مزيج العشق بقلم نورهان محسن
المحتويات
سؤالها قصدي يعني هتسافر فين وهتقعد قد ايه
أجاب أدهم وهو يستمر في ارتداء ملابسه بجمود رايح باريس في عملاء مهمين لازم اقابلهم قبل ما يبدأ الديفليه
فركت كارمن رقبتها بإضطراب وقالت بإستفهام ضروري يعني السفر النهاردة...احنا لسه راجعين من مشوار متعب كتير عليك الضغط دا
رد أدهم بكذب دون أن ينظر إليها ماتقلقيش عليا انا متعود.. وكمان هما ناس مهمه جدا يعني وقتهم بفلوس ومرتبطين بمواعيد كتير واحنا المحتاجين ليهم لان الفايدة الاكبر هتعود علينا فلازم اسافر بسرعة
ادهم بتنهيدة مش اقل من اسبوعين
وأضاف بعد أن انتهى من لبسه وتوجه نحو باب غرفة الملابس ملاحظا صمتها قائلا بهدوء وهو يقف أمامها مباشرة ومد يده إلى ذقنها ليجعلها تنظر إليه مكشرة ليه!!
نظرت كارمن اليه ببراءة قائلة بنعومة مافيش حاجة
نظر أدهم إلى داخل زرقاوتيها التي شتت كيانه بالكامل خاصة عندما حدقت فيه بعيونها اللامعة بإطلالاتها البريئة ثم تدحرجت عيناه على ملامحها عاقدا حاجبيه بينما زرقاوتيه الداكنه تموج بمشاعر مختلطة علي ملامحها الجميلة فهو يشتاق إليها منذ الأن هامسا بدون وعي هتوحشيني
ابتسمت كارمن بحب رغم الضيق الذي يألم قلبها وتمتمت وانت كمان
كيف ستتحمل غيابه عنها على الأقل الآن يمكنها أن تأخذ منه جرعة صغيرة لتهدئة روحها لعلها تستكين قليلا فأن عشقه سكن وجدانها واصبح حياتها كلها.
يريد الابتعاد لكن كل حواسه ترفض الانصياع لأوامر عقله مطالبة بالبقاء على هذا القرب المهلك منها ولا تريد سواها.
كيف ستتحمل فراقه لا تستطيع ليس بعد أن أحبته پجنون.
شعر أدهم بتلك القطرات التي بللت وجهه وعقد حاجبيه بحيرة وهو يفصل بين قبلتهما ويبتعد قليلا ناظرا إليها بدهشة لكن عقله ترجم تلك الدموع التي رآها ټغرق وجهها بشكل خاطئ تماما.
شعرت كارمن بالدوار حالما ابتعد فجأة عن جسدها فحاولت أن تتكئ على الباب خلفها قائلة بحة خاڤتة وهي تمسح دموعها بظهر كفها طيب انا هحضرلك باقي الحاجات في شنطتك
ابتلعت كارمن غصه تشكلت بحلقها قبل أن تتساءل بتفكير احط لبس تقيل
هتف ادهم وهو يفتح باب الغرفة ليغادر إلى الأسفل مش كتير الجو في الوقت دا كويس من السنة هناك
همست كارمن بأنفاس مضطربة حاضر
بعد عدة أيام من سفر أدهم
في الصعيد
هتفت روان بصوت عال ايوه يا كوكي وحشتيني اخبارك ايه
وزعت روان أنظارها بين جدها وامها الذين يجلسون أمامها وقالت علي الفور كلنا بخير الحمدلله بيسلمو عليكي وجدو عايز يكلمك
همست لجدها بعيون تلتمع برجاء جدو عشان خطړي بلاش تطول.. عايزة الحق اكلم معاها شوية
زجرتها حنان بتأنيب بطلي رخامة يا روان سيبي جدك براحته عيب كدا
قال الحاج عبد الرحمن وهو يمسك الهاتف ماشي يا شقية سيبي التليفون من يدك هيقع مني كدا
ثم قال الجد بمحبة بعد أن وضع الهاتف بجوار اذنه الو يا نن عين جدك اتوحشتك يا حبيبتي
ابتسمت كارمن بسعادة وهي تستمع إلى كلماته الحنونة حيث حياتها اصبحت افضل بعد أن تقربت من جدها اهلا اهلا يا جدو.. انت كمان وحشتني.. طمني علي صحتك بتاخد الدواء ولا بتطنش
ضحك الجد قائلا ببشاشة لا يا بنتي عندي هنا
طقم كامل بيشرف علي كل مواعيد الدواء.. دا كفايه زين لوحده لو نسيت او راحت عليا نومه يفضل يتحدث كثير علي انه غلط.. لكن كلامه مابفهموش اصلا
قالت كارمن بضحكة خايفين عليك يا جدو ودا لمصلحتك.. سيبك منهم كلهم وحياتي انا عندك خد الدواء بإنتظام
الحج عبد الرحمن بحنان عيوني يا روح جدك.. سلميلي علي والدتك ووصلي سلامي لجوزك وامه كمان وبوسي الصغيرة نيابة عني
اردف بضحكة رجوليه عاليه المخبلة روان عينيها بتطق شرار من دلعي ليكي خدي اهي معاكي كلميها
ضحكت كارمن علي كلماته وقالت برقة حاضر يا جدي يوصل
أخذت روان الهاتف عن جدها وابتعدت عنهما قليلا وقالت مازحة ايوه يا كوكي كدا عايزة ټخطفي مني الراجل حرام عليكي
كارمن بإستياء مزيف انتي طماعة اوي يا لهوي منك مش مكفيكي جوزك
روان بتذمر طفولي جدو قاعد معايا علي طول بس جوزي بينزل الفجر ويرجع بليل يا اختي
كارمن بسخرية احمدي ربنا انا بقي جوزي مسافر بقالو 4 ايام اهو ومحدش بيدلعني
روان بضحكة عاليه قائلة بمكر ليه هو مش بيديكي جرعة حنان ورومانسية في التليفون
تنهدت بحزن لا شكلو مشغول جدا بشغلو ومعندوش وقت للرومانسية
روان بإستغراب من صوت ابنة عمها الحزين مالك يا كوكي حاسه انك مضايقة
تطلعت كارمن إلى السقف وقالت بهدوء انا تمام يا حبيبتي ماتقلقيش.. بس عندي شغل دلوقتي لما اروح البيت هرجع اكلمك براحتي
صمتت روان قليلا ولم تصدق نبرتها المهزوزة لكنها أجلت الأسئلة لوقت أخر قائلة بقلة حيلة ماشي يا قلبي هستناكي سلام
كارمن مع السلامه
ظهرا في النادي
حيث تجلس نادين وميرنا
تساءلت ميرنا وهي تري شرود صديقتها الغريب ايه الاخبار
تنهدت نادين بسأم من وقت ما رجعو من السفر وادهم سافر علي باريس.. مافيش اي جديد غير ان الهانم كل يوم بتنزل الشركة مع الحرس بتوع ادهم
ميرنا بإستفهام وتفتكري ليه ماسفرتش معه
تمتمت نادين بغيظ مالحقتش افهم ايه اللي حصل اصلا في الصعيد.. بس سمعت امه بتقول ان كارمن هانم بتجهز للديفليه اللي هتعملو شركة ادهم.. يمكن عشان كدا ماسفريتش معه
ميرنا بإبتسامة خبيثة واو شكل كارمن هانم هتكون سيدة اعمال مهمه الفترة الجاية
نظرت نادين إليها نظرة حاړقة وصاحت پغضب ميرنا انا مش نقصاكي.. دا كلو كوم والحصار بتاع امه عليا كوم تاني خالص.. حاسبة عليا الدخول والخروج ربنا ياخدها الحيزبونه دي ويخلصني منها
إلتفتت ميرنا حولها وعلي وجهها إبتسامة جامدة وهمست بزمجرة فيها اهدي يا نادين كل مرة تفرجي علينا الناس بصريخك دا
نادين پقهر مش عارفه اتصرف ازاي معهم حاسة بخنقة بشعة بسببهم
فجأة شعرت بصدام على الطاولة التي كانوا يجلسون عليها فتطلعت إلى الأمام لتري بعض الأطفال يلعبون بالكرة وقد اصطدمت بالطاولة أثناء اللعب.
صړخت عليهم نادين پغضب حاد انت يا شاطر منك له العبو بعيد لا اخلي امن النادي يطلعو برا
خاف الأطفال من صړاخها المرعب وهربوا من المكان بينما كانت ميرنا تراقب ما يحدث وهي تضحك على طريقة صديقتها المخيفة مع الأطفال.
ضحكت ميرنا بقلة حيلة ما تهدي يا نادين دول اطفال ذنبهم ايه تطلعي همك فيهم.. وانتي اصلا موضوعك معقد وبعدين كنت عايزة افهم حاجة..
عقدت نادين حاجبيها وقالت حاجة ايه!!
ميرنا بتساءل انتي ليه كنتي مستعجلة في اول جوازك علي الخلفة وانتي اساسا مابتحبيش الاطفال
اجابت استخفاف مين قال اني كنت مستعجلة انا حتي لو كنت خلفت كانت هتربيه مربيات مش انا خالص..
ثم أردفت بحنق دي كانت فكرة بابا منه لله بقي قبل ما ېموت ملي دماغي.. خلفي منه وهاتيلو وريث عشان تضمني انك تعيشي في العز عمرك كله
أومأت ميرنا برأسها ساخرة ايوه وم١ت ابوكي والبستي انتي في حيطة
أومأت نادين وقد تجعد وجهها بعبوس قائلة بإستياء بالظبط كدا فتحت علي نفسي فتحة سوده.. كان بقالنا 10 شهور متجوزين ومفيش حمل.. فضلت ازن ازن علي دماغ ادهم عشان نكشف وانتي عارفه الباقي وبقت اكذب كڈبة ورا كڈبة عشان اداري علي الكذبة الكبيرة
ابتسمت ميرنا بتلاعب وقالت بخبث عارفه احسن حل تعمليه ايه
نادين بلهفة الحقيني به
ميرنا بغموض تخلصي من مراته دي تماما
بعد مرور اسبوع
في شركة البارون
داخل مكتب كارمن الذي كان في الماضي مكتب عمر المدير التنفيذي السابق لكن يبدو مختلف تماما بعد التجديدات التي طرأت عليه.
أغمضت عينيها وأعادت رأسها إلى المقعد المريح منهكة من كثرة التدقيق في الأوراق أمامها ثم شردت في أفكارها بعيدا.
مر الأسبوعان بسرعة وهي تستمر في العمل بانتظام وكل شئ يسير على ما يرام لكنها تجد ضغوطا كبيرة من مقدار الأعباء التي تتحمل مسؤوليتها وحدها.
ماذا عليها أن تفعل
يجب أن تتحمل لأنها تريد أن تثبت جدارتها حتى يعلم أدهم مدى التزامها وجديتها في العمل.
تنهدت بعمق علي ذكر أدهم الذي تفتقده بشدة لكنها حزينة في أعماقها رغم أنها لا تظهر ذلك لكن عدة مشاعر تأتي إليها وتزعج نومها في الليل حزينة لأنه بعيد عنها.
تعترف بأنها تشتاق لكل شئ يخصه وما يحزنها كثيرا هو بروده في الحديث معها عندما يتصل بها فهو لا يتحدث في الهاتف لأكثر من دقيقتين ولا يتحدث معها إلا عن أمور العمل وعن أحوال ملك.
لتنتهي المكالمة خالية من أي عواطف رغم أنها ترغب في التعبير عن شوقها إليه لكنها عندما تتلقى هذا الجفاء غير المبرر منه تصمت حفاظا على كرامتها.
أطلقت تنهيدة عميقة وهي تفتح عينيها محاولة إخراج كل هذه الأفكار من عقلها حتى تتمكن من التركيز فقط على العمل.
بعد بضع دقائق رن الهاتف اللاسلكي بجانبها حيث كانت السكرتارية تتصل بها وأجابت بجدية ايوه يا مها
تحدث مها بنبرة عملية مهذبة استاذة كارمن الفريق في انتظار حضرتك في القاعة عشان ميعاد الاجتماع
كارمن بهدوء تمام انا جاية حالا
أغلقت المكالمة وقامت من مقعدها وجمعت الأوراق والأشياء التي تخصها وأمسكت بها بإحكام في يدها وغادرت المكتب بخطوات ثابتة.
بعد بضع ساعات من العمل
تقف كارمن داخل غرفة فسيحة مخصصة للتصميم مع فريقها وكانت الغرفة مميزة جدا بزخارفها التي تتناسب مع أجواء الفساتين وكل ما يتعلق بالأزياء والموضة.
التفتت كارمن إلى الفتاة التي تقف خلفها وبدت وكأنها شاردة حتى بعد أن أنهى الجميع عملهم وبدأوا في مغادرة الغرفة.
بقيت واقفة في مكانها غير منتبهة لأي شيء ولا تتحرك تفاجأت كارمن بها وذهبت نحوها قائلة بسؤال قلق مالك يا نسمة.. نسمة بكلمك
خرجت نسمة من شرودها قائلة بإحراج وهي تري أن المكان كان خاليا من الجميع انا اسفه في حاجة فاتتني
عبست ملامح كارمن وقالت بإستغراب انتي مش معايا خالص عقلك فينه
خجلت نسمة منها قليلا وقالت بإبتسامة بسيطة موجود والله
ضيقت كارمن عينيها عليها وقالت بفطنة لا انتي كنتي سرحانه في حاجة شغلاكي
ثم تركت كارمن الأقلام من بين يديها واقتربت
متابعة القراءة