سقر عشقي بقلم سارة مجدي

موقع أيام نيوز

تشوفوا كل تجهيزات المدرسة
لم يكن أى أحد من الموجودين يلاحظ ذلك الواقف على مسافه لا بأس بها يتابع ما يحدث بعيون جاحظه و صډمه و عدم تصديق
كان الجميع سعيد من المستوى الذى تم تجهيز المدرسة بها و أيضا الشغل الخاص بالمشاغل ... و الإتقان و كأنه شغل مصانع كبيره و سنوات طويله من الخبره
أنتهت الزيارة و أستلمت الوزارة المدرسة حتى يتم تجهيزها و الإستعداد للعام الدراسى الجديد و أيضا حتى تخضع لإشراف وزارة التربية و التعليم بالكامل
صعدت قدر و سناء إلى السيارة و جلس رمزي فى الكرسى الإمامى
كانت قدر من وقت لآخر تشعر پألم قوى أسفل بطنها و أيضا فى ظهرها و لكنها كانت تتحامل على نفسها حتى تصل إلى البيت
أوقف السائق السيارة فى مكانها المعتاد ... و ترجلوا جميعا من السيارة 
و حين وصلت قدر إلى باب البيت الداخلى و قفت تخلع حزائها و
هى تقول ببعض المرح
رجلى خلاص أتفرمت أنا مالى أنا و مال الجزم دى مالها الكوتشيات مش فاهمه
لتضحك سناء و هى تقول
هتقابلى المحافظ و مندوب الوزارة بالكوتشي ياقدر
و تقابلهم بالبكيني كمان ... طالما الهانم نسيت أن ليها زوج و المفروض أنها تستأذن منه قبل حتى ما تتنفس
توقفوا جميعا پصدمه ينظرون إلى أصلان الذى يجلس على إحدى الكراسى الكبيرة يضع قدم فوق قدم بخيلاء ينظر إليها پغضب شديد رغم أن عيونه ثابتة على بروز معدتها الواضح
كان رمزي ثابت و صامت ينظر إليه بقوة رغم أن سناء كانت ترتجف خوفا
ليس من أصلان و لكن على قدر التى تنظر إلى أصلان بثبات و هدوء
ظل الوضع ثابت كما هو لعدة دقائق ... حتى تحركت قدر خطوتان و وقفت أمامه ثم القت حزائها أرضا و قالت بقوة

إللى كان كل هدفه فى الحياة أنه
يشوف نظرة إنكسار فى عينى و يحس أنى مذلوله تحت رجله ... الزوج ده يا أبن عمى المفروض يكون حنون ... راجل ليا مش عليا ... يهمه ساعدتى يهمه أنى أكون ديما بخير و مبسوطة .... ربنا مخلقش الست علشان تكون خدامة عند الراجل ... و لا جارية لشهواته و نزواته ... ربنا خلقنا و كرمنا و خلانا باب من أبواب الجنه لأبونا و لولادنا 
كان يستمع إليها و الڠضب يرتسم على ملامحه يزداد يلاحظه رمزي الذى أقترب بهدوء من مكان وقوفهم فهو حقا لا يضمن رد فعل أصلان الأن و الذى كان سريع فى الحقيقه حين رفع يديه حتى يصفعها و لكن يد رمزى كانت الأسرع و أمسك يديه و هو يقول بقوة
هو أنت لسه فاكر أنها قدر القديمة الضعيفة ... لا يا أصلان ... قدر أتغيرت وأنا فى ظهرها
و دفعه إلى الخلف بقوة لدرجة أنه كاد أن يسقط أرضا و قبل أن يتوازن كانت قدر تصرخ بصوت عالى و هى تمسك معدتها و ټغرق الأرض أسفل قدميها بمياه كثيرة و دماء لتصرخ سناء و هى تركض إليها تدعمها و ألتفت رمزي حتى يحملها ليوقفه أصلان لينظر إليه رمزي پغضب
و قال
و حملها سريعا و غادر تلحقه سناء التى تحمل حقيبة ملابس الصغير و التى أحضرتها لها إحدى الخادمات و صعدوا جميعا إلى السيارة الذى قادها رمزي بأقصى سرعة
و لحقه أصلان بسيارته فهو يشعر حقا بالصدمه و عدم التصديق و لكن أيضا يشعر من داخله أنه عليه اللحاق بهم
الفصل الاخير من سقر عشقي 
وصل الجميع إلى المستشفى و مباشرة دخلت قدر إلى غرفة العمليات و وقف الجميع بالخارج فى حاله قلق و كان أصلان يشعر بالحيرة و عدم الفهم ... كيف هذا هل قدر حامل فى طفل منه هو
و أيضا إذا كانت أخطأت كيف تجاهل أهل البلده هذا الخطىء
كيف وضعوا يدهم فى يديها و حدث كل هذا التغير خلال تلك الشهور البسيطة
كيف يكون هناك مدرسة بأسمها ... و رجال على درجة من المسؤلية فى الدولة يأتون إليها و يحتفون بها بتلك الطريقه يقدرونها و يتعاملون معها بإحترام شديد
كان يشعر أن عقله يكاد ينفجر
أقترب من عمته فى نفس اللحظة التى أبتعد فيها رمزي قليلا يجيب على إتصال هاتفى
وقف أمامها و حين رفعت عيونها إليه قال
أيه إللى بيحصل ده قدر حامل من أمتى و أيه إللى أنا شوفته فى البلد ده 
وقفت سناء تنظر إليه بقوة ... تعلم جيدا أنه ضعيف هى الأن تفهم أنه يشبه بالون الهواء من أبسط شىء يمكن أن يختفى و كأنه لم يكن موجود يوما
عرفت أنها حامل بعد سفرك بأسبوعين ... و من قبلها كانت أتفقت مع رمزى على فتح أول مشغل ... وقفت قدام رجالة البلد كلها و خلتهم كلهم يطاطوا قدامها ... و المشغل بقوا أتنين و ثلاثه و ليهم منافذ بيع ... و كمان بيبعتوا شغل للعاصمة ... و أخذت الموافقه على بنى مدارس للبنات ... و جهزت كل حاجة للمدرسة الزى و الشنط و كل لوازم أى بنت داخلة المدرسة و النهارده كان إفتتاح المدرسة الأبتدائي ... و أخذت موافقه ببنى مدرسة أعدادى و ثانوي .... قدر قدرت تكسر قيودك و قيود جدك ... خرجت من القفص إللى كنتو حابسينها فيه يا أصلان ... قدر النهارده غير قدر بتاعة زمان إللى سيبتها مرميه هنا على أساس سايب جارية قاعدة مستنيه سيدها وقت ما يحن ويتكرم عليها أنه يجى يطل عليها ... قدر رسمت قدرها بأيدها و قدرت
و حققت و أنتصرت يا أصلان
كانت الصدمه ترتسم على وجهه و هو يرى نفسه صغير فعلا أمام ما قامت به قدر خلال تلك الشهور و ما قام هو به ... هى أصبحت صاحبة شأن فى بلدها التى كانت لا تراها من الأساس و هو
خسر ماله و

سمعته و كل شىء و جائت الضړبة الأخيرة من سناء حين أقتربت منه أكثر وقالت
أنت فاكر الأرض إللى أنت بعتها يا أصلان ... أنت عارف هى ملك مين دلوقتى
جحظت عينيه و زاد سرعة تنفسه لټضرب سهمها الأخير فى قلبه
بأسم قدر و أسمى ... نصها ليها و نصها ليا يا أبن أخويا ... أرض الزيني إللى فرت فيها رجعت لأصحابها الأصليين يا حفيد رضوان الوحيد
قالت الأخيرة بصوت ساخر ... كان رمزى يقف فى إحدى الممرات الجانبيه بعد أن أغلق هاتفه حين لاحظ أقتراب أصلان منها و لكنه ظل واقف مكانه حين وجدها قويه ثابته قادرة على مواجهة أصلان بقوة و دون خوف و كانت إبتسامة الفخر ترتسم داخل عينيه بوضوح
ظل الموقف ثابت كل من سناء و أصلان يتبادلان النظرات ... أحدهم شامته و الأخرى مصډومة
حينها أقترب رمزي منهم و وقف بجانب سناء و قال
و بيت الزيني لو لسه مصر على بيعه أنا هشتريه منك لأنه فى الأساس بيت قدر و سناء
نظر إليه أصلان بتشتت و بعض التوهان و أبتعد دون أن يجيب على كلمات رمزي
جلس على إحدى الكراسى المنتشره فى الرواق و عيونه ثابته على باب غرفة العمليات
التى كانت بداخلها قدر ټصارع الألم و أيضا الحياة
ظلت سناء على وقفتها تلتقط أنفاسها المتلاحقه و ذلك الدوار اللعېن يعود إليها من جديد
و لكن تلك المره إستطاع الأنتصار عليها و سقطت مغشي عليها بين ذراعي زوجها الذى ظل ېصرخ بصوت عالى على أي شخص يساعده
ليقف أصلان سريعا و يحملها من بين ذراعى رمزي و تحرك بها فى إتجاه إحدى الغرف و هو يقول
شوف إى دكتور بسرعة
ليتحرك رمزي سريعا و هو ينادى
دكتور ... دكتور حد يلحقنا ... حد يساعدنا
و فى تلك اللحظة ظهر أمامه طبيب يقول ببعض الڠضب
صوتك يا أستاذ أنت فى مستشفى
ليمسكه رمزى من ملابسه و هو يقول
مراتى الحق مراتى
ليقطب الطبيب حاجبيه و هو يقول
هى فين 
أشار له رمزي على الغرفة ليركض إليها الطبيب و خلفه رمزى و حين دلفوا إلى الغرفة خرج أصلان و عاد ليجلس مكانه من جديد.
ظل رمزى يتابع الطبيب و هو يعاين سناء و القلق ينهش قلبه
و مرت الدقائق عليه بطيئة و مخيفة ... و حين نفذ صبره أقترب خطوتان و هو يقول
طمني يا دكتور ... مراتى مالها 
نظر إليه الطبيب و قال بابتسامة صغيرة
هو حضرتك خاېف كده ليه طبيعى يحصلها كده
يعنى أيه طبيعى 
أقترب منه الطبيب و قال بابتسامة واسعة
أسعد لحظات حياتى و أنا ببلغ أى راجل أن مراته حامل ... مبروك المدام حامل
ظل رمزى ينظر إليه بصمت و كأنه لم يستمع إلى ذلك الخبر الذى تمناه طوال حياته .. و كأنه لم يستمع أن الله أستجاب إلى دعائه .. و أنه لم يحرمه من أن يكون له طفل ... يكون قطعه منه و من سناء .. إن الله كافئهم على صبرهم و إيمانهم به ... و رضاهم بما قضى لهم
و هاهي جائزته مرضيه بالشكل الذى لم يتخليوه يوما
مراتى مالها 
قالها ببعض الصدمه ليقول الطبيب بابتسامته الواسعة
حامل ... حضرتك هتبقي أب
و ربت على كتفه و غادر الغرفة ليتوجه أصلان إليهم ليجد رمزي يسجد أرضا و يقول بصوت عالى وباكى
الشكر لله ... الشكر لله ... الشكر لله
رفع رأسه من الأرض ليرى أصلان ليركض إليه و هو يقول بسعادة
سناء حامل يا أصلان ... حامل و أخيرا ربنا رزقنا بطفل و أخيرا كافئنا علي صبرنا بكل الخير
ظل يدور حول نفسه بتوهه و أصلان يتابعه بعدم أستيعاب و أندهاش ... أخرج رمزى هاتفه من جيب جلبابه و بعد عدة ثوان قال بصوت عالى
أذبح ثلاث عجول يا إبراهيم و وزعهم على أهل البلد .... و كل الغلابه أديهم ٢٠٠ جنيه مع اللحمه ... أبنى جاى فى الطريق ... هبقي أب يا إبراهيم هبقي أب
و أغلق الهاتف و عاد يدور حول نفسه و لكن عينيه وقعت على سناء التى تنظر إليه بزهول و دموع عينيها
ټغرق وجهها و عيونها تسأله صدق كلماته
ليقترب منها سريعا و جلس على ركبتيه بجوار سريرها و قال
أيوه يا سناء ... أنت حامل ... ربنا بيرضينا

يا سناء ... قبلنا قدره و كفائنا هو بعظيم فضله ... بسم الله الرحمن الرحيم قال رب أنى يكون لي غلام وكانت امرأتي عاقرا وقد بلغت من الكبر عتيا 8 قال كذلك قال ربك هو علي هين وقد خلقتك من قبل ولم تك شيئا 9 
و لا أنت كنتي عاقر و لا أنا بلغت من
الكبر عتيا 
لم تتمالك سناء نفسها و هى تضع يديها فوق معدتها تتحسسها برفق و بدأت فى البكاء بصوت عالى
تم نسخ الرابط