غرام بقلم اسما السيد

موقع أيام نيوز


ست فاطمة 
فأومأت هي برضا
الحمدلله بخير انت عامل إيه يا بدر 
الحمدلله تمام 
سألته فاطمة بعدها باهتمام وهي تعيره كافة انتباهها
في حاجة مضيقاك في القصر او أيسل عملت حاجة تاني 
فهز بدر رأسه نافيا ثم راح يغطي على سبب وجوده الحقيقي وهو يتمتم لها بجدية مسرعا
لا لا مفيش اي حاجة انا بس قولت اصبح عليكي وانا رايح الشغل 

تسلم يا بدر متحرمش
ردت بها فاطمة بابتسامة حلوة حانية فنهض بدر وهو ينظر يمينا ويسارا بصمت لتقول فاطمة
مريم قالت رايحه تشتري حاجة من السوبر ماركت 
فأومأ بدر برأسه
اه منا عارف انا مش بدور على مريم 
اومأت فاطمة برأسها ولم تعلق منعت ابتسامتها الماكرة بصعوبة من التحليق على ثغرها المجعد وهي تدرك أنه يبحث عن أيسل وليست تلك المريم...!
كاد بدر يغادر بعدها ولكنه إلتفت ليسألها بعدها بفضول لم يستطع كبته
هي عربية مين دي يا ست فاطمة اللي قدام البوابة 
فأجابت فاطمة بعينان حملتان مكر انثوي لمع بوضوح لم يكن مفسرا لبدر
ده واحد جه تبع البيوتي سنتر بيرسم لأيسل تاتو في الصالون! 
لم تخفى عنها عيناه التي إحتدت پغضب أسود حاول كتمه ولكن تلك الوحوش التي زمجرت داخله وأخذت تبعثر المشاعر المدفونة بين جنبات صدره قټلت محاولته للسيطرة والصمت فسار دون أن ينطق بحرف نحو الصالون...
فتح بدر الباب فجأة دون أن يطرقه ليجد أيسل تجلس على الأريكة وتعطي ظهرها لذلك المشبه برجل الذي كان يجلس خلفها مباشرة ويرسم لها ذلك التاتو.... ولم يكتفي بذلك بل كان يتلمس تلك الرسمة ببطء أذاب المتبقي من تحضر بدر لينصهر وسط ذلك الشعور بالغيرة مخلفا خلفه بركان ثار پجنون قادر على حړق الأخضر واليابس....!
اقترب بسرعة قبل أن يعطهم فرصة للإندهاش من وجوده ليمسك ذلك الرجل من تلابيبه وهو يدفعه خارج الغرفة پعنف صارخا بحدة مخيفة
اطلع برا يالا 
شهقت أيسل بفزع وهي تهمس تلقائيا
بدر أنت بتعمل إيه سيبه 
فيما إتسعت عينا ذلك الرجل بدهشة سرعان ما كانت ڠضب وهو يفلت ملابسه من قبضتا بدر ويردد بغيظ
في إيه يا استاذ أنت وسيب هدومي 
فزمجر فيه بدر پجنون استوطتن حدقتاه و كان بينه وبين الواقع شعرة
ولو مامشيتش دلوقتي حالا مش هاسيبك أنت شخصيا إلا لما اعملك عاهه مستديمة
نظر ذلك الرجل لأيسل بحنق لتتشدق هي بسرعة معتذرة
سوري بجد بالنيابة عنه يا عمرو حقيقي سوري أتفضل أنت وشكرا ليك تعبتك 
فأومأ عمرو برأسه وهو يحدق ببدر پحقد مجيبا
تعبك راحة يا أيسل
ثم تحرك يلملم اشياؤوه ويغادر تلك الغرفة في نفس اللحظات التي صاح بها بدر بشراسة محذرا
اسمها مدام أيسل يا ! 
رحل ذلك الرجل لېصفع بدر الباب غالقا اياه فهدرت فيه أيسل والغيظ يناطح عيناها
إيه اللي أنت عملته ده أنت ازاي تتعامل بالھمجية دي 
فأخذ بدر يقترب منها ببطء وهو يزمجر فيها بعروق بارزة تكاد ټنفجر ڠضبا
انتي اللي ازاي يا محترمة تخلي راجل يشوف ولو جزء من جسمك كمان يا بجاحة أهله!! 
تراجعت أيسل للخلف بتوتر وهيئته المچنونة تبعث فيها قلقا واضطرابا جعل احشاءها تتلوى بينما تردف بصوت حاولت جعله ثابتا
ده كان بيرسملي
بس وآآ.... مكنش ! 
أصبح أمامها مباشرة ليظهر ضؤل جسمها أمام ضخامة جسده ليمسك فكها بقوة صارخا فيها بحدة أبرزت تلك المشاعر التملكية المتقدة
إنتي مراتي يعني مفيش مخلوق مكتوب في البطاقة ذكر يشوف سنتي منك فاهمة ولا أفهمهالك بطريقتي!
دفعت يده عن
فكها بقوة ثم رفعت عيناها البنية التي شابهت لون القهوة لتردف بصوت عالي مغتاظ
أنت بتزعق كده ليه هو انا عملت إيه لكل ده!
ليرفع بدر حاجبه الأيسر متهكما
لا ابدا معملتيش انا بس دخلت لاقيتكم بتقرأوا اذكار الصباح مع بعض !!
ظلت أيسل تطالعه بنظرات حانقة بينما هو يقترب منها اكثر حتى لم يعد يفصلهما شيء ليقترب من وجهها نافثا أنفاسه اللاهبة التي أضحت دخانا لذلك اللهب الذي أشتعل بقسۏة في كل خلية به... ليستطرد بعدها بخفوت حاد امام وجهها مباشرة
انتي بتحبي كده صح
حدقت به پذعر وهي تسأله بنصف عين
كده إيه!! 
لتزداد ظلمة عيناه التي شابهت مغارة واسعة الجوف معبئة بالڠضب ثم قال بقسۏة متعمدة
بتلبسي ضيق عشان بتحبي نظرات الرجالة ليكي وبتلبسي حاجات مكشوفة وممكن اي راجل ج عادي بتفرحي بكده صح 
هزت أيسل رأسها بسرعة مستنكرة بشدة
لا طبعا أنت مچنون!! 
ولكنه لم يعر جملتها اهتمام وكأنه لم يسمعها 
طالما انتي اي راجل ممكن طب اهوه يا ايسل اشمعنا انا مش طايقه لمستي 
فصړخت فيه أيسل پجنون وهي تدفعه بكل ما ملكت من قوة
أبعد عني وبطل الجنان والھمجية دي!
وقف بدر مكانه يلتقط أنفاسه اللاهثة محدقا بها بصمت لم يطول حينما نطق بصوت أجش يسألها
انتي مسلمة ولا لا 
إتسعت عيناها وهي تحملق به كأنه مچنون ثم ردت باندفاع
طبعا مسلمة! 
عاد بدر يسألها بهدوء حاد
إيه الدليل 
إيه الدليل على إيه!! 
صاحت بها أيسل باستنكار ليتابع بدر بنفس النبرة
إيه الدليل على إنك مسلمة يعني إيه اللي يفرق بينك وبين أي واحدة مش مسلمة 
هذه المرة لم تجد أيسل اجابة بل اكتفت بذلك الصمت المخزي ليشملها بدر بنظرة مزدردة من أعلاها لأسفلها وهو يردف
حجاب مش محجبة وقولت ده مينفعش بالأجبار صلاة وطبعا مش بتصلي لبس محتشم مبتلبسيش واللي زاد الطين بلة إن أي راجل ممكن يشوف اي حتة من !! 
عاد خطوتان للخلف ثم استطرد بنبرة قاسېة تعمد جعلها سياط يجلد كرامتها
لو مش عارفة تكوني مسلمة على الأقل على الاقل حاولي تكوني إنسانة محترمة ! 
ثم استدار ليغادر تلك الغرفة دون أن ينطق بالمزيد او يعطها فرصة للرد بينما هي وقفت مبهوتة مكانها وصدى كلماته يتردد بأذنها لتشعر بمرارة حقيقة شخصيتها التي أعتقدتها مثالية لتحس فجأة أنها مشبعة بسواد الخطايا.....!!
بينما في تلك القرية..... 
تحديدا في غرفة يونس وليال...
فتحت ليال عيناها اولا على ضوء الشمس الذي اخترق تلك الغرفة لينيرها لتنظر ليونس الذي مازال يغط في نوم عميق.. 
تنهدت وهي تنظر له بشبح ابتسامة ثم عدلت من وضعية جسدها لتنهض قبل أن يستفيق هو ويراها وحينها لن يتردد في جلدها بسوط كلماته المسمۏمة !!...
توجهت نحو المرحاض لتغتسل ثم تتوضأ كعادتها ثم أدت فريضتها لتنزل بإسدال الصلاة للمطبخ في الأسفل.... 
نظرت لورد التي ابتسمت لها باتساع ما إن رأتها وصاحت بود
ازيك يا ليال
فردت ليال بهدوء
انا كويسة الحمدلله انتي عامله إيه 
الحمدلله اخيرا قررتي تنزلي تقعدي معانا بدل ما انتي حابسه نفسك معظم الوقت في اوضتك
فابتسمت ليال بهدوء وهي تخبرها
معلش يا ورد انا نازله اخد قهوة ليونس
فعقدت ورد ما بين حاجبيها وهي تحايلها
طب طلعيها وانزلي اقعدي معايا شوية انا حتى ماشية كمان شوية وهيبقى صعب اجي بعد كده كتير
اومأت ليال برأسها موافقة
حاضر والله هحاول صدقيني ولو مقدرتش أنزل اعذريني بس انا حاسه اني مش متظبطة انهارده
اومأت ورد برأسها ثم تربت على ظهرها بحنو متمتمة
ربنا يريح قلبك يارب يا حبيبتي
بعد قليل....
دلفت ليال الغرفة ممسكة بكوب القهوة بين يداها لتجد يونس جالس على الفراش ممسكا برأسه بين يداه والألم يستوطن قسمات وجهه فاقتربت منه ببطء متنهدة قبل أن تهتف برقة
صباح الخير يا يونس
وكما توقعت لم يجيب يونس ولم يعرها اهتمام اصلا وكأنها شفافة لتتقدم منه ثم مدت يدها له بالقهوة وهي تقول
دي قهوة عملتهالك عشان تفوق ولو حاسس إنك لسه مش مركز ممكن ماتنزلش تفطر معاهم وأقولهم إنك تعبان 
إنتشل منها يونس كوب القهوة وهو يتابع بجفاف
متتدخليش في اي حاجة تخصني فاهمة!
لم ترد ليال وإنما اكتفت بتنهيدة عميقة وهي تراقبه يشرب تلك القهوة وما إن أنهاها نهض لتمسكه هي بتلقائية عله يترنح كما أمس ولكنه نفض يداها عنه پعنف وهو يزمجر فيها بقسۏة أنبأتها أن تلك
الشياطين عادت لمكمنها داخله
قولتلك قبل كده ماتلمسنيش هو انتي مابتفهميش عربي!!
فانفعلت ليال للمرة الاولى لتهدر فيه بعصبية نالت منها ومن البرود الذي كانت تتمسك به حيال معاملتها ليونس
لا بفهم عربي بس اللي أنت مش عايز تفهمه إني مش عبده عندك تقرب مني بمزاجك وتعاملني زي العبيد بمزاجك
بلحظة كان يونس يمسكها من ذراعيها بقوة ليدفعها للخلف على الفراش پعنف لتسقط على الفراش بينما
صاح فيها بحدة غليظة وهو يحدق بعمق عيناها المتجمهرة بالڠضب والغيظ
هو ده اللي عندي طالما مش عايزه تغوري من حياتي وهتفضلي مراتي يبقى انا حر أقرب منك أبعد اعمل اللي اعمله! 
ظلت ليال تتنفس بصوت عالي وهي تحدق به دون أن ترد بينما هو اشتدت قبضته قسۏة حينما تذكر ليلة أمس ليتابع بخشونة حملت لونا واضحا من الندم
أنا كنت شارب ومش واعي اصلا امبارح
فردت ليال بتلقائية مستفزة كعادتها
ده ياريتك تبقى شارب دايما عشان تبقى هادي شوية وتبطل همجية
فانتفضت فزعا حينما ضړب يونس على الفراش عدة مرات وهو يردد بصړاخ اشبه بزئير الأسد المجروح
لأول مرة في حياتي اشرب القرف ده بسببك.. كل البلاوي دخلت حياتي بسببك لما انتي ډخلتي حياتي
ثم ابتعد عنها ليمسك بذلك الكوب ليضغط عليه بقبضته بقوة ثم رماه ارضا بانفعال حاد ليتشهم بالكامل وراح يتشدق پجنون
ملعۏن ابو المكان الاسود اللي جمعني بيكي يا شيخه! 
ثم اتكأ ليجلب هاتفه الذي كان ساقط ارضا وكانت قطعة زجاج عليه فأمسك قطعة الزجاج پعنف ليرميها فجرحت يده ليتأوه بتلقائية پألم طفيف تجاهله وهو يضع هاتفه في جيب بنطاله بينما ليال نهضت بسرعة لتمسك يده وهي تسأله بقلق
إيدك اټجرحت 
دفعها للخلف بعيدا عنه وهو ينتشل يده من بين يداها مرددا بثوران غاضب
قولتلك ماتلمسنيش ابدا 
دون أن تشعر وبحركة مباغتة داست ليال على قطعة زجاج لتنغرز بقدمها فصړخت پألم وهي تمسك قدمها ليغادر يونس دون أن ينطق بحرف اخر متجاهلا اياها تماما..... 
فجلست هي على الفراش تحاول إخراج تلك الزجاجة من قدمها وهي تهمس بصوت اختنق بالبكاء
يارب انا تعبت يارب ازرع حبي في قلبه يارب!
بعد يوم آخر.... 
في القصر.....
دلف حارس القصر ليتقدم نحو فاطمة متمتما بصوت جاد حذر
ست فاطمة في ست وراجل برا بيقولوا عايزين حضرتك
وقفت فاطمة تعدل من حجابها لتخفي خصلاتها البيضاء التي تبرز كبر سنها قبل أن تقول في هدوء ووقار
دخلهم يا حسن بس ماتسيبهمش يدخلوا لوحدهم ادخل معاهم
انت واي حد تاني من الشباب وخلي نسمه تنادي أيسل وبدر
تحت امرك يا ست فاطمة
قالها وقد اومأ مؤكدا لها برأسه قبل أن ينصرف ملبيا اوامرها وبالفعل بعد دقائق معدودة دلف كلا من طه و زوبه متفحصان القصر بأعين جائعة كالعادة لا يملؤوها سوى حفنة من التراب الأسود..!
في نفس اللحظات التي أتى بها كلا من بدر وأيسل فوقفت أيسل تطالعهم بنظرات مزدردة وكأنها تشمئز من كونهم والديها كادت زوبه تقترب منها بحنان وحزن مصطنع وهي تتمتم
أيسل حبيبتي 
فعادت أيسل خطوتان للخلف تهز رأسها نافية بحدة كارهه
ماتقربيش مني 
وقفت زوبه مكانها بإحباط لتمثيلها المكشوف للجميع فنطق
 

تم نسخ الرابط