مزيج العشق بقلم نورهان محسن

موقع أيام نيوز


عجوز من داخل المطبخ يلا يا روح بابا تعالي جهزتلك العشاء
بعد قليل
جاءت نسمة ترتدي إحدى بيجاماتها المريحة حيث تحب دائما أن ترتدي ملابس فضفاضة في المنزل وقالت بمرح وشهية الله الله علي الروايح الحلوة يا عم شاهين
أشار شاهين برأسه إليها هاتي العيش من هناك عشان تلحقي تاكلي الاكل وهو سخن
أومأت نسمة إليه وقالت حاضر

جلست نسمة على طاولة الطعام الصغيرة في المطبخ مع والدها يتناولون وجبة العشاء
نسمة بعبوس بابا مش انا قولتلك كتير تديني فرصه اعمل انا العشاء ولو مرة واحدة حتي
شاهين بضحكة بقولك ايه احنا بينا اتفاق مافهوش رجوع من يوم ما طلعت علي المعاش.. انا اطبخ وامارس هوايتي المفضلة وانتي تشتغلي وترسمي وتشخبطي براحتك
ضحكت نسمة ثم قالت بنبرة هادئة ايوه يا بابا بس وقفه المطبخ غلط عليك علي الاقل سيبني اساعدك
ثم اردفت بمزاح ليه الانانية دي استحوذت علي المطبخ خلاص
ضحك شاهين بمرح وقال بتسلية خلاص مايهونش عليا زعلك المواعين عليكي
انكمش وجه نسمة قائلة بحسرة المواعين ماشي أمري لله
شاهين بمحبة وحنان لما تتجوزي اعملي اللي انتي عايزه في مطبخ محدش هيمنعك
وضعت نسمة يدها اسفل ذقنها بحزن مصطنع عايز تخلص مني بالسرعه دي يا شاهين
حدق شاهين فيها بطرف عين وقال ماتتهربيش زي عوايدك يا نسمة انتي فاهمه قصدي
زفرت نسمة بضيق بابا لو سمحت انا قولت قراري رجوع ليوسف انا مش هقدر
هز شاهين رأسه برفض وقال انا مش بكلم عن يوسف خالص..حتي لو عايزة انتي ترجعيلو انا اللي هرفض هي بنات الناس لعبه عشان يعمل كدا معاكي.. انا بكلمك علي العريس اللي اتقدم بقالو اسبوعين وانتي حتي مش عايزة تقابليه
تركت الشوكة من يدها قائلة بتنهيدة عميقة اسمعني يا بابا يوسف غلطان في اللي عملو والموضوع اتقفل لحد كدا بالنسبالي ومش هنكلم فيه تاني.. لكن انا محتاجة فترة ابقي لوحدي من غير ضغط..
ثم أضافت بحزن اللي حصل دا يا بابا خلي ثقتي في نفسي تتهز لاني مالقتش مبرر لتصرفه معايا الا اني فيا حاجة غلط
شاهين بحنان الكلام دا مش مظبوط يا نسمة انتي يا بنتي الكل بيشهد بأخلاقك وتربيتي ليكي وبجمالك وذكائك ونجاحك في شغلك واذا كان الموضوع علي فترة راحة انا موافق خلاص مش هنكلم عن الجواز الفترة دي خلاص يلا كملي اكلك
نسمة بحب ربنا يخليك ليا يا احلي

عم شاهين في مصر
في جناح أدهم
جلست كارمن أمام المرايا تمشط شعرها بعقل شارد بعد أن صعدت جناحها للنوم بعد أن تناولوا العشاء جميعا.
أصبحت تشعر بقبضة في قلبها في كل مرة ترى نادين أمامها لكنها تحاول أن تبقي تلك التخيلات التي تراها في أحلامها بعيدة عن عقلها قدر الإمكان.
يكفيها أفكارا السلبية لعل هذه الأفكار هي سبب الكوابيس التي بدأت تراودها بعد سفر أدهم.
كما أنها أصبحت في الآونة الأخيرة عندما تكون وحيدة في الليل تحاول ألا تكتم داخلها شوقها إليه بل تلبس ثيابه قبل النوم وترش عطره المفضل حتى تشعر بوجوده معها ربما هذا يريح قلبها قليلا وتبعد عنها تلك الكوابيس المرعبة.
نظرت للأمام بطيف ابتسامة وهي تقف أمام المرايا ورأت نفسها في قميصه الأبيض الذي وصل إلى بعد منتصف فخذها بقليل.
قالت بضحك علي حالها بتصرف زي الحراميه وبستخدم حاجاته من وراه.. بس عادي مين يعني هيشوفني بالقميص 
ثم أضافت بنبرة مقهورة بعد أن نظرت إلى ساعة هاتفها ماشي يا ادهم الساعة بقت 11 بليل ولحد دلوقتي ولا سألت فيا..
اردفت بسخرية هو فيه عشاء عمل لحد دلوقتي..
ثم تحدثت مع نفسها بعناد ناظرة إلى انعكاس صورتها في المرايا طيب انا بقي مش هستناك وهروح اجيب اللي انا عاوزة من بيت عمر.. مش هفضل معطلة نفسي بسبب سيادتك وانت بقالك اسبوعين ولا سائل فيا
ثم ذهبت إلى الفراش وأطفأت الضوء بحيث لم يكن هناك سوى ضوء خاڤت بجانب السرير ثم تمددت وأخذت الوسادة بجانبها لتمسك بها وتضمها إلي صدرها لتظل تفكر قليلا وبعد ذلك ټغرق في نوم عميق بسبب الكثير من التوتر والتفكير.
نهاية الفصل السابع والثلاثون
الفصل الثامن والثلاثون إفصاح وصفح مزيج العشق
داخل فندق في باريس
ادهم بهدوء ايوه يا مالك
نظر مالك إلى الساعة ليجد أن الوقت قد تأخر وقال بقلق ايه يا ادهم حصل حاجة معاك
ادهم بتنهيدة لا انا كويس.. انت عامل ايه
مالك بتساءل الحمدلله تمام.. انت مش خلصت اللي كنت رايح عشانه هترجع امتي
فرك ادهم ذقنه بتفكير وقال بصوته الرخيم لسه مش عارف.. طمني ايه اخبار الشركة
ابتسم مالك بخبث الشركة ولا اللي في الشركة
زفر ادهم وقال بضجر بطل رزالة ورد علي قد السؤال
تغيرت نبرة مالك قائلا بجدية هي كويسة وامور الشغل معاها تمام جدا بس دايما بتسألني عليك
ثم اضاف بحيرة انت ليه بتعمل معها كدا
أغلق جفنيه متعبا قائلا بهدوء خد بالك منها ولو احتاجت حاجة تنفذها فورا
ابتسم مالك بسخرية وقال بسأم بتتهرب ماشي..
ثم أردف بالحق قبل ما انسي هي هتروح بعد يومين لڤيلة عمر
فتح عينيه وابتسم پغضب متفهما حركتها العنيدة قائلا ببرود طبعا عشان ادواتها تمام.. لازم اقفل دلوقتي يلا سلام
قال مالك بقلة حيلة من تقلبات لابن عمه الدائمة سلام
رمي أدهم الهاتف بإهمال على السرير بجواره يفكر في وضعهما يحاول كبح شعوره وأن لا يتبع رغبة قلبه المشتاق إليها.
فما كان سفره إلا لأنه ظن أنه يحاصرها بحضوره لذا قرر البقاء بعيدا لفترة مؤقتة ليجعلها ترتب أفكارها المشوشة ثم يعود لترتيب الأمور بينهما.
بعد مرور يومين
في فيلا عمر البارون
دخلت كارمن إلى المنزل لكنها شعرت بالغرابة والحيرة كيف يمكن أن تشعر أنها غريبة في ذلك المنزل الذي كان منزلها وعاشت فيه لأكثر من عامين من حياتها.
ابتسمت كارمن بدهشة من تغيرات المصير اليوم هذا المنزل الذي تشاركته مع عمر والذي جمعها معه تحت سقفه ذكريات كثيرة أصبح شيئا من الماضي في حياتها.
... مدام كارمن
إنتبهت علي كلماتها وقالت بهدوء نعم
ابتسمت الخادمة بإحترام كنا بنسأل حضرتك نبدأ منين النقل
طردت كل تلك الأفكار التي شغلت عقلها منذ أن دخلت هنا لتقول بجدية تعالو معايا هنبدأ بالحاجات اللي فوق الاول
بعد أن مرت ساعتين
كارمن الو يا يسر
غمغمت يسر بينما تأكل الفشار ها لاقيتيه ولا لسه
كارمن بنرفزة يا بنتي اهمدي شوية في زحمة وكركبة هنا جامدة.. عشان كنت ناسية اماكن الادوات وفضلت ادور علي الكتاب فوق مش لاقياه
يسر بضحكة مش مهم اي حاجة غير الكتاب
تمتمت كارمن بغيظ اضحكي اضحكي دا اللي فالحة فيه.. انا مش عارفه اركز من زنك عليا
تنهدت يسر بملل وقالت بتحذير مزيف خلاص هسيبك بس انا بحذرك اوعي ترجعي من غيرو
كارمن كتبت قائمة بكل حاجة هجيبها واول حاجة كتابك.. بس ناسية هو فين هدخل دلوقتي مكتب عمر يا زنانه واشوفه
قوست يسر شفتيها وقالت بحزن متصنع كدا يا كوكي انا زنانه
قالت كارمن بضحكة لا ماتزعليش خليني اخلص واكلمك.. ماقولتلك تعالي معايا المشوار دا عملتي من بنها كنتي ساعدتيني شويه واتمرمطتي معايا
يسر ماكنتش عارفه انك هتحتاسي كدا لو فعلا محتجالي هلبس علي طول واجيلك
كارمن بعد ايه انا تقريبا خلصت.. ماتقلقيش معايا هنا بنات من القصر بيساعدوني.. بس ارحميني انتي شوية فاضل كتابك هدور عليه وبعدها هروح البيت.. يلا سلام بقي
يسر أوك باي يا كوكي
أنهت كارمن المكالمة عندما دخلت مكتب عمر وواصلت البحث في الرفوف عن

الكتاب لكنها لم تجده.
دلكت كارمن فروة رأسها في حيرة وبعدين هيكون راح فين الكتاب المنحوس دا بس يا ربي
تحولت نظرتها إلى المكتب في منتصف الغرفة يمكن علي المكتب او جوا درج من الادراج اما اشوف
قلبت في الأشياء الموجودة على سطح المكتب ولم تجد شيئا فجلست على كرسي المكتب وبدأت في فتح الأدراج واحدة تلو الأخرى.
ثم زفرت براحة الحمدلله اخيرا لاقيتك متعب انت زي صاحبتك
ثم اردفت بضحكة بس عسل لا ټموتني..
كانت هناك عدة أوراق تحت الكتاب خاصة بالعمل ظنت أنهم ذات قيمة فبدأت تتمعن النظر فيهم ثم أعدتهم حيث كانوا لكن لفت انتباهها ظرف كبير ملفوف ومغلق بعناية بأسفل الدرج لكنها تراه لأول مرة ايه دا كمان!
أخرجته من الدرج ووضعت الكتاب بجانبها ثم بدأت في فتح الظرف وتفريغ محتوياته على المكتب وراحت تتفحصه بعيون واسعة من الصدمة وعدم التصديق.
نهضت من مقعدها مذهولة ووقفت في منتصف الغرفة وهي تشعر بالدوار والتشويش
تتبادر إلى ذهنها كلمات مما قرأته للتو وأحداث مرت منذ شهور تتضارب في عقلها بشكل غير مترابط.
_ورم في الفص الأيمن من المخ في حالة متطورة
_سفر الي المستشفي الأمريكي في باريس
_عملاء مهمين في باريس يا حبيبتي لازم اقابلهم هيكون في شغل بينا وبينهم كتير وكمان مؤتمر مهم هنتكلم فيه عن الشركة
اتسعت عيناها في صدمة من تكرار ذلك الحدث تقريبا فالأولى كانت من عمر قبل ساعات من رحيله وۏفاته والآخري كانت من أدهم قبل أسبوعين.
تكلمت مع نفسها في ذهول وانحدرت الدموع بلا هوادة من عينيها من تأثير الصدمة عليها يعني عمر كان عنده ورم في المخ وفي حالة خطېرة ودا سبب سفره.. بس هو مالحقش يوصل باريس والطايرة وقعت به.. ليه ماعرفش بكل دا من زمان ليه كنت انا اخر من يعلم كدا..
همست پخوف بينما تغطي فمها براحة يدها ادهم
استدارت وبحثت عن حقيبتها ثم لمحتها على الأريكة الصغيرة.
ركضت نحوها وأخرجت هاتفها وبدأت تعبث بقائمة الأرقام ثم ضغطت على زر الاتصال.
تنهدت بإحباط وقلق عندما لم يرد على مكالمتها ثم مسحت دموعها بباطن كفها وذهبت إلى المكتب وجمعت الأوراق في الظرف وأخذت الكتاب أيضا ووضعته في الحقيبة ثم خرجت بخطوات مترنحة
ليلا في قصر البارون
ليلى همست بلطف إلى ملك التي كانت جالسة بجانبها على الأريكة بينها وبين ليلي مين الحلوة اللي هتنام جنب تيته انهاردة
مريم بضحكة لا موكة هتنام معايا انا انهاردة
عبست ملامح ليلي وقالت بإستنكار كانت معاكي امبارح يا مريم.. احنا بينا اتفقنا كل وحدة يوم
صاحت مريم بمرح في كارمن التي دخلت لتوها من الخارج ولم تلحظ شحوب وجهها تعالي يا كارمن شوفي حماتك العنيدة مش عايزاني انيم ملك معايا انهاردة
ليلي بدهشة لا يا مريومة انتي بقيتي تنصبي عليا كتير.. احنا نعمل جدول تنظيم نومها عند كل وحدة فينا يوم.. الكلام الشفوي دا مابقاش ينفع
حاولت كارمن التركيز على ما كانوا يتحدثون عنه وواجهت صعوبة في إخراج صوتها بشكل طبيعي قائلة بهدوء الافضل للبنت تتعود تنام لوحدها يا جم١عة.. عشان لما تكبر ماتبقاش مدلعة وتخاف تنام لوحدها
نظرت مريم إلى ليلي التي أومأت لها بالموافقة وقالت مريم دعما لرأي إبنتها البت طلعت اعقل مننا وعندها حق مع اني مابقدرش استغني عن نومها
 

تم نسخ الرابط