مزيج العشق بقلم نورهان محسن
المحتويات
منها واضعة راحة يدها على ظهر نسمة لتمشي معها دون اعتراض من الاخري ثم جلسوا على الكنبة بجانب بعضها البعض.
تسائلت كارمن بهدوء مالك احكيلي
نسمة بإضطراب مافيش حاجة مهمة
كارمن بإصرار لا اكيد مهمة عندك طالما مشغول بالك بيها لدرجة دي
ابتسمت نسمة بأدب وقالت بصدق انا اسفه انا فعلا سرحت شويه ڠصب عني صدقيني مش قصدي
حدقت نسمة فيها لتقول پصدمة هو انا واضح عليا للدرجة دي
أومأت كارمن وقالت بهدوء كان واضح من نظراته المركزة فيكي طول الاجتماع وانتي كمان كنتي متوترة ومسهمة.. كأن الجو مكهرب بينك وبينه هو مضايقك في حاجة
عندما تلقت كارمن منها الصمت غيرت صيغة سؤالها وقالت بإستفهام انتي بتحبيه يا نسمة
أطلقت تنهيدة قصيرة وخفضت جفنيها وكانت الأفكار تتضارب في عقلها.
تحتاج إلى أن تخبر أحدهم بما يزعجها لأنها بطبيعتها انطوائية للغاية وتحتفظ بأسرارها في داخلها لكنها حزينة لدرجة أنها تشعر وكأنها على وشك الاختناق.
همست نسمة بصوت خجول منخفض انا ويوسف كنا مخطوبين لبعض
ارتفعت حواجب كارمن بإندهاش عند سماع هذا النبأ بتكلمي بجد!!
عضت كارمن شفتيها بتردد خوفا من إزعاجها تسمحيلي اسألك طيب ايه اللي حصل معاكو
تنهدت بضيق مردفه بس هو فجأة اتغيرت طريقته معايا بقي مشغول طول الوقت معندوش دقيقة واحدة يكلمني فيها.. في الاول عذرته وقولت يمكن عنده سبب مهم وضغط الشغل عليه والتزامات الجواز فسيبته لنفسه شويه...
أخذت نفسا عميقا قبل أن تستأنف كلامها الوضع دا استمر شهر ونص.. وانا معرفش مالو ولا عارفه اتكلم معه.. ومن 3 شهور كنت جيبالو ورق مهم يمضيه في مكتبه.. كان ممكن ابعته مع السكرتاريه بس قصدت اروحلو انا عشان اتكلم معه
ثم اضافت بتفسير كان هو في حمام المكتب وقتها.. انا قعدت استناه وكنت محضره كلام كتير اقوله لما يخرج.. كان حاطط تليفونه علي المكتب.. سمعت صوت وصول رسالة ليه وانتي عارفه فضول البنات حبيت اشوف الرسالة عادي مش اكتر.. قومت ووقفت ورا المكتب وانا مترددة وخاېفه من رد فعله واول مرة اتصرف بالشكل دا وعلي اخر لحظة كنت خلاص غيرت رأيي وهرجع مكاني.. لكن لمحت اسم رانيا علي الرسالة ففتحتها...
رمشت نسمة وقالت بنت بتشتغل هنا في الشركة عارضة ازياء
جاءت في ذهن كارمن صورة تلك الفتاة الفاتنة التي لم تشعر بالراحة إليها منذ الوهلة الأولى ايوه
افتكرتها انا شوفتها مرة قبل كدا.. معلش اني قاطعتك كملي
أضافت نسمة بصوت مخڼوق بالعبرات لما فتحت الرسالة لاقيت محادثة طويلة بينهم وكلها كلام زي حبيبي روحي وبيدلعها وبيهزروا سوا بقالهم فترة كبيرة
ارتفعت حاجبين كارمن بإزدارء وقالت يعني طول الفترة اللي كان متغير معاكي فيها كانو بيكلمو بعض
نسمة بالظبط كدا
كارمن وعملتي ايه
كانت نسمة واقفة بجانب المكتب وعلى وجهها علامات استغراب وصدمة مما قرأته من كلمات غزل تشير إلى وجود علاقة حب بين خطيبها وتلك الفتاة المسماة رانيا.
قلبت بأصابعها مرة أخرى في الهاتف ووجدت تاريخ الرسائل بينهما منذ أشهر وأنهما يتواصلان بشكل يومي.
تجمعت دموع كثيفة في عينيها لدرجة أن بصرها أصبح مشوش.
هتف يوسف بإستغراب من خلفها انتي بتعملي ايه هنا يا نسمة ووافقة كدا ليه..
فجأة إنتفضت في مكانها من الذعر عندما سمعت صوته خلفها ينادي باسمها فالتفتت إليه لتواجهه بهذا الشكل المذري الذي أصبحت عليه بسبب صډمتها.
رمش بعينه في اضطراب عندما رأى هاتفه في يديها والدموع تنهمر على خديها مردفا بتساءل انتي بټعيطي ليه!!
حدقت به دموعها تتسرب على خديها الناعمتين ببطء ولم تستطع الرد بأي كلمة لكنها مدت يدها وسلمت له هاتفه.
أخذ الهاتف منها وهو متعجب من بكائها ثم حدق في شاشة الهاتف ليتفاجأ بأن محادثته مع رانيا كانت مفتوحة والآن وجد إجابة علي كل ما يحدث أمامه.
حاول السيطرة على توتره قائلا بنبرة هادئة يسودها الاضطراب نسمة ممكن تهدي عشان نعرف نتكلم
هتفت نسمة من بين شهقاتها بتهدج كنت جاية فعلا هنا عشان نتكلم بس المفروض هتقول ايه بعد اللي شوفته.. هتبرر بإيه انشغالك عني شهرين بدون اي سبب واضح وانا زي الهبلة عماله احطلك اعذار من الهواء
اردفت بحدة ولا انك بتعرف واحدة تانيه وبينكم غرميات وانا اللي اسمي خطيبتك ولا معبرني..
جعد بين حاجبيه مقاطعا جملتها وهو يهتف بإنفعال انتي ايه الهبل اللي عماله تخرفي به من الصبح دا.. مفيش حاجة بيني وبينها مجرد كلام عادي بين صحاب
راحت تحملق فيه بعين تطلق شرزا من بروده قائلة پغضب شديد صحاب يعني ايه.. الكلام اللي قرأته مش كلام بين اتنين صحاب
يوسف بتوتر ايه اللي بتقوليه دا قولتلك انتي فاهمه الموضوع غلط
عقدت نسمة ذراعيها أمام صدرها قائلة بحدة خلاص فهمني ايه هو السبب اللي مخليك مشغول ولا بتكلف نفسك برسالة فيها كلمة واحدة ليا.. دا حتي مش هاين عليك ترد علي مكالماتي ولو رديت تقولي مشغول..
اردفت بسخرية اتاريك مقضيها حواديت وضحك مع الانسة رانيا
هتف يوسف بنفاذ صبر اسمعي ماتتجاوزيش حدك وانتي بتكلميني.. انتي هتفتحيلي تحقيق وازاي اصلا تسمحي لنفسك تمسكي تليفوني وتفتشي فيه
مسحت ما تبقى من دموعها بأطراف أصابعها قائلة بتهكم ساخر بقي هو دا ردك عليا.. بتهاجمني عشان تتهرب من الرد علي كلامي
تحدث يوسف بهدوء قدر المستطاع نسمة قولتلك نقعد وانا هفهمك بهدوء انتي مش عايزة تسمعي الكلام.. واصلا احنا في مكان شغل مايصحش الكلام دا هنا خلينا ننزل نقعد في اي حته طيب ونتفاهم
حدقت فيه نسمة بنظرة حادة وحاولت أن تجعل صوتها ثابتا لكنه خاڼها أيضا وخرج مرتجفا قليلا لا هنا ولا في اي مكان.. لو كان عندك ذرة شجاعة واحدة بس.. كنت وجهتني من البداية وقولت انك مش عايز تكمل.. مش تتهرب مني وعايش حياتك ولا كأن في انسانه ربطتها بيك.. وشكرا يا ابن الاصول علي تقديرك واحترامك ليا وربنا يسعدك انت وهي مع بعض
ثم خلعت الخاتم من إصبعها ووضعته في يده ثم غادرت المكان دون تردد
نسمة من وقتها مفيش بينا كلام الا في حدود الشغل وبس.. لولا اني متمسكة بشغلي هنا انا كنت سيبت المكان من زمان
ثم نظرت اليها بحيرة من ذاتها انا اتوجعت جدا من اللي حصل.. الخداع احساس صعب ومر اوي.. من يومها جوايا حاجات اتغيرت ثقتي طبعا فيه اتعدمت ويمكن ثقتي في نفسي كمان من كتر مابفكر ليه يعمل معايا كدا
رفعت كارمن يدها تربت على كتفها بتعاطف وقد ڠضبت من المدعو يوسف كثيرا كيف يمكنه أن يخذلها ويتلاعب بها هكذا وشعرت بالحزن عليها قائلة بهدوء طيب هو حاول يفتح معاكي الموضوع بعد كدا
فركت نسمة وجهها من ذلك الصداع الذي لا يفارقها من كثرة التفكير وقالت بنبرة متعبة ايوه حاول جه لبابا واتكلم معه ولسه بيحاول يكلم معايا بس خلاص انا نفرت منه ومن الحب والارتباط كله
كارمن ماتقوليش كدا انتي لسه العمر قدامك يعني ممكن تعتبريها تجربة وفشلت.. مفيش حاجة نجاحها مضمون ميه في الميه من اول مرة ولا ايه رأيك!!
اومأت نسمة بإبتسامة اشرقت وجهها الجميل تؤيد رأيها عندك حق
ابتسمت إليها كارمن قائلة ببشاشة طيب امسحي وشك وتعالي نكمل شغلنا
نسمة بإمتنان حاضر.. متشكرة ليكي يا كارمن علي اهتمامك وكلامك ليا
كارمن بمودة مافيش داعي للشكر احنا زمايل وبقينا اصدقاء كمان.. ماتشغليش بالك بحاجة الا مستقبلك وربنا يقدرلك اللي فيه الخير
نسمة شاهين
تبلغ من العمر 25 سنة جميلة وجذابة للغاية لديها عيون خضراء واسعة تعيش مع والدها الذي ليس لديه سواها ويحبها كثيرا وهي أيضا شديدة الارتباط به حاصلة على بكالوريوس فنون جميلة قسم الملابس والمنسوجات.
عملت في الشركة لأكثر من عامين ولديها خيال جيد وحس فني رائع لذلك أبهرت كارمن بذوقها وخبرتها منذ اليوم الأول لها معهم في الفريق وساعدتها أيضا في بعض الأشياء التي وجدت صعوبات فيها وبالتالي أصبحا قريبين من بعضهما البعض.
ليلا في قصر البارون
دخلت كارمن القصر بعد انتهاء يومها الطويل في الشركة أخيرا
صاحت كارمن بنبرة عالية قليلا مساء الخير عليكم
قالت ليلي بإبتسامة مساء الشهد يا قلبي
تسائلت مريم بحنان حمدلله علي السلامة يا حبيبتي.. اتأخرتي كدا ليه!!
جلست كارمن بجانبهم وقالت الله يسلمك يا مامتي.. دا انا كنت هقعد في الشركة لحد الساعه 9.. عشان في قماش من المخازن كان لازم استلمهم بس هما بعته بدري الحمدلله خلصت وجيت علي طول
ليلي بصدق ربنا يعينك يا كوكي
تطلعت كارمن حولها قائلة بإستفهام امين يارب.. ملوكة وحشتني اوي هي فين!!
ضحكت مريم بحبور وقالت لعبت طول اليوم مع ياسين ابن يسر ولما مشيو كانت نعست ونامت
أراحت كارمن رأسها على الأريكة بتعب وأغمضت عينيها ياسو كلمتني كتير وانا في الاجتماع بس معرفتش ارد عليها هكلمها قبل ما انام.. الصداع هيموتني يا ماما وعينيا مزغلله اوي
ثم اردفت بتعجب مش عارفه ازاي ادهم بيستحمل كل التعب دا سبحان الله
ليلي ربنا يقويكم يا قلبي
ربتت مريم علي قدمها قائلة بهدوء طيب انتي اطلعي استريحي شوية علي ما العشاء يجهز يا كوكي
اعتدلت كارمن في مقعدها قائلة بإرهاق لا يا ماما انا هقعد معاكو يمكن ادهم يتصل عشان اطمن عليه
حدقت مريم بصمت في ليلي التي هتفت بهدوء على الرغم من توترها ادهم اتصل من ساعتين يا حبيبتي وطمنا عليه هو بخير وبيسلم عليكي.. بس هو اضطر يتصل بدري انهاردة عشان وراه عشاء عمل وهيبقي مشغول لوقت متأخر
حاولت كارمن التحكم في نبرة صوتها حتى لا تبدو غاضبة قائلة بجمود عشاء عمل تمام يا ماما ليلي مش مشكلة..
ثم أضافت ناظرة إلى ليلي ومن بعد اذنك يا ماما ليلي.. كمان يومين هروح لبيت عمر عشان محتاجة انقل ادواتي واعرف اشتغل هنا في البيت.. وهحتاج كام وحدة من الشغالين هنا يساعدوني بنقلهم
ليلي بإبتسامة بسيطة من عينيا يا كوكي
ابتسمت كارمن بهدوء ميرسي يا ماما ليلي.. انا هطلع ابص علي ملك وارتاح شوية عن اذنكم
داخل منزل صغير في حي راقي
صاح رجل
متابعة القراءة