الدهاشنه بقلم ايه رفعت
المحتويات
بتأثر حينما استمعت لما قالته رواية فشعرت وكأن حياتها بنيت على معتقدات خاطئة ستودي بها للمهالك حتما...
انقسم كلا منهما ليتمكنوا من العثور عما يريد فولج بدر ورؤىلأحدى المحلات فمر بمنتصف المحل وعينيه تفتش عما سيليق بفاتنة قلبه إختار بدر أحد الفساتين البيضاء بسيط التصميم فجذبه ليستدير به تجاهها وهو يشير لها بيديه
لم ترى ما يحمله بيديه فكانت صافنة به هو حتى أنها قالت دون ان تلقى نظرة حتى
_جميل..
أشار لها على الغرف الصغيرة الخاصة بالبروڤا ثم قال
_إلبسيه وخليني أشوفه عليكي..
تناولته رؤى منه ثم اتبعت إشارة يديه المشير على الغرفة فدخلت ومازالت نظراتها تأبى تركه أغلقت أصابعها باب الغرفة رغما عنها فاستندت بجسدها على الباب وهي تحجب دموعها الغامضة فبددت كل ما يهاجمها بتلك اللحظة ثم ارتدت ما قدمه لها بصدر رحب ولم تهتم حتى لتلقي نظرة على نفسها بالمرآة وكأنه هو مرآتها فتحت رؤى الباب ثم خرجت لتقف من أمامه عينيها الرقيقة لا تتطلع الا لعينيه تستكشف الى أي مدى نال إعجابه مرر بدر نظراته عليها حتى التقت بها فابتسم وهو يردد
منحته ابتسامة عذباء ثم أخفضت عينيها لتتطلع لما ترتديه فقالت بإعجاب
_ذوقك حلو..
رفع حاجبيه بدهشة
_أنتي لسه بتشوفيه ولا أيه
اجابته بثقة
_اي حاجة من اختيارك هتكون جميلة يا بدر..
خفق قلبه بشراهة فمرر يديه على الفساتين المعلقة وهو يهتدي بخطواته ببطء حتى أصبح مقابلها فهمس جوار اذنيها وهو يراقب الطريق من حوله
شعرت بتلك اللحظة بأن جسدها يرتجف وهو يهاجم ذاك الدوار المفاجئ فقالت وهي هائمة به
_أنت ليه بتعمل معايا كل ده!
ضيق عينيه وهو يتساءل باستغراب
_هو أيه اللي عملته!
في تلك اللحظة تدفق الدمع بعينيها ليشهد على ما ستقول فرفعت طرف فستانها حتى تتمكن من الاقتراب منه ثم تمسكت بيديه فوزع نظراته بين يدها الممدودة على يديه وبين نظراتها المتعلقة به وخاصة حينما قالت
ثم رفعت أصابعها لتزيح العالق باهدابها وهى تستطرد
_أنا لو مكنتش عملت كده بايدي مكنتش هرتاح ويمكن مكنتش هقدر أكمل حياتي...
وبالرغم من دموعها ارتسمت بسمة خاڤتة دفعتها لقول
_حبك عزز قوتي وعزيمتي يا بدر... أنا آآ بأحبك.....
_نأجل الكلام الجميل ده لبكره ولا أيه رأيك
ضحكت فسلبته قلبه وعواطفه فدفعها برفق وهو يخبرها بانزعاج
_طب يلا بقى نروح لحسن وقوفنا بالمكان ده خطړ عليا وعليكي..
أحيانا يبدو المرء مرتبكا حينما يشعر بأن نظرات أحداهما تلاحقه هكذا كان حالها حائرة مترددة مرتبكة لا تعلم أي جهة تتطلع إليها تخشى أن يمسك بها الا يكفيها قلبها
المضطرب لقربها منه الا يكفيها عواطفها التي تدفعها نحوه حاولت تسنيم التركيز مع العاملة التي تعرض عليها عدد من الفساتين البيضاء بسيطة التطراز المحددة لعقد القرآن استند آسر بجسده على الحائط القريب منه بينما تتابعتها نظراته فابتسم حينما لاحظ تهربها منه فاهتز هاتفه برنين مزعج فابتعد عنها قليلا حتى يتمكن من الحديث مع يحيى أما هي فاستغلت الفرصة واخرجت هاتفها لتطلب حور لا تعلم بأنه لن يتأخر بتركها فقط أخبره بأنه سيعاود الاتصال به فور عودته وحينما عاد استمع اليها تخبر حور بتوتر
_ياريتك جيتي معايا أنا ھموت من الاحراج ومش عارفة انقي أي حاجة...
وصمتت قليلا لتستمع لردها ثم اجابتها بعصبية
_أنتي متعرفيش غير الهزار يا حور بقولك مكسوفة منه ومش عارفة أختار حاجة...
_افتحلك الكاميرا ازاي وآسر واقف سا متخلفة!!!
_طيب طيب هنقي أي حاجة بس فستان الفرح لازم تكوني معايا سامعة
وأغلقت الهاتف ثم أعادته بحقيبتها سريعا وحينما استدارت شهقت فزعا عندما رأته يقف أمامها فأشارت له بارتباك
_دي حور كانت بتطمن عليا..
أومأ برأسه بابتسامة جذابة ثم اقترب منها فتراجعت للخلف بصورة تلقائية فاحنى جسده تجاهها مما زاد من ربكتها المسيطرة عليها ابتلعت تسنيم ريقها بصعوبة حينما جذب آسر الفستان الذي تستند عليه فكانت حركة ماكرة منه يتصنع اقترابه منها في حين إنه يجذب أحد الفساتين وفور ابتعاده عنها عاد تنفسها لمجراه الطبيعي وتطلعت لما إختاره آسر فرددت بإنبهار
_الله... جميل أوي..
منحها ابتسامة هادئة ليتبعها قوله الماكر
_وهي كمان بتقول كده.
تساءلت باستغراب
مين دي
تفاجآت بهاتفه الذي أخرجه من جيب قميصه فوجدت حور متصلة بمكالمة فيديو قدم الهاتف اليها فجذبته منه لتقول الاخرى بإعجاب شديد
_تحفة يا تسنيم بجد آسر ذوقه روعة... قيسيه بسرعه وابعتيلي صورة...
أغلقت الهاتف ورفعت عينيها تجاهه بابتسامة ساحرة ثم قالت
_أنت سمعتنا وإحنا بنتكلم..
التقط منها الهاتف ثم أعاده لجيب سرواله مجيبا عليها بصوته الرخيم
_طبعا بدون قصد مني بس في النهاية اختارنا حاجة عجبت الكل ولا أيه
اتسعت ابتسامتها فمنحها نظرة شملت عشق ضمھا بحنان فاحتضنت الهاتف ثم قالت له بخجل ملحوظ
_هقيسه وأجي..
هز رأسه بخفة ثم وقف ينتظرها بشوق فما كانت سوى دقائق معدودة حتى طلت عليه بفستانها المنفوش قليلا من الأسفل ليغطيه بطانة من الدنتيل الأبيض شعر وكأنه كالأبله لا يعلم كيف يختار كلماته المعبرة عن إعجابه بها فكل ما يرده بتلك اللحظة أن يظل يتأملها لأخر عمره صمته المطبق أثار فضولها تجاه رأيه فقالت بتردد
_حلو عليا
بابتسامة ساحرة قالت
_مش حلو.. ده يجنن عليكي..
تلون وجهها سريعا فور سماعها لما قالت فحملته بين يدها ثم أسرعت للداخل وهي تخبره بتوتر
_هغير عشان منتأخرش..
وتركته وولجت للغرفة سريعا فما أن تخفت عن أنظاره حتى حضنت وجهها بيديها معا لتخفي ابتسامتها الرقيقة ووجهها الذي بات كحبات الكرز الاحمر فأبدلت فستانها سريعا لترتدي ما كانت ترتدبه من قبل ثم خرجت لتنضم اليه من جديد فتساءلت بارتباك
_هنروح
تعمق بالتطلع اليها وهو يجيبها بخبث
_لحقتي تزهقي مني بالسرعة دي!
أخفت عينيها حرجا منه
_لا أبدا... أنا بس بسأل..
ارتباكها تخبطها ترددها كل تلك الاحاسيس تروق له تساعده في تكوين صورة ملموسة عنها اختار البقاء بمسافة قريبة منها ثم قال
_هنتغدى في الكافيه اللي تحت وبعدين هنمشي من المول ده لو مش هيضايقك..
أخفت ارتباكها بسؤالها التالي
_طب ورؤى..
أجابها وهو يحثها على الهبوط للاسفل
_كلمني وقال إنه هيحصلنا على الكافيه..
أومأت برأسها وهي تتجه معه للطابق السفلي فراقبت خطاه الذي يقترب من الدرج الكهربائي پخوف شديد حالها كحال أغلب الفتيات التي تعاني من فوبيا غريبة الأطوار فذاك الدرج أسوء كوابيسها تعجب آسر حينما وجدها تقف محلها فقال بدهشة
_واقفة عندك ليه... يالا!
لعقت شفتيها بتشتت ثم لحقت لتدنو منه تقدم قدما وتؤخر الاخرى حتى وقفت جواره فما ان تحرك بها حتى تمسكت به وهي تصرخ پخوف لتصيح بانفعال
_لاااا أنا عايزة أنزل مبحبش أستعمل السلم ده... نزلني..
ضحك آسر على حالتها لم يتخيل أبدا خۏفها الغير مبرر من الدرج فقال من وسط ضحكاته الرجولية
_إحنا فعلا نازلين يا حبيبتي!
كلمته الاخيرة شتت ذهنها عما يحدث معها فجذبت عينيها عن تطلع الدرج ثم تطلعت لعينيه الساكنة لفؤادها فتطلعت لذراعيها المتمسكة بقميصه وعادت لتتأمل عينيه مجددا الى أن شعرت پسكينة حركة جسمها فوجدت ذاتها تخطت الدرج انتبابه غموض لما يحدث لها حينما تترك حدقتيها تحتضن حدقتيه تشعر بتلك اللحظة بأنها باتت مغيبة عما يحدث حولها ربما شعورها بدقات قلبه من أسفل يدها ما جعلها تسترد وعيها فإبتعدت عنه سريعا وهي تخفي وجهها باستحياء فاتبعته حتى أصبحت بالمقهى فأشار لها آسر على الطاولة القريبة منها قائلا
_اقعدي هنا عما أطلب الاكل وأجي..
أومأت برأسها بهدوء ثم جلست تراسل حور لحين عودته...
قارن من يقف أمامه بالصورة المحتفظ بها باستديو هاتفه ليشير لمن يقف جواره بأنه نفس الشخص فقال بنبرة سوقية
_بينه هو اللي عليه العين..
امتد بصر ذاك الرجل الذي يمتلك وجه مشوها بأكمله بعدة غرز من السکين
_أه... طب وده هندخله ازاي ده
أشار ذو البشرة السوداء على من تجلس أمامها ثم قال بغمزة تحمل الشړ بطياتها
_دي هتبقى دخلته.
فهم مغزى حديثه فابتسم بخبث وهو يشير اليه بمدته
_واجب يا معلمي..
وأخرج هاتفه ليسجل رسالة صوتية لرب عمله فقال
_العصفور وقع وهنشله ريشه يا باشا... مش هنتوصى..
استمع أيان للرسالة الصوتية وهو يقود سيارته المتجهة للقاهرة فلم يعد لديه سوى نصف ساعة ويصل لشقته عاد هاتفه في تلك اللحظة ليعلن له عن وصول رسالة جديدة ففتحها ليجد روجينا تراسله للمرة التي تخطت الثلاثون فاحتدت نظرات عينيه المسلطة على الطريق والغموض ينبع بداخلها بخفيان فجذب هاتفه ثم كتب لها
ساعة وقابليني في الشقة..
رسالة مختصرة منه كانت كافيلة بعودة الحياة إليها غموضه وصرامته تزيد من تعلقها به لا تعلم بأن الهلاك قادم وسيبدأ بما تحمله برحمها!!
بدأ بتنفيذ مخططه الدنيء فبدأ بالاقتراب منها ثم جذب أحد المقاعد ليجلس عليها وهو يردد بنظرات وقحة
_الجميل قاعد لوحده ليه
هلعت تسنيم حينما وجدت أحداهما يجلس جوارها فقالت پخوف
_من فضلك التربيزة ملانة تقدر تشوفلك واحدة تانية..
انقبض قلبها حينما وجدت رجلا أخر يجذب المقعد المجاور لها من الجهة الاخرى ثم قال وعينيه تستباح التطلع لجسدها
_مالك يا وحش قايم علينا كده ما تهدي دنيتك كده وإحنا نشوفلنا معاك سكة..
احتبس الهواء داخل رئتيها وخاصة حينما تطاول عليها بلمساته الجريئة فلم تجد سوى اللجوء لأمانها فرفعت صوتها بصړاخ عاصف
_آسر!
انتهى النادل من تحضير طلباته فحمل آسر الصينية ثم كاد بالعودة للطاولة ولكن سماع صوت صړاخها جعله يتخلى عما يحمله ليسرع إليها فسيطر الڠضب على معالمه حينما وجد من يضايقها في حضرته ووجوده الذي لم يشكل فارقا لهم فلم يتحرك أحدا من جوارها وكأنهم يتعمدون إثارة غضبه الذي بات هلاك لهما.
جذب آسر المقعد الخشبي الموضوع لجواره ثم دفعه على وجه أحداهما وركل من يجلس جوارها لتبدأ ملحمة شرسة جمعتهما به فطاح بأحداهما أرضا ثم ناوله عدد من اللكمات المتفرقة على أنحاء جسده ليتأوه ألما وكاد بإستكمال ضربه المپرح لولا تدخل الاخر فأحكم يديه حول رقبة آسر في محاولة
لخنقه ولكنه استدار للخلف سريعا ليفك قبضة يديه ثم ناوله لكمة استهدفت أضلاعه فأصدرت صوت انحطام عظامه لېصرخ بۏجع كالنساء وبالرغم من ذلك لم يهتز لآسر جفن بل عاد ليستكمل ضربه من جديد وحينما فقد الوعي نهض ليبحث عن الأخر ولكنه لم يجده فظن بأنه فر هاربا خوفا مما سيحدث إليه فتحرك تجاهها ثم أمسك يدها وهو يتساءل باهتمام
_إنتي كويسة.... حد عملك حاجة..
كان يتوقع بكائها أو على الأقل رهبتها مما حدث ولكنه وجدها تبتسم له بنظرة عميقة لم يفهم
متابعة القراءة