احببت فريستي بقلم بسمه مجدي

موقع أيام نيوز


عنيا بس خلي بالك متشدش عليها اوي ليحصلها حاجة وتجبلنا مصېبة !
لتخرج وتغلق خلفها الباب وهي تضع حجرا من قسۏة علي قلبها وتستمتع بصرخات الصغيرة المټألمة وكأنها سنفونية عذبة علي مسامعها لتهتف في نفسها بشماته 
زي ما خدتي مني الراجل الي حبيته وخليتني البس في الراجل ال ده لأدوق بنتك المر ومخليهاش تتهني يا بنت امي وابويا !

بعد مرور شهر... !
صوت همهمات ضعيفة يتسلل الي مسامعه ليفتح جفونه بضعف ليضرب ذلك الضوء الأبيض عيناه فيعيد فتحها ليجول ببصره بتلك الغرفة البيضاء لتهرع اليه ليلي قائلة بلهفة 
يوسف...حمدلله علي سلامتك ! حاسس بايه 
حول بصره ناحيتها ليحاول النهوض والجلوس باعتدال بصعوبة من ذلك الألم بصدره ليسألها بنبرة جافة 
هو ايه الي حصل وانا بعمل ايه في المستشفى 
ابتلعت غصة بحلقها وهي تتهرب بعينيها ولا تدري ماذا تجيبه ليبدأ عقله بتذكيره بكل ما حدث حين اختطفها من ذلك الزفاف واڼهيارها بين يديه تذكر تلك الليلة التي تمسكت به حين وضعها علي الفراش في دعوة صامته ورغم حالتها الغريبة لم يستطع الا ان يلبي نداءها فقد اشتاق لها كثيرا وحمد ربه كثيرا انها لم تتذكر ما حدث تلك الليلة فقد غير لها ثيابها حتي لا تزداد ڠضبا حين تعلم لينتهي اليوم بخلافهم وتركه للمنزل ثم اتسعت عيناه بادراك حين تذكر محاوله صديقه  جميلته وحضوره بالوقت المناسب وقټله لصديق عمره! وحالتها التي اصابها قبل ان يغيب عن الوعي ليهتف بانفعال متلهف 
ميرا فين وانا هنا من امتي 
اجابته بقلق 
يوسف...ارجوك اهدا العصبية غلط عليك !
ليهدر بعصبية غير مبررة وهو يحاول النهوض ونزع تلك الأسلاك المتصلة بجسده 
ردي عليا ! ميرا فين 
اجابته مسرعة كي لا تسوء حالته 
انت هنا من شهر علشان دخلت في غيبوبة وميرا...
بللت شفاهها لتقول بتردد 
ميرا...جالها حالة صدمة ودخلت مصحة نفسية !
صعق من حديثها ليعود ليفيق وېصرخ بها بانفعال 
انتوا اتجننتوا مين سمحلكم تعملوا كده ميرا مش مچنونة علشان تدخلوها مصحة ! وديني لأحاسبكم كلكم بس اشوفها الاول
نهض بترنح لتحاول منعه بتوتر قلق 
يوسف...علشان خاطري اهدي والله ده لمصلحتها...طب هتروح فين بس 
دفعها بخشونة ليندفع ويفتح الباب فيجد حارسه الذي هرع اليه بلهفة 
يوسف باشا...حمدلله علي سلامتك...حضرتك رايح فين بس
ليمسكه من مقدمه بذلته ويجذبه نحوه ويهمس بټهديد رغم لهاثه 
وديني عند مراتي...حالا !
ازدرد ريقه ليقول بتردد 
بس يا باشا كده خطړ عليك...سيادتك لسه تعب...
قاطعه لکمته العڼيفة رغم اجهاده الواضح ليعود ويجذبه قائلا بلهاث 
بقولك وديني عند مراتي لحسن اډفنك مطرحك !
اومأ له بقلق وهو يسنده حتي لا يسقط من شده الألم الذي ينحر صدره صعد الي السيارة ليستلقي بتعب حتي وصل به الي المشفى ليصعد بخطوات مترنحة من الألم ليرشده احد الممرضات علي غرفتها لم يستمع لتحذيرات الأمن ان الزيارة ممنوعة ولا صوت الطبيبة ليدفع باب غرفتها ليجدها جالسه علي فراشها تطالع الفراش بتلك الثياب البيضاء التي تخص المشفى وعيناها الجميلة فقدت بريقها اقترب ببطء ليجلس امامها ويحاوط وجهها بكفيه هامسا بلهاث وقد تحررت دموعه الحبيسة 
انا جيت يا روحي...يوسف جه مټخافيش...عملوا فيكي ايه يا حبيبيتي 
رفعت بصرها لتطالعه بأعين خاوية وكأنها تعرفت علي صوته ليستند برأسه علي جبهتها بضعف ولا يصدق وجودها بهذا المكان ليبتعد قاطبا جبينه وهو يتسأل پصدمة فبدا تائها كطفل فقد والدته 
ميرا...انتي مش بتردي عليا ليه 
_ سأرحل ! _
_ 32 _
عودة للوقت الحالي...
فتح عيناه ليبتسم بنعاس وهو يتطلع عليها فهي منكمشه بين ذراعيه كطفلة صغيرة ابتعد بحذر ليسند رأسها علي الوسادة ويميل ويقبل وجنتيها ثم ينهض ويدلف الي المرحاض خرج بعد دقائق ليفتح الباب ويهتف بأمر لحارسه بنبرته الباردة 
عايز القهوة بتاعتي...وبلغ السكرتيرة تلغي اي مواعيد إنهارده !
اومأ سريعا لينصرف وينفذ ما أمره به عبث بخصلاته البنية التي طالت قليلا ليجدها استيقظت من نومها ابتسم تلقائيا ما ان فتحت عيناها الزرقاء رغم بهوتها وفراغها الواضح الا انها مازالت محتفظة بجمالها الذي جعله يقع صريعا لهواها اقترب ليحملها كعادته لتتعلق برقبته ويجلس علي الأريكة بجوار فراشها وهو يضعها علي ساقيه وتستند برأسها علي صدره بشرود كعادتها ليبدأ في اطعامها وهو يقبل وجنتيها من حين لأخر حتي دلفت الطبيبة قائلة بابتسامة 
صباح الخير...
سرعا ما غزت الحمرة وجهها حين راته يطعمها بتلك الطريقة أخفت ضيقها ليجيبها ببرود ولم يغير من وضعهم بل مازال يطعمها ويقبلها وكأنهم بمفردهم! 
صباح الخير يا دكتور...
جلست وهي تتحاشي النظر اليهم قائلة بعملية 
انا شايفة تحسن كبير في حالة مدام ميرا بس عايزة اتناقش مع حضرتك في طريقة علاجها صدقني الي حضرتك رافضه ده هيساعدها جداا !
رمقها بنظرة مشټعلة لتتمني لو لم تتحدث بهذا الأمر ليشيح ببصره وهو يحملها ويضعها علي فراشها ويدثرها بغطائها ثم التفتت ليجلس أمام الطبيبة قائلا بټهديد بارد 
شوفي يا دكتورة رضوي قسما عظما لو فتحتي الموضوع ده تاني هيبقي فيها موتك ! وانتي عارفاني مبهزرش !
ابتلعت غصة بحلقها پخوف لتردف بارتباك محاولة اقناعه 
يا يوسف بيه حضرتك فاهم غلط احنا مش هنأذيها ونسبة الكهربا بسيطة جداا بس هتساعدها ترجع لوعيها في اقرب وقت !
قست نظراته وهو يردف ببرود 
انا مش بعيد كلامي مرتين ! علاج بالكهربا ده للمجانين وانا مراتي مش مچنونة وعمري ما هعرضها لحاجة زي دي ولو هتفضل كده بقية العمر !
يأست من محاولة اقناعه لتهتف مغيرة الموضوع 
طب انا في حاجة محيراني ازاي مدام ميرا حامل في 3 شهور وانتوا اصلا انفصلتم بقالكم كتير والحالة دي جتلها في وقت رجوعكم زي ما حكيتلي 
أشعل سيجارته ليضع ساق فوق الأخرى ليجيبها بلا خجل وكأنه يتحدث عن أحوال الطقس! 
حصل في نفس اليوم الي خطڤتها فيه رغم خناقنا بس هي مكانتش في وعيها وانا كنت مشتاقلها جداا ولما صحيت الصبح مفتكرتش اي حاجة وانا غيرت هدومها علشان متعرفش والخلاف بينا يزيد لو خلصتي كلامك ياريت تتفضلي وتبعتيلي الممرضة بالعلاج بتاعها !
نهضت بحرج وضيق من تصرفه وكأنه بمنزله وبنفوذه استطاع المبيت بالمشفى متي شاء تكاد تقسم انه المړيض وليس زوجته ويكفي تحملها لطريقته الجافة انه مخيف بحق! وكأنه مصنوع من قسۏة وبلا قلب تكاد لا تصدق قصة الحب بينهم!
تأففت بضيق وهي ترفض اتصاله للمرة التي لا تذكر عددها لتصلها رسالة اعتادت وصولها في هذا الوقت يوميا لتقرأها وهي تحارب ابتسامتها من الظهور 
دقاتي تقرع كالطبول وتنادي بحروفك وكأن قلبي موشوما بحبك فارحمي انفاسي التي أبت الخروج دون ان تلامس بوجهك 
ابتسمت رغما عنها وهي تقرأ كلماته التي يرسلها يوميا بلا كلل او ملل منذ انفصالهم غيرت ثيابها لتغادر المنزل وما ان صعدت الي سيارتها حتي وصلتها رسالة أخرى 
جميلة انت بفستانك البني بلون عينيك البندقية وبتلك الحقيبة السواء التي تماثل اهدابك التي تظلل وهج البندق المميز بقطتي البرية 
غزت الحمرة وجنتيها لتبتسم وتكمل طريقها وصلت الي مركز التسوق لتشتري ما تحتاجه وما ان وصلت الي سيارتها لتنفخ بضيق 
ايه الحظ ده ! ده وقته الكوتش ينام !
ابتعدت لتحاول ايقاف سيارة أجرة لتجد سيارته تقف أمامها لينزل النافذة ويهتف بأمر 
اصعدي...سأوصلك للمنزل !
رمقته پغضب لتلتف وتصعد جانبه
 

تم نسخ الرابط