رواية العشق والهوي بقلم سما المصري
واصبح واقفا مقابلا لها فترددت من الدخول ولكنها دخلت في نهاية المطاف ضغطت على زر الطابق الثالث بينما ضغط هو على زر الطابق الاخير في الشركة .
واثناء صعود المصعد.....
كانت مريم واقفة امام ادهم وتعبث بهاتفها بينما كان هو واقفا خلفها يسند ظهره على مرآة المصعد ويكتف ذراعيه فيما ينظر الى ظهرها بتركيز كبير وبكل هدوء...فقط كان يتأمل خصلات شعرها المموج كأمواج البحر بعيونه الثاقبة من تحت النظارة السوداء كما ان رائحة عطرها الساحر اخترقت انفه فسببت له الدوار اما هي فأخبرها حدسها بأن هذا الغريب يحدق بها ولا تعلم لما شعرت برغبة في ان تلقي نظرة خاطفة عليه...وبالفعل ادارت وجهها ببطء لتنظر اليه فوجدته على حاله حيث كان ينظر الى الأمام وهو يعقد ذراعيه فوق صدره بهدوء ممېت ولكنها لم تعرف الى اين كان ينظر بسبب النظارة التي تغطي عيناه وسرعان ما توترت من النظر إليه لذا ادارت وجهها بسرعة ورفعت يدها اليمنى ثم اعادت خصلة من شعرها ووضعتها خلف اذنها بارتباك وما هي الا دقيقة حتى وصل المصعد إلى الطابق الثالث فخرجت منه بسرعة دون ان تنظر خلفها .
بينما ذهبت هي الى حيث كانت الهام وقالت لها الاخيرة يلا بسرعة يا مريم... هما قالوا ان دورك هيجي بعد البنت اللي جوا دلوقتي.
مريم ماشي.. بس قوليلي الاول شكلي عامل ايه
فابتسمت الهام قائلة طالعة زي القمر يا روحي.
مريم متشكره.
وبعد مرور خمس دقائق........
خرجت الفتاة التي دخلت قبلها من الغرفة وبعدها خرجت فتاة اخرى يبدو من مظهرها انها سكرتيرة وقالت بصوت عال مريم مراد..
السكرتيرة اتفضلي لان دورك جيه.
امسكت مريم حقيبتها واردفت اوك.
ثم نظرت إلى الهام واضافت ادعيلي يا لولو.
الهام ربنا يوفقك يا حبيبتي ويوفقني انا كمان.
ابتسمت مريم ثم رتبت هندامها واخذت نفسا عميقا وبعدها طرقت الباب ودخلت إلى الغرفة حيث كانت ستجري المقابلة مع ذلك الشاب الجالس خلف مكتبه فقالت صباح الخير يا فندم...ومتشكرة لانكوا قبلتوا تعملوا معايا المقابلة دي.
وبعد تلك الجملة اخذ الشاب عنها انطباعا جيدا فابتسم وقال صباح النور اتفضلي.
اقتربت قائلة متشكرة.
ثم جلست امامه فسأل اسمك مريم مراد عثمان
الشاب انا كمال حسن المسؤول عن تعين الموظفين والمحاسبة المالية في الشركة .
مريم اتشرفنا.
كمال قوليلي بقى يا انسه مريم انتي ليه عايزة تشتغلي في الشركة دي
اعتدلت مريم في جلستها ونظفت حلقها ثم قالت اولا علشان اجيب اكل عيشي طبعا وثانيا لاني بحب البرمجة والا مكنتش درست تلات سنين في الكلية علشان ابقى مبرمجة تطبيقات ومهندسة مواقع الكترونية .
كمال مكتوب في سيرتك الذاتيه انك عمرك ماشتغلتيش في شركة قبل كدا ممكن اعرف السبب
مريم ايوا انا قدمت طلب توظيف في شركات كتيره بس محدش قبل يوظفني ودا لاني ماعنديش الخبرة الكافية اللي هما بيطلبوها وهو دا السبب الوحيد اللي كانوا بيرفضوني علشانه وبس كدا .
مريم اولا انتوا كتبتوا في اعلان التوظيف ان مش مهم يكون عند المبرمج خبرة وانما اهم حاجة انو بيفهم في البرمجة ومعاه شهادة جامعية وانا عندي الامكانيات دي وكمان تخرجت من جامعة محترمة وكنت من بين العشرة الأوائل في الكلية كلها ودا غير اني بحب شغلي وملتزمة في مواعيدي جدا واظن
ان دا سبب كافي علشان تقبلوني في الوظيفة دي مش كدا ولا حضرتك عندك رأي تاني .
فابتسم كمال بعد سماع ذلك واردف عندك ثقة في نفسك ودا كويس...ودلوقتي ممكن تكلميني عن نفسك شوية .
فابتسمت مريم قائلة اكيد... انا عندي 21 سنه ودرست علوم الحاسوب في معهد التكنولوجيا التطبيقية وتخصصي برمجة التطبيقات والهندسة الألكترونية واشتغلت في Internet cafe لمدة تلات سنين في دوام جزئي وبسبب شغلي انا حبيت عالم البرمجة والانترنت وانا مش مرتبطة وعايشه مع اختي الصغيرة لوحدنا في البيت بعد ما اهلي ماتوا يعني انا اللي بصرف عليها.
امسك كمال القلم وكتب شيئا على الورقة التي امامه وسألها وبيتكوا بعيد قد ايه عن شركتنا
مريم مدة نص ساعة في الأوتوبيس .
كمال طيب معاكي رخصة سواقة
مريم بصراحة مكنش عندي وقت علشان اتعلم السواقه ودا بسبب المذاكرة والشغل في الأنترنيت كوفي بس متقلقش لان الموضوع دا مش هيأثر على شغلي هنا لو قبلتوني يعني..
ابتسم كمال ثم وضع القلم من يده ونظر اليها قائلا طيب يا انسه مريم.. السكرتيرة هتتصل عليكي الساعة 1800 علشان تقولك نتيجة المقابلة...ودلوقتي تقدري تتفضلي واتشرفت بمعرفتك .
قال ذلك ثم نهض ومد يده لكي يصافحها فصافحته قائلة الشرف ليا انا يا استاذ كمال.. عن اذن حضرتك .
قالت ذلك ثم خرجت من المكتب وهي تشعر بشعور جيد