيتنا .. أنا والله حاسس انى بقيت كويس
زفر الطبيب بنفاذ صبر ثم ابتسم له قائلا
أنت ملكش حل بجد.. لكن عموما هكتبلك على خروج اخر النهار ...
حاول يوسف الكلام ولكنه قاطعه قائلا
ومفيش خروج قبل كده... فاهم
ثم نظر إلى مريم وقال
تعالى يا مدام لو سمحتى علشان افهمك هتتعاملى مع الچرح ازاى بعد ما يخرج وربنا يقدرك عليه... بصراحة جوزك ده لا يحتمل
أبتسم يوسف وشعر بالبهجة أخيرا سيعود لمنزله بصحبة زوجته ليبدأ معها حياة جديدة لن يشوبها إلا ما حدث فى الماضى فهل من الممكن أن يرأب هذا الصدع فى يوم من الأيام!
وفى المساء كان يخطو خطواته الواهنة بعض الشىء داخل بيته وعبد الرحمن يساعده إلى الصعود إلى فراشه والجميع ملتف حوله فى سعادة مرحبين بعودته لمنزله سليما معافى.
بعد أن اطمأنت مريم لأستغراقه فى النوم فتحت خزانتها بهدوء وأخذت ملابسها وأغلقتها بهدوء دخلت الحمام واغتسلت وبدلت ملابسها وخرجت وهى تجفف شعرها بالمنشفة فوجئت به يجلس على طرف الفراش ينتظرها تعثرت قليلا فى خطواتها ثم استعادت توازنها بسرعة واتجهت إلى المرآة لتمشط شعرها فقال وهو ينظر لصورتها المنعكسة فى المرآة
مريم .. لو سمحتى تعالى غيريلى على الچرح
ألفتت إليه بدهشة وقالت 
الدكتور لسه مغيرك عليه الصبح!
قال بعناد مشاكسا
لا مش مرتاح حاسس ان فى حاجة مش طبيعية.. لو سمحتى تعالى شيليه حاسس ان فى نملة بتقرصنى
تنهدت بتعجب قائلة
نملة !! ..أظاهر الدكتور كان عنده حق لما قالى ربنا يصبرك عليه
وضعت المنشفة وأحضرت الأدوات الطبية وضعتها بجوارها على طاولة صغيرة بجوار الفراش وقالت 
طيب فك زراير القميص لو سمحت
تصنع الألم وهو يقول
مش قادر يا مريم .. ممكن تفكيهالى انت
ونظر لها برجاء وقال
من فضلك
جلست أمامه وشرعت فى فك الأزرار بارتباك حاولت أن تسرع ولكن سرعتها جعلتها ترتبك أكثر وتتعثر كان فى قمة سعادته من قربها منه إلى هذه الدرجة وأخذ يتأمل شعرها الندى الذى مازال تعلق به قطرات الماء ود لو أنها تعثرت أكثر لتبقى قال بعبث ليربكها أكثر وهو يتأملها 
كل ده بتفكى كام زرار
قالت بارتباك وقد أحمرت وجنتاها 
أهو خلاص خلصت
أنتهت وقامت بمساعدته فى خلع قميصه فى حرج شديد وجلست تزيل أثار اللآصق الذى وضعه الطبيب حاولت أن تنتهى سريعا كما علمها الطبيب تهرب من نظراته المخترقة لها وكأنه يغوص بداخلها من عمق النظرات المتفحصة محتفظا بابتسامته العذبة الحانية مرت اللحظات القليلة عليها وكأنها ساعات طويلة وأخيرا انتهت وهى تقول بتلعثم
يعنى لا كان فى نملة ولا حاجة
تتبعها ببصره وهى تلملم أشيائها وتضعها فى صيدلية صغيرة فى الغرفة أتممت تمشيط شعرها وعقصته للخلف بطوق بنفس لون ملابسها وقالت وهى تخرج من الغرفة
أنا هروح انام بقى تصبح على خير
فقال ببطء وهو ينهض متجها إليها بخطوات ضعيفة
مريم... أنت لسه بتخافى مني
أشاحت بوجهها وهى تستدير لتنصرف قائلة بخفوت
مش وقته الكلام ده .. أنا مرهقة وعاوزه انام
وضع يده أمامها ليمنعها من المرور وقال بحزن
أنت لسه مسامحتنيش يا مريم.. مش كده
قالت دون أن تنظر إليه 
أنا قلتلك قبل كده انى مسامحاك
قال بتلكأ
طب انا راجعتك ڠصب عنك .. يعنى مكنتيش عايزة ترجعيلى
تابعت وهى مازالت تنظر بعيدا عنه
ده حقك اللى ربنا ادهولك... أنت ممكن ترجعنى لعصمتك حتى من غير ما تقولى
حرك رأسه نفيا قائلا
بس انا مش عايزك تعملى حاجة ڠصب عنك ... أنا راجعتك تانى علشان حسيت انك بتحبينى وبتغيرى عليا .. لكن لو الأحساس ده غلط وانت مش عايزانى قوليلى
لم تستطع أن تجبه أنما اكتفت بنظرة لوم وعتاب طويلة ودفعت يده بلطف ومرت من أمامه للخارج ثم إلى غرفتها الأخرى لتنام بها جلس على طرف فراشه وهويشعر بالحيرة أهذه النظرة المعاتبة من أجل كلماتى أم من أجل أنى راجعتها رغما عنها أم ماذا ! لكن أحساسى يقول غير ذلك أشعر بنبض قلبها لا أخطىء هذه النظرة أبدا أستجيبي حبيبتى ..أستجيبي .. فأنا
وإن كنت شتاء ففى قلبى ربيع نابض لك بالأزهار .
دخلت فراشها وتدثرت جيدا وكالعادة عندما تواجهها أزمة وضعت الوسادة فوق رأسها وحاولت أن تنام لكن هيهات تشعر بالضجر الشديد
غلبهما النوم وفى الصباح كانت والدته أول من تطرق بابهم أبتسمت لها مريم مرحبة بها قالت عفاف
هو يوسف لسه نايم
مريم 
ثوانى اشوفه لحضرتك
صباح الخير
قالت على الفور وكأنها تدفع تهمة وجودها فى غرفته
صباح النور.. مامتك بره يلا قوم
أستنى طيب قومينى
نظرت له وقالت بعناد
أنت بقيت كويس.. بلاش دلع يلا قوم بقى
تصنع يوسف الضعف وهو يقول
بطلى ظلم بقى يا مفترية حرام عليكى تعالى ساعدينى
تسائلت مريم بضجر
أساعدك ازاى يعنى
قال ببراءة مصطنعة 
أمسكى أيدى بس
أستدارت مندهشة وقالت
افندم
ترك يده تسقط على الفراش بضعف قائلا
حرام عليكى انا تعبان قومينى بقى زمان ماما مضايقة بره
زمت شفتاها بحنق وقالت رافضة
طيب خاليك بقى وانا
هروح أنده مامتك تقومك بطريقتها
وخرجت سريعا وهو يهتف متوسلا
لا بلاش ماما الله يخاليكى يا مريم.. معندهاش هزار فى الصحيان
وفى اليوم التالي وبعد يوم طويل دخلت مريم الشرفة ووضعت أكواب الشاى أمام يوسف على الطاولة الصغيرة وجلست بجواره وقد بدى الإرهاق على وجهها وهى تقول
أنت فعلا بتدلع أوى.. مع انك بقيت كويس يعنى ماشاء الله
نظر لها وداعبها قائلا
هو أنا عملتلك حاجة.. ده أنا غلبان
قالت
تم نسخ الرابط