رواية العشق والهوي بقلم سما المصري

موقع أيام نيوز


طول عمري من غير عيال بس الحمد لله ربنا كرمنا وهتبقي اجمل ام في الدنيا دي كلها يا روحي .
ذرفت سلوى دمعة وهي تسمع كلامه مما جعلها تسند رأسها على صدره وقالت وانا بحبك يا معاذ والحمد لله اني هبقى ام لأبنك .
فابتسم معاذ ثم انزلها واستطرد بمرح يلا يا سمو الأميرة اتفضلي على الجناح الملكي بتاع حضرتك وانا هروح اجيب لك كوباية لبن دافية.

اما في مكان اخر من المنزل ....
كان ادهم في غرفة المكتب ينظر من خلال النافذة فسمع طرق خفيف على باب الغرفة فابتسم قائلا اتفضلي يا حبيبتي .
فدخلت مريم وهي تحمل فنجان شاي وسألته ازاي عرفت ان دي انا 
نظر اليها واجاب محدش هيزعجني في الوقت دا غير حبيبة قلبي .
مريم بقى كدا ... انا جبتلك كوباية شاي بس لو مش عايزها هرجعها على طول .
فابتسم ادهم وقال لا عايزها .
فابتسمت بدورها وأعطته فنجان الشاي قائلة بالهنا والشفا .
فأخذ ادهم فنجان الشاي من يدها ثم وضعه على الطاولة وعاد ليمسك يدها وقربها منه قائلا متشكر لأنك جيتي دلوقتي .
قال ذلك وعانقها بلطف فشعرت انه ليس على مايرام لذا سألته بقلق مالك يا ادهم 
فأغمض عيناه وأحكم عناقها وهمس بصوت أجش ششش خلينا نفضل كدا من غير كلام .
قال ذلك واخذ يستنشق عبير شعرها وهو يغمض عيناه فتنهدت وأخذت تربت على ظهره بلطف وبقيا على تلك الحال لمدة ثلاث دقائق ثم ابعدها عنه وقال متتخيليش انا فرحان قد ايه واخيرا ربنا كرم معاذ وسلوى وهيبقى عندهم ابن بعد كل السنين دي .
مريم هما بقالهم متجوزين قد ايه
ادهم تقريبا من سبع سنين اتجوزوا بعد ما تخرجوا من الجامعة على طول .
مريم يااه ...دي مدة طويلة اوي .
فتنهد ادهم قائلا انا كنت بدعي ربنا كل يوم علشان يجبر بخاطرهم ويرزقهم الخلفة لأن سلوى بنت حلال وبتستاهل كل خير ومعاذ بيحبها اوي .
مريم عندك حق دول طيبين اوي والحمد لله ان ربنا كرمهم وهيخلفوا .
ادهم على سيرة الخلفة ابننا فين
فابتسمت مريم قائلة نام من شوية دا بقى شقي اوي وطلع عيني لغاية ما نام .
ادهم يبقى هروح اطمن عليه .
قال ذلك ثم امسك فنجان الشاء وشرب منه رشفة ثم على خدها وخرج من غرفة المكتب وتركها خلفه فابتسمت ثم اخذت تنظر في ارجاء الغرفة حيث كانت تلك اول مرة تدخلها منذ ان عاشت في القصر ... أخذت تستكشف العالم الخاص بحبيبها وبينما كانت تنظر في ارجاء المكان وقع نظرها على دفتر مذكرات قديم ذو غلاف جلدي أثار فضولها كثيرا لذا امسكت به وفتحته وسرعان ما تفاجأت من محتواه حيث كان مليء بقصائد الشعر التي كتبها ادهم لها خلال السنوات التي عاشتها في نيويورك وقرأت ما يلي
عرفت الناس والدنيا وطريقي وعرفت إن الهوى كڈب وأماني ...
أخذني الشوق والحب الحقيقي لذاك الذي بعد الحب جفاني ...
انزلني للأسف في عز ضيقي وأنا في غمرة جراحي أعاني ..
بكيت وهل بكاء القلب يجدي ... فراق أحبتي وحنين وجدي ..
فما معنى الحياة إذا افترقنا ... وهل يجدي النحيب فلست أدري !
فلا التذكار يرحمني فأنسى ... ولا الأشواق تتركني لنومي !!
فراق محبوبتي كم هز وجدي ... وحتى لقائها سأظل أبكي .
حبيبتي إسمها مريم بل و الحب مريم ...
أبدا لن اتوقف عن القيام بمراسم حبي المقدس لك محبوبتي
فأنت الحبيبة و العشيقة .. مريم
أنت الهوس والجنون ... مريمتي
أنت الڠضب و الثورة ..
انت الوطن و الأمان ..
الراحة و الحنان فأنت بكل بساطة مريم
أحببتك وظننت أبدا أنك لن تفارقيني ولكنك فعلت ...وها أنا ذا في شدة إحتياجي إليك ..
كي أعد إلى توازني البيلوجي كي أعد إلى إتزاني الروحي ..
فقد تعبت من دونك يا مريمتي حقا تعبت ...اليوم كالبارحة منذ يوم فراقك و أنا أعاني ..
منذ أن
أثرتي بقلبي هذا البركان الخامد ... و كل يوم في فراقك يزداد غلياني !
خرت كل قواي و لا أستطع التحمل فإما لقائك ... أو فراق لحياتي وأحزاني ...
ها أنا ذا اسطر إليك هذه الكلمات معلنا على الملأ ان هذا الجبل الجليدي قد وقع في شباك حبك لتزيدني ڼارا على ڼاري
نيران عشق تشعل قلب لم يذق ابدا مثل هذه المشاعر مثل هذا الحب مثل هذا الاحتواء عفوا محبوبتي فقد أدمنت هواك
وبعد ان قرأت ما خطته يداه من اجلها واستشعرت الألم الذي كان يعانيه مع كل حرف كتبه اغلقت الدفتر ودموعها قد بللت اوراقه الباهتة وشعرت بضيق شديد في صدرها لأنها كانت سبب معاناته لما يزيد عن الأربع سنوات جلست على الأريكة وأخذت تبكي بصمت على سنين قد اضاعتها وهي بعيدة عنه بسبب حماقتها وتفكيرها الساذج فهي كانت تشعر بأنه يحبها منذ البداية ... ولكن ها هي الأن قد عرفت الحقيقة كاملة وعرفت كم يحبها ...
 

تم نسخ الرابط