رواية العشق والهوي بقلم سما المصري
انك بقيتي اختي الصغيرة وهحميكي انتي وابنك متخافش .
فابتسم مريم وغمغمت متشكره اوي.
وعادت إلى الشقة بعد ان تناولت العشاء مع خالد واخبرته بكل شيء عنها فدخلت ووجدت ان الظلام يخيم على المكان لأن الهام قررت المبيت في منزل عمها عمر اشعلت الانوار ثم خلعت معطفها وجلست على الاريكة وكانت تشعر بفراغ كبير ولا تعلم ان كانت سعيدة لانها اعترفت لخالد ام حزينة لانها رفضت حبه الصادق لها... ولكن كيف تقبل به وهي تحب ادهم زوجها
فهي وبغض النظر عن كل ما فعله بها لا تستطيع ان تحب احدا غيره لانه كان حبها الاول والاخير وكانت على يقين تام بأنه من المستحيل إن تحب بعده اي رجل حيث اصبح جميع الرجال في نظرها سواء الا هو حبيبها الواحد والوحيد رجل بكل ما تعنيه الكلمة وبينما كانت تفكر شعرت برغبة في اخذ حمام دافئ لذا توجهت نحو الحمام وملأت حوض الاستحمام بالماء الدافئ ووضعت بداخله غسول الجلد الذي برائحة الخوخ ودخلت في الماء وسرعان ما شعرت بالأسترخاء .
وتفكر بأمور كثيرة اشغلت بالها... امور لا بد وان تضع لها حدا لكي تستطيع المضي قدما في حياتها وان تركتها معلقة لن تستطيع ان تشعر بالراحة ابدا ...واهم هذه الامور كانت علاقتها ب ادهم عزام السيوفي لذا حسمت امرها ثم نهضت من حوض الاستحمام وامسكت المنشفة المعلقة بجانبها ثم لفت جسدها بها وخرجت متوجها إلى حقيبتها التي تركتها على الاريكة في غرفة المعيشة اخرجت هاتفها ونظرت إلى الساعة حيث كانت تشير إلى العاشرة وتسعة وثلاثون دقيقة ليلا وبعدها قالت الوقت بيختلف بين مصر وهنا ودا معناه ان هو صاحي دلوقتي وفي الشغل... يبقى لازم اتصل بيه حالا.
فكان جالسا في اجتماع مهم للغاية برفقة شريكة وابن خاله كمال وبعض الموظفين يناقشون صفقة كبيرة وبينما كان يتحدث ويبدو عليه الجدية والانضباط رن هاتفه بصوت عال حيث انه نسي ان يضعه على الوضع الصامت.... عم الصمت في غرفة الاجتماعات الا من صوت رنين الهاتف الذي ازعج ادهم لانها كانت المرة الأولى التي ينسى فيها وضع هاتفه على الوضع الصامت فامسك به وهو يعقد ما بين حاجبيه دليلا على انزعاجه وقال بصوت مسموع Sorry ثواني وهنكمل الاجتماع.
وعندما اراد ان يغلق الهاتف تفاجأ بظهور رقم دولي يتصل به فشرد للحظة واحدة ثم هب واقفا كما لو انه تعرض للسعة افعى وبدون تفكير اجاب بلهفة قائلا آلو....
اما هي فلم تستطيع ان تمنع شهقتها الصغيرة الناتجة عن حبس دموعها فقالت بصوت مخڼوق ا..ايوا.
في تلك اللحظة شعر وكأن وتد ملتهب اخترق قلبه المجروح و اشعل النيران فيه فاغمض عينا پألم شديد وضغط على الهاتف بيده وسألها بصوت كاد ان يختفي انتي فين !
أتاه صوتها الخاڤت وهي تشهق قائلة نيويورك .... انا... انا عايزه اقبلك ضروري... تقدر تيجي هنا
فحمل ادهم سترته دون ان يحسب حساب لاي احد من الموجودين في غرفة الاجتماعات وقال انا هاجي على اول طيارة...بس اديني عنوانك.
ادهم تمام.
مريم سلام دلوقتي.
فتوقف ادهم عن السير وقال بتردد استني.... انتي... كويسه مش كدا
شعرت مريم بغصة في قلبها ولكنها استرجعت رباطة جأشها وقالت بنبرة صوت واثقة عمري مكنتش كويسه زي النهاردة... انا هستناك.
قالت ذلك ثم انهت المكالمة وما هي الا ثانية حتى اڼفجرت بالبكاء المرير واخرجت كل ما في قلبها اما هو فالټفت الى الاخرين وقال بلهجة امر كمال انا لازم اسافر نيويورك ...خلي بالك من الشركة .
فاستغرب كمال وقال بدهشة نيويورك !
ثم سأله بفضول قآتل وهتروح هناك ليه يا ادهم وبعدين ازاي هتسيب الاجتماع دا
رد عليه ادهم بنبرة جدية السفريه دي اهم من الشركة كلها بالنسبة لي وانا لازم اروح هناك...وبالنسبة للصفقة انا واثق انك هتقدر تكسبها... سلام دلوقتي .
كمال بس يا ادهم.....
ولم يستطيع اكمال جملته لأن ادهم المتهور قد خرج من قاعة الاجتماعات وهو يركض نحو المصاعد كما لو كان مچنون يتحدث في الهاتف مع سكرتيرة سلمى قائلا سلمى عايزك تسيبي كل حاجة في ايدك دلوقتي وتحجزيلي تذكرة في اول رحلة رايحه نيويورك انتي سامعه ولو ما قدرتيش تلاقي تذكرة جيبيلي طيارة خاصة .
فقالت سلمى بأرتباك ح... حاضر يا فندم.
ثم اغلق هاتفه وركض الى موقف السيارات اما سلمى فقالت بتعجب نيويورك وهيروح يعمل ايه هناك !
بعد مرور نصف ساعة...
وصل ادهم الى المنزل وقبل ان ينزل من السيارة ورده اتصال من سكرتيرته